لماذا لا نعيش أعمارنا ونحن ننعم بفيض السعادة؟
لماذا طريق السعادة شاق غير سالك معبد بالأشواك السامة؟
لماذا نتجرع المرارة مرارا وتكرارا؟
لماذا عندما نقترب من السعادة نراها تبتعد عنا وكل ما أوغلنا بالمسير نجدها بعيدة وغير حقيقة كالسراب؟
كثيرا ما نسأل أنفسنا أو نسأل أحدا ما، عن سر السعادة وأين يكمن ولماذا وكيف وأين، لكن تطوينا الحياة، دون أن نحصل على جواب شاف.
اسئلة كثيرة طرحها الكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد بين صفحات رواية «عتبات البهجة» الصادرة عن دار الشروق عام 2005 حيث يسلط الكاتب الضوء على مجموعة أسئلة متعلقة بالإنسان نفسه عن السعادة، عن الانتحار عن الموت، عن سر الحياة نفسها عن تقلبات وأمزجة البشر أنفسهم. «أحمد» الشخصية الرئيسية في الرواية رجل ناهز الخمسين من عمره يصحبه زميله في العمل والحياة حسن يقضيان أغلب نزهاتهما في حديقة صغيرة وسط الميدان في القاهرة. تتناول أحاديثهما شتى أمور الحياة، التي غالبا ما يبدأ بها حسن بطرح سؤال ليجيب عليه بنفسه. يعيش أحمد بعد وفاة زوجته علاقة عاطفية وجنسية مع دينا المرأة المتزوجة، التي تقرر الانتحار هكذا فجأة والسبب هو الاكتئاب، حسبما أدلى به زوجها وربما هي العلاقة الوحيدة التي تأثر بها أحمد وستؤثر فيه حتى بعد وفاة دينا.
الرواية ذات لغة يسيرة والأجمل هي الأسئلة التي يطرحها أحمد ليجيب عليها حسن، فالقارئ يلاحظ ان الكاتب عنون جميع الفصول بسؤالين تصعب الإجابة عنهما ليكتشف القارئ أنه تمت الإجابة عن تلك الأسئلة عند نهاية الفصل، والبدء بفصل آخر وهكذا حتى نهاية الرواية. أبطال هذه الرواية هم بسطاء في مشاعرهم، أبرياء في استقبال العالم حولهم، وحيدون يلوذون ببعضهم، ينتصرون على القسوة التي تحاصرهم بالدهشة الدائمة. من سؤال وجواب واحد ختم به الكاتب الرواية وقد استوقفني كثيرا فقد سأل أحمد صديقه حسن، قائلا لماذا كلما اقتربت منا البهجة ابتعدت عنا؟ فيرد صديقه قائلا: إن الوقوف على عتبات البهجة خير من الدخول إلى البهجة نفسها؛ لأنك إن دخلت إليها قتلتك وأهلكتك. وهذا قد اختصر فكرة الرواية بأكملها.
صحافي عراقي
لأن السعادة أمر نسبي للغاية ولحظات السعادة لا تدوم فلا يدوم إلا وجه الحي القيوم 😊🌊