كشفت السلطات الأمريكية أن أحد المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خطط لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي اكتشف المؤامرة وقام بإحباطها. وقد أعادت هذه الأخبار إلى الأذهان خطة مشابهة لاغتيال والده الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش التي وضعتها المخابرت العراقية إبان حكم الرئيس العراقي صدام حسين، حيث كان من المقرر تنفيذ عملية الاغتيال أثناء قيام الرئيس بوش بزيارته الاحتفالية إلى الكويت في 14 نيسان/إبريل1993 بعد انتهاء ولايته الرئاسية.
وقد ألقت قوات الأمن الكويتية حينذاك القبض على 16 شخصا، معظمهم عراقيون، بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس بوش بواسطة تفجير سيارة مفخخة، وفي التحقيق الذي أجرته السلطات الكويتية اعترف أفراد خلية التنفيذ بالتسلل عبر الحدود إلى الكويت لتنفيذ العملية. بعد إفشال محاولة استهداف الرئيس بوش، كشفت إدارة بيل كلينتون عن تورط المخابرات العراقية في التخطيط للعملية، لذلك قرر الرئيس كلينتون توجيه ضربة عسكرية لبغداد ردا على ما قام به نظام صدام حسين، وتم ذلك في 27 حزيران/يونيو 1993 بإطلاق رشقة من 23 صاروخ كروز على عدة مراكز قيادية ونقاط حكومية عراقية حساسة بينها مقر المخابرات العراقية في بغداد، وأسفر القصف الأمريكي عن سقوط أكثر من 60 ضحية، بينهم أطفال ونساء، وكان من ضمن الضحايا الفنانة التشكيلية العراقية ليلى العطار وزوجها نتيجة سقوط أحد الصواريخ على منزلها المجاور لمبنى المخابرات العراقية.
في يوم 24 آيار/مايو الجاري نشرت وسائل الإعلام الأمريكية خبرا مفاده: “رجل من ولاية أوهايو يُزعم أنه على صلة بمؤامرة اغتيال الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش”. إذ كتب جوردان ليرد وكيفن جونسون وجوش ماير تقريرا في “الولايات المتحدة الأمريكية اليوم” سلط الضوء على ملابسات العملية جاء فيه: “في مدينة كولومبوس، في ولاية أوهايو الامريكية، مثل المواطن العراقي شهاب أحمد شهاب أمام محكمة التحقيق ليواجه اتهاما مفاده، أنه على صلة بمحاولة اغتيال الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش. وقد حضر المتهم أمام المحكمة كجزء من تحقيق استمر لمدة عام، بعد أن اعتقلته فرقة مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي قبل ذلك بساعات”. وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، ووفقا لما ذكرته وثائق المحكمة، فإن شهاب أحمد شهاب البالغ من العمر 52 عاما، كان يعيش في مدينة كولومبوس في ولاية أوهايو، منذ وصوله إلى الولايات المتحدة عام 2020، وقال محامي الدفاع عن شهاب، إن المشتبه فيه عمل في وظائف مختلفة بينها، بائع أغذية في سوبرماركت، وليس لديه أقارب في الولايات المتحدة، وتزعم المحكمة أنه ضالع في خطة لتهريب عناصر ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى الولايات المتحدة بغرض تنفيذ عملية قتل الرئيس بوش الابن. وقد ذكر مسؤولان من قوات الشرطة الامريكية إن الرئيس بوش الابن لم يكن في خطر على الإطلاق. كما صرح فريدي فورد المتحدث الرسمي باسم الرئيس الأسبق بوش الابن في بيان مكتوب جاء فيه: إن “الرئيس بوش لديه كل الثقة في العالم في الخدمة السرية للولايات المتحدة وأجهزة إنفاذ القانون والاستخبارات الأمريكية”.
نشرت وسائل الإعلام الأمريكية خبرا مفاده: “رجل من ولاية أوهايو يُزعم أنه على صلة بمؤامرة اغتيال الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش”.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي إن شهاب الذي سيظل محتجزا في سجن مقاطعة فرانكلين، بعد أن تنازل عن حقه في جلسة استماع يوم الجمعة 27 مايو، قد دخل الولايات المتحدة بشكل قانوني ثم تقدم بطلب للحصول على اللجوء السياسي، بينما كان يحاول أيضا الزواج من امرأة أمريكية لتأمين وضعه كمهاجر. وتقول الوثائق إن التحقيق بدأ معه في البداية كحالة احتيال تتعلق بالهجرة أو التأشيرة، وتحول إلى شيء أكثر خطرا. خلال جلسة المحكمة القصيرة يوم الثلاثاء 24 مايو، وجهت رسميا لشهاب، الذي كان يرتدي قميص ريبوك اسود اللون وقد وضعت في يده الأصفاد، تهمتين: مساعدة أجانب في الدخول إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني لتحقيق مكاسب مالية. والمساعدة والتحريض والتخطيط لمحاولة قتل الرئيس الاسبق بوش. وباعتباره مواطنا غير أمريكي، كان لشهاب أحمد شهاب الحق في الطلب من المحكمة إرسال إشعار إلى القنصلية العراقية، لكنه رفض ذلك. ويزعم مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه استخدم مخبرين سريين تواصلا مع شهاب منذ إبريل 2021 وقد ناقش معهما رغبته في تهريب ستة مواطنين عراقيين عبر الحدود المكسيكية مقابل آلاف الدولارات لكل شخص، وفقا لوثائق المحكمة. وبحلول أواخر خريف 2021 تحول الاتصال إلى نقاش حول الرغبة في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس الأسبق بوش الابن، حيث سأل شهاب، وفقًا لوثائق المحكمة، أحد المخبرين عن مستويات الأمن في منزل بوش الابن في دالاس ومزرعته في تكساس. وبحسب وثائق المحكمة، وبحسب التسجيلات، أدلى شهاب بمزاعم لمصدر سري من مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه قاد مرة سيارة نقل محملة بالقنابل في العراق، وكان على صلة بزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، الذي قتلته الولايات المتحدة عام 2019، وأنه ينتمي إلى مجموعة تعرف باسم (خلية الرعد) ومقرها إحدى الدول العربية.. كما قال شهاب لمخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي عن غير قصد إن “هؤلاء الأفراد الذين يروم إدخالهم للولايات المتحدة يعتزمون تنفيذ عملية اغتيال الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش الابن”. لأنهم شعروا بأنه مسؤول عن قتل العديد من العراقيين وتفتيت العراق بأكمله. وفي مناقشات لاحقة مع أحد المخبرين، زُعم أن شهاب قال إنه: “لم يخف من تنفيذ عملية الاغتيال”، كما أعرب عن عدم اهتمامه بما إذا كان ذلك قد يؤدي الى مقتله، لأنه سيفخر بتنفيذ اغتيال شخص شرير مثل الرئيس بوش.
زعمت وثائق المحكمة أن شهاب قال لمصدر سري يعمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي في يونيو 2021 إنه يسعى لتهريب أربعة أعضاء سابقين في حزب البعث موجودين في العراق وتركيا ومصر والدنمارك إلى الولايات المتحدة عن طريق مساعدتهم في عبور الحدود الأمريكية – المكسيكية. وبمجرد وصول الرجال إلى البلاد، سيتم تنفيذ الخطة بعد الحصول على أسلحة نارية وشاحنة كبيرة بباب منزلق لتنفيذ عملية الاغتيال. وزعمت معلومات أحد المخبرين السريين ممن تعاملوا مع شهاب، أن الأخير وصف شخصين كان يأمل في تهريبهما إلى الولايات المتحدة بأنهما من عملاء المخابرات العراقية السابقين (في زمن صدام) من ذوي الخبرة في عمليات الاغتيال. كما تشير وثائق المحكمة إلى إن أحد المنفذين المحتملين كان سكرتيرا لوزير مالية تنظيم الدولة (داعش). وفي 8 شباط/فبراير الماضي، زُعم أن شهاب سافر إلى دالاس، في ولاية تكساس لمراقبة مقر إقامة الرئيس بوش، وزُعم أنه استخدم هاتفاً محمولاً لتسجيل فيديو للطريق بدءا من الطريق السريع إلى البوابة المؤدية إلى منزل بوش. وفي اليوم نفسه، زُعم أن شهاب ذهب إلى معهد جورج دبليو بوش، وقام بتسجيل فيديوات بهاتفه المحمول للمكتبة ومنطقة المكاتب الإدارية في المعهد. وقالت الوثائق إنه في آذار/مارس الماضي، عقد شهاب اجتماعا في غرفة في فندق كولومبوس بولاية أوهايو لمراجعة الاحتياجات من الأسلحة النارية التي يجب توفيرها لتنفيذ العملية، والتي تضمنت مسدسات كولت وبنادق هجومية من نوع M16 و AK47، بالاضافة إلى ملابس دوريات حرس الحدود الأمريكية التي يمكن استخدامها كجزء من مخطط تنفيذ الاغتيال. وطبقا لوثائق المحكمة، فإن شهاب سأل عما إذا كان بإمكان المخبر الحصول على صواريخ يمكن تثبيتها على ماسورة البندقية M16، فاخبره المخبر بأن هذا الأمر ممكن.
وبقي سؤال مهم لم تكشف إجابته حتى الآن مفاده: من أين أتى تمويل العملية؟ وهل كان شهاب أحمد شهاب يمتلك ما يكفي من المال لتنفيذ مثل هذا المخطط؟ إذ تشير الوثائق إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قدم سراً الأسلحة النارية، التي تم تسليمها إلى المخبر لإتمام الصفقة مع شهاب، كما قام أحد المخبرين بتمويل سفر شهاب إلى دالاس بعد أن أشار المشتبه فيه إلى أن مشكلة في سيارته أحبطت خطته للقيادة من أوهايو إلى تكساس. وأثناء مقابلة مع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في شهر إبريل الماضي، زعم أن شهاب أقر باجتماعه مع عملاء مرتبطين بشبكة تهريب كبيرة يعتقد أنها كانت أحد مصادر تمويل عملية الاغتيال، كما جاء في وثائق المحكمة أن المشتبه فيه أبلغ أحد المصادر السرية لمكتب التحقيقات الفيدرالي أنه خطط لاستخدام تاجر سيارات في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو كـ”وسيط” لتحويل الأموال من الولايات المتحدة إلى سكرتير وزير المالية لتنظيم الدولة (داعش). ومن المتوقع أن يواجه شهاب أحمد شهاب عقوبة السجن لثلاثين عاما بعد أن يتم استكمال إجراءات المحاكمة.
*كاتب عراقي
قصص المخابرات تنفع بأفلام المغامرات والأكشن !
شهادات المخبرين ليست محايدة !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
قصة خرجت بها لنا أجهزة الاستخبارات الأمريكية تصلح سيناريو لفيلم رخيص لن يحصل على تقييم يتجاوز 3 من 10
او ربما أن صاحبهم شهاب اراد ان يظهر بمظهر السوبرمان العراقي الذي حمل على اكتافه مهمة الثأر من اكثر شخصية يكرهها معظم العراقيين !
او لعل أحدهم نصح شهاب انه سيحصل على الطعام و المنام المجاني داحل السجن من خلال تلفيق هكذا سيناريو
و لو افترضنا وجود ما يسمى بنظرية المؤامرة خلف هذه القصة ، من اجل لفت الانظار إلى دورها و محاولة رفع الميزانية المخصصة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية و ترسيخ التذكير بأهميتها !