لندن- “القدس العربي”:
رسالتان في العمق لم يكن من الممكن إسقاطهما من حسابات الدولة الأردنية بعد رصد حالة تفاعل شعبية غير مسبوقة مع عنوان المجاعة في غزة.
الرسالة الأولى تمكّن المراقبون من تلمسها بعد تسابق أبناء العشائر والمناطق الأردنية في نشر فيديوهات عن وصولهم بطريقة أو بأخرى لعمق مناطق قطاع غزة، عبر مساعدات تحديدا غذائية، باسم الأهالي.
والرسالة الثانية، تلك التي تشير إلى أن المزاج العام والوطني والشعبي الأردني قد يتصاعد إلى مناطق غير مسبوقة عشية شهر رمضان، إذا ما حلّ الشهر الفضيل فيما يجوّع ويعطّش أطفال غزة.
"حي الطفايلة" وتضامنه مع غزة.
حي فقير الحال في شرق عمّان، لكنه غني بشهامة أبنائه وكرمهم وعطائهم.
هذا التقرير أدناه رصد ما فعلوه في سياق تصامنهم مع أشقائهم في قطاع غزة.
هناك مبادرات كثيرة يصعب رصدها من أبناء أمّتنا، لكنه مجرّد مثال.
لولا قيود معروفة، لرأينا الدّم يعانق الدّم أيضا. pic.twitter.com/HaJDBmMt94— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) February 20, 2024
واضح أن بعض الاعتبارات السياسية العميقة لها دور وبصمة في تأسيس تحركات أردنية دبلوماسية، وأخرى لوجستية، تشكل علامات فارقة رفضا للعدوان وتداعياته، وأيضا -وهذا مهم جدا- احتراما للمشاعر وبوصلة اتجاهات الشعب الأردني قبل الدخول في المزاج الرمضاني.
كانت الإشارات تقرأ بعمق في مجسات الدولة الأردنية التي راقبت سياسة التجويع والتعطيش مؤخرا، أكثر من مراقبة ومتابعة العدوان نفسه بمعناه العسكري والسياسي، فيما يبلغ أحد المسؤولين الكبار “القدس العربي” مباشرة، بأن جرائم القتل الإسرائيلية العشوائية في وجدان الدولة والشعب الأردنيين معا شيء، والانتقال لجرائم القتل بالتعطيش والتجويع شيء آخر.
قبل يومين فقط، أعلنت عشيرة الخريسات عن ذبح عجل باسم أبنائها في قطاع غزة، وهي إحدى العشائر الرئيسية في مدينة السلط غربي العاصمة عمّان.
عندما تجتمع العشيرة على الخير يكون العنوان الأردن وإحداها عشيرة الخريسات
بوركتم وأخلف الله عليكم pic.twitter.com/qWcjaOnvef— DIMA TAHBOUB (@DTABOUB) February 27, 2024
طبعا، تلك مساعدة غذائية بسيطة جدا، لكن رمزيتها السياسية والشعبية هي الأهم، لأن الفيديوهات التي تداولها الأردنيون بكثافة، صورت كل مراحل ذبح وطهي وتوزيع العجل المشار إليه على بعض مستشفيات قطاع غزة.
تلك مبادرة صغيرة باسم عشيرة أردنية، لكن سبقها ذبح عجل آخر باسم محسنين أردنيين مجهولين.
وسبقها أيضا فيديوهات توثق تمكّن لجنة تمثل أبناء حي الطفايلة في العاصمة عمّان، من إيصال كمية كبيرة من الخبز والغذاء تحت القصف الإسرائيلي، باسم حارتهم المسيّسة في عمان، ولحقها باسم أبناء حي الطفايلة أيضا، وأغلبهم فقراء بالمناسبة، توزيع عبوات المساعدات أمام الكاميرا بصورة موثقة.
استكمالاً لمبادرات تجمع شباب #حي_الطفايلة لنصرة #غزة العزة.
المبادرة رقم 12 حملة حليب الاطفال الخامسة
تم بعون الله شراء وتوزيع ٥ آلاف علبه حليب أطفال و وزعت في جنوب وشمال قطاع غزه ما كان ليتم لولا تبرعاتكم السخريه ونيتكم الصادقه يا أهل #الأردن
وكل الشكر للقائمين على هذه المبادره pic.twitter.com/zCPzKWkqpc— معتز الربيحات (@meezo_86) February 19, 2024
أبناء الأردن من " حي الطفايلة " في العاصمة عمان وصلوا بالمساعدات إلى مستشفى كمال عدوان في الشمال المحاصر
هؤلاء هم من يمثل موقف #الشعب_الأردني الأصيل، وليس من يصدر الخضار ويمرر شاحنات الإمداد للعدو الصهيوني أو الذباب الإلكتروني و #السحيجة … #الأردن#حي_الطفايلة#غزة_لن_تجوع pic.twitter.com/S9M6Jlwchu— خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) February 25, 2024
فعل أبناء مدينة الكرك شيئا مماثلا لتوثيقات أبناء السلط والطفيلة، وبدأت رسائل في السياق توحي بأن الشعب الأردني عشية شهر رمضان ليس في وارد إظهار أي مرونة أو حتى انضباط إذا ما تعلق الأمر بتجويع أطفال غزة.
الأهم أن الطريق اللوجستية التي نفذت فيها لجان تمثل عشائر الأردن غامضة أو غير معلومة بعد، لكن على الأرجح وفقا للخبراء، أن تلك اللجان قدمت مالاً لتجار في قطاع غزة، اشترت منهم وبالسعر المرتفع جدا كميات من اللحوم والطحين والحليب لصناعة الخبز والوجبات الغذائية.
سرعان ما أظهر شارع الأردن الذي وصفته حركة حماس علنا بأنه كابوس الاحتلال، تضامنا نادرا مع أهل قطاع غزة. وسرعان ما التقطت الحكومة وكبار مسؤوليها تلك الرسائل التي تصدر عن أبناء العشائر هنا وهناك، وهم يتمكنون من اختراق معبر رفح والحصار الإسرائيلي معا بمبادرات بسيطة لكنها قابلة للتحول إلى تقليد أفقي في أوساط المجتمع الأردني خصوصا قبل شهر رمضان المبارك.
خبز أهل محافظة الكرك يصل إلى قطاع غزة#خبرني #الاردن #غزة #فلسطين pic.twitter.com/elUIh29CT3
— خبرني – khaberni (@khaberni) February 26, 2024
تلك معادلة بالمعنى السياسي تعني الكثير، والتقديرات كانت سياسيا وإعلاميا تعزف على وترين. الأول هو تذكير الدولة الأردنية بأن عليها التصعيد ضد الحصار الإسرائيلي وليس العدوان فقط، والثاني أن عليها تجنب المقارنات، لأن مواطنين بسطاء في شرق الأردن يستطيعون الوصول للجائعين في غزة، فيما ينبغي أن تصلهم أيضا الدولة الأردنية.
ابتداء من خبز أبناء الطفيلة، وعجل أبناء السلط، ومبادرة حليب أطفال مماثلة في المستشفيات لأبناء الكرك، كان من الضروري سياسيا تجنب مفارقة المقارنات والمقاربات، علما بأن الموقف الرسمي للأردن ومؤسساته، تنطلق منه أصلا تلك المقاربات الشعبية الفارقة. وعلما أن الأردن عمليا هو أول من طَرَق أبواب الحصار وفقا للإمكانات، وأول من أسس لتجربة إنزال المساعدات جوا على قطاع غزة.
https://twitter.com/doaa21114/status/1760538206708133903
إحدى المتبرعات لغزة سيدة من " حي الطفايلة " في مدينة عمان الأردنية قدمت خاتمين فقيل لها تبرعي بخاتم وأبقي الآخر لك
فقالت بلهجة الطفايلة ؟
" والله صرت شالحته، ما برجع ألبسه مرة ثانية "
اللهم ابدلها خيرا منهما في الدنيا والآخرة#غزة#تبرعات_غزه #حي_الطفايله_حي_الفخر#اكسروا_الحصار pic.twitter.com/AlUoiPf5nv— خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) February 27, 2024
سوريا فيها من الماء والغاز لتطعم الاردن ولكن امريكا تسرق البترول السوري وتصدروه الإسرائيليين
حمى الله شعب الاردن، نشامى ونشميات يقفون قلبا وقالبا” مع أبناء جلدتهم في فلسطين .
لا أحد يشك في نخوة الشعب الأردني الحر الأصيل الشجاع 🇵🇸😃🌴🤲🌴🤲🌴