غزة ـ «القدس العربي»: تعبّر أم محمد عطايا، النازحة من شمال غزة، عن ترحيبها بالاتفاق بين إسرائيل ولبنان، وتقول في دردشة مع “القدس العربي”، بعد مشاهدة قوافل نازحي جنوب لبنان وهم يعودون لمناطق سكنهم، إنها تأمل في أن تعيش هذه اللحظة قريباً.
ثم تخاطب العرب بالقول “إحنا ما بدنا فقط أكل وخيام، بدنا انتهاء للحرب… إيش فائدة الأكل إن متنا بالصواريخ”.
لكنّ انتهاء الحرب في غزة، دونه عقبات يضعها الاحتلال الإسرائيلي، الذي صعّد أمس من قصفه لأماكن النزوح في القطاع مستهدفاً مدارس تؤوي نازحين، ومعتقلاً الرجال، وفاصلاً إياهم عن النساء والأطفال، ومخلفاً عشرات الشهداء والجرحى.
ويفاقم معاناة أهل غزة، النقص في المساعدات، واستهداف القطاع الصحي، وأزمة الخبز، التي أُعلن أمس عن توقف جميع المخابز في وسط القطاع عن العمل، بحسب نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.
لكن الاتفاق مع لبنان، كان دافعاً لكي تقوم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بمساعٍ جديدة من أجل وقف إطلاق النار، كان العنصر الجديد فيها دخول تركيا فيها على خط الوساطة، حسب الرئيس الأمريكي.
وقال بايدن في منشور على منصة “إكس” إنه في خلال الأيام المقبلة، ستبذل أمريكا جهداً آخر مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وآخرين للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة و”إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب دون وجود حماس في السلطة”.
وأكدت مصر وقطر الأربعاء، “التطلع للبناء على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان للتوصل لتهدئة شاملة في المنطقة”.
أما حركة “حماس”، فقالت في بيان تلقت “القدس العربي” نسخة عنه، إنها ملتزمة “بالتعاون مع أيّ جهود لوقف إطلاق النار في غزة، ومعنيون بوقف العدوان على شعبنا، ضمن محددات وقف العدوان على غزة التي توافقنا عليها وطنياً؛ وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقة وكاملة”.
وأكد مصدران أمنيان مصريان لوكالة رويترز أن وفداً أمنياً مصرياً سيتوجه إلى إسرائيل الخميس في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. لكن لم تظهر أي إشارة تدل على أن القادة الإسرائيليين يريدون فعلاً اتفاقاً في غزة.
وطبقاً للرواية الإسرائيلية الرسمية، يعلل الاحتلال عدم إنجازه اتفاقاً في غزة، قبل لبنان، بالقول إن لبنان دولة ويمكن التوّصل معها لاتفاق، وإن وقف الحرب هناك يأتي للتفرّغ لـ “التهديد الأكبر، أي إيران، وبسبب نفاد الذخائر.
ويأتي هذا في الوقت الذي تقاتل فيه المقاومة الفلسطينية وتعلن شنّ عمليات عملياتها ضد جيش الاحتلال المتوغل عبر محاور عدّة.
مصر ليست وسيطا محايدا.