غزة – القدس العربي: استمر التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وارتكبت قوات الاحتلال عدة مجازر جديدة، قتلت فيها أطفالا خلال نومهم، في الوقت الذي واصلت فيه استهداف مناطق التوغل البري بالتجريف والتدمير، وذلك مع تشديد إجراءات الحصار الذي يزيد من اتساع رقعة المجاعة في القطاع.
وفاق عدد الشهداء الذين أحصتهم مصادر طبية منذ فجر أمس وحتى وقت كتابة هذا التقرير الـ22 شهيدا، حسب شبكة «الجزيرة».
وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق أمس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 70 شهيدا و104 إصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأعلنت ارتفاع حصيلة العدوان إلى 46,006 شهداء و109,378 إصابة منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر من العام الماضي.
وفي شمال قطاع غزة تواصلت الهجمات الدامية التي تنفذها قوات الاحتلال، حيث استشهد 12 فلسطينيا بينهم ثلاث طفلات شقيقات، في غارتين اسرائيليين استهدفتا منزلين في بلدة جباليا في شمال قطاع غزة، ومخيم النصيرات في وسطه.
كما استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة على مدرسة الرافعي التي تؤوي نازحين في جباليا البلد.
وذكر مواطنون يقطنون على مقربة من مناطق التوغل البري، أن الساعات الـ 24 الماضية، شهدت قصفا جويا عنيفا، ومشاركة مروحيات إسرائيلية في إطلاق الرصاص الثقيل على مناطق متفرقة.
وسجل دوي انفجارات عالية عدة مرات في منطقة مخيم جباليا، والمناطق المجاورة لها من الجهة الغربية، وكذلك في منطقة بيت لاهيا، فيما استمر القصف المدفعي العنيف على بلدة بيت حانون.
وجاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال التي تتحرك بين الحين والآخر في مناطق التوغل البري، استهدف مشفى العودة في منطقة تل الزعتر ومحيطه بالقصف المدفعي وإطلاق الرصاص، وسط خشية من اقتحامه وتدميره على غرار ما فعلت في مستشفى كمال عدوان قبل عدة أيام.
وفي هذا السياق، قال مدير المستشفى الطبيب محمد صالحة، «إن آليات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر المستشفى وتطلق اتجاهه نيران مدافعه بشكل كثيف وعشوائي».
وأكد أن قوات الاحتلال تطلق النار تجاه مرافق المستشفى بشكل عشوائي ومكثف بالتزامن مع إضرام النار في عدة منازل محيطة به، لافتا الانتباه إلى أن هذا الحصار المفروض على المشفى يعد الرابع منذ بدء العدوان على غزة، وقال «نتخوف من اقتحام المستشفى وإجبارنا على الخروج نحن والمرضى بشكل قسري».
مدينة غزة
وفي السياق، هاجمت قوات الاحتلال مدينة غزة أكثر من مرة، وسقط شهيدان وعدد من المصابين، جراء قصف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في محيط مفترق فلسطين غرب المدينة.
وأصيب مواطن برصاص طائرة مسيّرة من نوع «كواد كوبتر» في محيط بركة الشيخ رضوان شمال غربي المدينة.
12 ألف مريض في حاجة للإجلاء الطبي والعلاج في الخارج
وقصفت المدفعية حي الصفطاوي شمالي المدينة، كما سمع دوي انفجارات عالية على أطراف الحي، ناجمة على الأرجح عن نسف مبان جديدة هناك.
وترافق ذلك مع عمليات إطلاق نار طالت المناطق الشمالية الغربية للمدينة وتحديدا منطقة السوادنية وأطراف مخيم الشاطئ غربي المدينة.
واستشهد 3 فلسطينيين مساء في قصف على المخيم الشاطئ.
كذلك سجل قيام جيش الاحتلال بتنفيذ غارات عنيفة على أطراف حي الزيتون جنوب شرق غزة، وأبلغ عن سقوط العديد من القذائف على الأماكن القريبة من مناطق التوغل البري في محيط «محور نتساريم».
مجازر وسط غزة
في الموازاة، اقترفت قوات الاحتلال عدة مجازر في وسط قطاع غزة، وسجل قيام الطيران الحربي للاحتلال بشن أربع غارات في أقل من نصف ساعة فجرا، استهدف فيها عدة منازل.
وقالت مصادر طبية إن خمسة شهداء هم أب وأطفاله الثلاثة، وأحد أطفال الجيران، ارتقوا جراء قصف منزل عائلة «خروف» في مخيم النصيرات.
وظلت طواقم الدفاع المدني التي وصلت إلى المكان تعمل عدة ساعات، حتى تمكنت من انتشال الضحايا من تحت الركام، فيما جرى إصابة عدد من أفراد المنزل المستهدف والجيران.
وفي مجزرة أخرى، ارتقى خمسة شهداء جراء قصف اسرائيلي استهدف منزلا لعائلة «الدبجي» غرب مدينة دير البلح في ساعة متأخرة ليل الأربعاء.
وقصفت طائرات الاحتلال أيضا خيمة داخل مدرسة الرازي التي تؤوي نازحين في مخيم النصيرات، دون إصابات، غير أن الحادثة أثارت حالة من الخوف في صفوف النازحين هناك، فيما أصيب مواطنان أحدهما طفل بعد إلقاء طائرة الاحتلال المسيّرة، قنبلة باتجاه الأهالي شرق مخيم المغازي.
وهاجمت قوات الاحتلال بالمدفعية وبشكل متواصل المناطق الغربية للمخيم، وأبلغ مواطنون كذلك عن قصف مماثل طاول محيط أرض المفتي شمالي المخيم، مع إطلاق نار من الأسلحة الثقيلة، نفذته قوات الاحتلال المتمركزة في محيم «محور نتساريم» من الجهة الجنوبية.
ونفذت كذلك طائرات الاحتلال غارة على مخيم البريج المجاور، كما استهدفت مناطقه الحدودية الشرقية بعدد من القذائف المدفعية، إضافة إلى قصف الحدود الشرقية لمدينة دير البلح، وهاجمت زوارق حربية أيضا ساحل المدينة.
وفي السياق، استشهد شاب متأثرا بإصابته قبل أيام في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما قصف الطيران الحربي منزلا في منطقة السطر الغربي في المدينة، فيما أطلقت الدبابات الإسرائيلية النار بشكل كثيف على بلدة خزاعة شرقي المدينة، كما قامت بقصف عنيف استهدف الحدود الشرقية لبلدة عبسان.
وارتقى شهيد وأصيب آخرون في قصف على دراجة نارية في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس.
وفي مدينة رفح، التي يتواصل فيها التوغل البري، أطلقت قوات لاحتلال النار والقذائف على منطقة المواصي غربي المدينة، والتي يتواجد فيها أعداد كبيرة من نازحي الحرب.
وأطلقت زوارق حربية إسرائيلية نيرانها على منطقة عزبة الندى غربي المدينة، واستهدفت كذلك بالمدفعية حيي السعودي وتل السلطان، وترافق ذلك مع هجمات مماثلة وقصف جوي طال الأحياء الشمالية والشرقية للمدينة.
12 ألف مريض
وفي سياق قريب، أعلنت منظمة الصحة العالمية، حاجة 12 ألف مريض ومصاب في قطاع غزة، للسفر لتلقي العلاج في الخارج.
وأعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية، أن شركاء المنظمة دعموا الإجلاء الطبي لأربعة مرضى وخمسة من مرافقيهم إلى الأردن، وستة أطفال مرضى وخمسة من مرافقيهم إلى الولايات المتحدة، حيث سيحصلون على رعاية صحية متخصصة.
وأكد أنه لا يزال أكثر من 12,000 شخص في غزة بحاجة إلى الإجلاء الطبي، مشيرا إلى أنهم يواصلون حث إسرائيل على زيادة نسبة الموافقة على عمليات الإخلاء الطبي.
كما أشار إلى أنهم يواصلون حض إسرائيل على تسريع إجراءات الموافقة على عمليات الإخلاء الطبي، والسماح باستخدام جميع الممرات والمعابر الحدودية الممكنة لعمليات الإخلاء الطبي الآمن.
وتشتكي مشافي قطاع غزة في هذا الوقت، رغم ازدياد أعداد المرضى والمصابين، من شح كبير في الأدوية الأساسية ونفاد أصناف كثيرة، جراء الحصار والحرب، وحذرت من خطر يهدد حياة المرضى والمصابين.
والجدير ذكره أن سلطات الاحتلال منذ أن أغلقت معبر رفح الفاصل عن مصر، لم تسمح إلا بخروج أعداد قليلة من المرضى للعلاج في الخارج، بخلاف ما كان خلال فتح المعبر حين كان يسافر يوميا العشرات من المصابين والمرضى لتلقي العلاج في مشافي خارجية.
وزارة الصحة
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ترحيل الأزمة التي تهدد بوقف عمل الكثير من الأقسام الحيوية الأساسية في المشافي إلى يوم إضافي، دون أن تحل الأزمة بشكل كامل، والتي تهدد حياة المرضى والمصابين بالموت.
وقالت في تصريح مقتضب «نود التنويه بأنه تم قبل قليل استلام كمية محدودة جدا من الوقود لصالح مولدات المستشفيات، الأمر الذي يرحل الأزمة الى يوم غد (الجمعة).
وجددت الوزارة مناشدتها لكافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية، بضرورة وسرعة التدخل لتوفير الاحتياج الكامل من الوقود وتأمينه بشكل دوري.