عشرات المجوعين يقتلون على أعتاب منطقة المساعدات … والمشافي تعجز عن تقديم العلاج والدواء للضحايا

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: من جديد اقترفت قوات الاحتلال مجازر خطيرة طالت منتظري المساعدات الغذائية، حيث ارتقى عشرات الشهداء والمصابين، جراء استهدافهم بنيرات مباشرة من جيش الاحتلال، في مدينتي خان يونس ورفح، في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال أيضا استهداف السكان في خيام النزوح.

مجزرة المجوعين

ووقعت المجزرة صبيحة أمس الثلاثاء، خلال انتظار حشد كبير من المواطنين المساعدات الغذائية التي تمر إلى جنوب قطاع غزة، في منطقة الشيخ ناصر بمدينة خان يونس، حيث بادرهم جيش الاحتلال المتواجد على مقربة من المكان، بإطلاق النار الكثيف والقذائف المدفعية.
واستشهد نحو 60 مواطن، وأصيب أكثر من 200 آخرين بينهم 20 في حالة خطيرة جدا، جراء مجزرة الاحتلال بحق المواطنين المنتظرين للمساعدات، خلال تواجدهم قرب دوار التحلية في محافظة خان يونس، وآخرين ممن توجهوا للحصول على مساعدات من مركز توزيع المساعدات غرب رفح،
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الضحايا نقلوا إلى مشفى ناصر، لافتة إلى أن ️أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات، شهدت حالة من الاكتظاظ الشديد مع وصول العدد الكبير من الإصابات والشهداء، وأشارت إلى أن المجزرة جاءت فيما تعمل الطواقم الطبية بأرصدة محدودة من الأدوية والمهام الطبية المنقذة للحياة، وجددت في ذات الوقت النداء العاجل لكافة الجهات المعنية لتعزيز الإمدادات الطبية الطارئة.
وكان من بين الضحايا أشقاء وأب وابنته، وأقارب كثر، واضطرت الطواقم الطبية لعلاج الكثير من المصابين وهم ملقون على الأرض في قسم الطوارئ، لعدم توفر أسرة علاج كافية، فيما غطت ساحة القسم بالدماء، وفي ذلك المكان تعالت صراخات المصابين من الألم، بانتظار دورهم في الدخول إلى غرف العمليات، وقال أحد أفراد الطاقم الطبي المساعد لـ»القدس العربي» خلال تقديم الخدمة «الإصابات تفوق قدرة المستشفى والطواقم الطبية، والأمر يعرض حياة المصابين لخطر الموت».
ونقل الكثير من الضحايا على عربات تجرها حيوانات لعدم توفر عربات إسعاف في المكان، حتى وصولوا إلى مجمع ناصر الطبي غربي المدينة وهم ينزفون، وحمل على دراجة نارية من نوع «تكتك» لها صندوق صغير في الخلف خمسة شهداء، تكدست جثامينهم فوق بعضها البعض، وقد أصيبوا بأعيرة نارية في جميع أنحاء الحسد، وظهر أحدهم وقد أصيب في منطقة النحر في الرقبة.
وتعالت الصراخات في المشفى الوحيد الذي يعمل في المدينة، والذي اكتظ بالضحايا وذويهم، وعلى أحد جنبات ساحة المشفى وقفت سيدة في الخمسينيات من العمر وقد انهارت من البكاء، وحولها نساء أخريات قدمن المواساة، وكانت تردد «راح خلص راح، كان بدو يجيب إلنا أكل»، وكانت تتحدث عن نجلها الشاب الذي سقط في هذه المجزرة.

شهادات حية

وقال مصعب النجار، وهو أحد من نقلوا الضحايا من مكان الاستهداف، لـ القدس العربي وهو يروي ما حدث «فجأة صار إطلاق نار كثيف علينا، الكل منا هرب من المكان»، وأضاف هذا الشاب وقد غطت لون دماء الضحايا الذين ساعد في نقلهم قميصه «كان الناس بسقطوا في الطريق وإحنا بنجري، والكل بيصرخ أصبت»، وأكد أنه نجا بأعجوبة من الموت، وأن ما دفعه للمخاطرة والذهاب إلى ذلك المكان القريبة من تواجد جيش الاحتلال هو عدم توفر طعام لأسرته.
وجاءت المجزرة في الوقت الذي لا تزال فيه مدينة خان يونس تتعرض لهجمات عنيفة من قبل جيش الاحتلال، والتي تقوم بتوسيع رقعة التوغل البري، بعد أن أنذرت غالبية سكان المدينة بالنزوح القسري، تجاه منطقة المواصي، واتي لم تسلم هي الأخرى من الاستهدافات، حيث استشهد خمسة مواطنين في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين من عائلة حمدان، وهم أم وأطفالها الثلاثة، ورجل من عائلة الجزار، كما استشهد طفل آخر في قصف استهدف أيضا خيام النازحين في منطقة المواصي، كما استشهد أربعة مواطنين، جراء قصف آخر استهدف خيمة نازحين في المواصي أيضا.

استهداف النازحين

وترافق ذلك مع استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف للبلدات الواقعة شرق مدينة خان يونس، وتحديدا بلدات عبسان والقرارة، فيما تعرضت أطراف المدينة الجنوبية التي تتعرض أجزاء كبيرة منها لتوغل بري لقصف مماثل، وذكرت مصادر محلية أن القصف طال أيضا مناطق أخرى في وسط المدينة، وتحديدا في منطقة الكتيبة والسطر الغربي، كما تعرضت منطقة بطن السمين لقصف مدفعي عنيف.
أما في وسط قطاع غزة، فقد استهدفت أيضا قوات الاحتلال طالبي المساعدات الإنسانية، وذكرت مستشفى العودة في مخيم النصيرات أنها استقبلت شهيدان، الأول من استهداف الاحتلال شقة سكنية في منطقة جامع القسام، والثاني من منتظري المساعدات، بالإضافة إلى 67 إصابة جراء استهداف الاحتلال تجمعات للمواطنين على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع، خلال انتظارهم أيضا الحصول على المساعدات الغذائية، كما واستشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل في مخيم البريج.
ويعاني سكان قطاع غزة من شح المواد التموينية، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة، ومنع دولة الاحتلال المنظمات الأممية من إدخال الكميات اللازمة من الطعام للسكان الذين تتفشى بينهم المجاعة على نطاق واسع يهدد حياتهم بخطر الموت.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية