عفاف راضي واحدة من نجوم الغناء المصري والعربي في فترتي الستينيات والسبعينيات، يعرفها ويحفظ أغانيها عن ظهر قلب كل أبناء هذا الجيل الذي ولد في مراحل انتعاش الأغنية المصرية وانتشارها ودورها الوطني المهم.
ولدت عفاف عبد الحليم راضي المُنتمية لأسرة فنية شهيرة في مدينة المحلة الكُبرى بالوجه البحري، والتحقت بمعهد الكونسرفتوار العالي للموسيقى وحصلت على البكالوريوس وهي في الثامنة عشرة من عمرها، ثم نالت درجة الماجستير والدكتوراه بقدير امتياز، أشادت بها أستاذ الموسيقى والأكاديمية الكبيرة رتيبة الحفني وصنفتها ضمن الأصوات المتميزة، فهي بالإضافة لتفوقها العلمي وثقافتها الموسيقية الواسعة تمتلك صوتاً أوبرالياً نافذاً وقوياً.
وتُعد المطربة الكبيرة واحدة من أهم أبناء جيلها وأكثرهم موهبة في المجال الغنائي، لفت صوتها نظر الرئيس جمال عبد الناصر فأوصى بضرورة العناية بها مُشبهاً إياها بالمطربة اللبنانية الكبيرة فيروز، فقد كان من محبي صوت فيروز ومُستمعيها لذا توسم في عفاف راضي أن يكون لها نفس المستقبل والحضور الفني الطاغي والتأثير الجماهيري الكبير.
لكن لانشغال عفاف بالدراسة والعمل الأكاديمي كأستاذة بالكونسرفتوار ظلت مُقتصدة في إنتاجها الفني وعطائها الموسيقي ولم تهتم كثيراً بالنجومية والانتشار وإن كانت بالفعل حققت مكانة كبيرة ووصلت لمستوى متقدم من الناحية الفنية وكونت قاعدة شعبية اتسعت تدريجياً على مدار سنوات النشاط والتواجد حتى أصبحت نجمة ساطعة ملء السمع والبصر.
صوتها الملحمي
ارتبطت المطربة الكبيرة في مسيرتها الغنائية بالمُلحن بليغ حمدي والشاعر عبد الرحيم منصور، فالثنان شكلا جزءًا مهماً في إبداعها الغنائي، وهناك مسلسل إذاعي وحيد قدمته عفاف راضي في فترة السبعينيات شاركها فيه البطولة لأول مره بليغ حمدي الذي تنبه مُبكراً لقيمة صوتها وطبيعته الملحمية الدرامية بالغة التأثير.
لم تهتم عفاف راضي بالعمل في السينما كغيرها من المطربين والمطربات وربما حجم ذلك نجوميتها بعض الشيء، فهي لم تشارك سوى في فيلم واحد فقط هو «مولد يا دنيا» مع عبد المنعم مدبولي ومحمود ياسين ومحي إسماعيل وتوفيق الدقن ولبلبة وسعيد صالح وحسن مصطفى وبعض الممثلين الآخرين.
وقد شجعها على خوض التجربة عام 1975 المخرج حسين كمال الذي أقنعها بأن الفيلم موسيقي غنائي وأنها البطلة الأنسب للقيام بالدور، وبالفعل قبلت الفكرة ونجح الفيلم نجاحاً كبيراً ومع ذلك لم تشأ أن تكرر التجربة السينمائية مرة أخرى وظل نشاطها قاصراً على الغناء والأداء التمثيلي المسرحي في أعمال موسيقية غنائية كانت هي الأكثر ثراءً وملائمة لصوتها وطبيعتها الرقيقة الخجولة.
رسائل رومانسية
اشتهرت عفاف راضي بالأداء الغنائي الوصفي والملحمي، فمعظم أغانيها حملت بعض الرسائل الرومانسية لجمهورها وعشاق صوتها كأغنية «كله في المواني يابا» و«عوج الطاقية وقالي» و«ياوابور الساعة 12 يامقبل ع الصعيد» و«لمين يا قمر» و«تسأل حبيبي» و«ردوا السلام» و«مصر هي أمي» و«ابعد يا حُب بلاش نقولك لأ» و«جرحتني عيونه السودا» و«ده حرام» و«عطاشى» و«طير يا حمام» وغيرها الكثير من الأغاني العاطفية الخفيفة التي علقت بأذهان الجماهير من كل الأعمار والفئات.
وتُعد أعمال عفاف راضي المسرحية هي الأكثر زخماً في نشاط المسرح الغنائي المصري فمنذ توقفها عن الغناء تراجع اللون الموسيقي الغنائي المسرحي بشكل ملحوظ، ولعل ما قدمته كان دالاً بالفعل على موهبتها الاستثنائية المهمة في هذا الخصوص.
ومن بين ما أبدعته الفنانة الكبيرة في المسرح مسرحية «لن تسقط القدس» التي قدمتها في مرحلة قريبة مع الفنان نور الشريف ولقاء سويدان ومجدي كامل ونورهان.
وقد عُرضت هذه المسرحية في العديد من الدول العربية ومن بينها المملكة الأردنية الهاشمية، إذ حرصت الملكة رانيا على حضور العرض ومنح الأبطال وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
ومن مسرحياتها المهمة «وطني عكا» و«ياسين ولدي» و«دنيا البيانولا» و«آه يا غجر» و«الأرملة الطروب» هذا بخلاف أغاني الأطفال التي تميزت فيها بشكل واضح كأغنية «سوسة كف عروسة» و«هم النم» و«يلا بينا» وهذه الأغاني وثقت العلاقة بينها وبين الأطفال على نحو عاطفي كبير.
أسهمت المطربة والفنانة أيضاً بعمل تلفزيوني مهم أنتج عام 1992 بعنوان «زمن الحُلم الضائع» للمخرج وفيق وجدي وبطولة عبد الله غيث وعزت العلايلي وبوسي وجمال إسماعيل.
كما غنت صاحبة الصوت العذب على مسرح أوبرا دمشق عام 2019 أي بعد انقطاعها عن الغناء بسبعة عشر عاماً تقريباً فأذهلت الحضور بإحساسها القوي ولياقتها الصوتية وأدائها المُتمكن، وإلى الآن لا تزال عفاف راضي برغم تقدمها في العُمر تمتلك حنجرة ذهبية وصوت شجي فريد في قُدراته وتميزه وتأثيره.
إضافة لكل ما ذكرتموه عن المطربة الفنانة عفاف راضي قامت بدور فريد إذ قامت بدور النجمة فيروز وموسيقى الأخوين رحباني بمسرحية بياعة البندورة بعد تمصيرها باللهجة العامية بالمصريةفصارت بياعة الطماطم وكان دورا نجحت فيه نجاحا مبهرا وياليتها أكملت الطريق مع فيروز بأخذ دورها بمصر بباقي مسرحيات الأخوين رحباني ، وربما كانت فيروز حاملا بابنها لذلك أعطت عفاف راضي دورها !!!
المسرحية بتمثيل عفاف راضي موجودة على اليوتيوب
تحياتي لكم