في أيار/ مايو الجاري تتزامن مناسبات تاريخية جديرة بالاستذكار والاستعبار، مع وقائع راهنة ليست منفصلة عن الماضي فحسب، بل تفرض ارتباطها بالحاضر مثلما تعكس مفاعيلها على المستقبل، ولا غرابة أن فلسطين هي المادة والميدان والمدى في ذلك كله. فكيف لا تكون الذكرى الـ76 لزرع الكيان الصهيوني في فلسطين والمنطقة، على صلة مباشرة بنحو 8 أشهر من حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة أولاً وفي الضفة الغربية والقدس تالياً؟
حصيلة النكبة خلال سنوات 1947 وحتى 1949 باتت معروفة بعد أن فشلت في طمسها أو تحريفها مؤسسات صهيونية عملاقة التأثير والتمويل، وصار في حكم المتفق عليه أنها انطوت على تهجير أكثر من 750,000 فلسطيني، وتصفية الآلاف خلال مجازر ارتكبتها عصابات الأرغون والبالماخ وشتيرن وهاغانا في دير ياسين وسوق حيفا والطنطورة وسواها، وتدمير نحو 530 قرية فلسطينية، وإخضاع أكثر من 700 بلدة ومدينة، وتخريب الحقول والبيارات والمزارع وآبار المياه والحياة الطبيعية.
لكنّ النكبة ظلت سيرورة مفتوحة في نهج الكيان الصهيوني، تتنوع فيها الحروب وأنساق الاستيطان وطرائق التوسع ضمن هدف مركزي أول عماده استئصال الوجود الفلسطيني واقتلاع هوية الإنسان، ليس على امتداد فلسطين التاريخية وحدها، بل في الجوار العربي والإقليمي، وعبر دورات تتعاقب فصولها سنة بعد أخرى.
ومع حرب حزيران /يونيو 1967 ومن ثم حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، فإن هذه السيرورة تواصلت عام 1978 مع وصول الاحتلال إلى نهر الليطاني، وما تلاها من اجتياح لبنان سنة 1982 ورعاية مجازر صبرا وشاتيلا، وصولاً إلى حرب تموز/ يوليو 2005 ضد جنوب لبنان والعاصمة بيروت.
وحصيلة النكبة هي أيضاً طرائق الاحتلال الفاشية في قمع انتفاضة الحجارة سنة 1978 حين تلقى الجيش الإسرائيلي أوامر بدقّ عظام الفلسطينيين، وفي انتفاضة الأقصى سنة 2000 حين امتزج الانتهاك الإسرائيلي للمسجد الأقصى بإراقة الدم الفلسطيني من دون رادع أو وازع. وعن هذه الحصيلة لا ينفصل حصار قطاع غزة، والحروب الإسرائيلية المتعاقبة سنوات 2008 و2012 و2014 و2021 و2022، وصولاً إلى الإبادة الراهنة وجرائم التجويع والتهجير والتطهير العرقي والعقاب الجماعي.
والحصيلة هي أيضاً إجماع قادة الكيان على هذا النهج بصرف النظر عن مشاربهم العقائدية، فاستوى دافيد بن غوريون مع مناحيم بيغن، ولم يفترق إسحق رابين عن أرييل شارون، وتحالف شمعون بيريس مع نتنياهو. كذلك لم تتأثر حصيلة النكبة بمعاهدات على غرار أوسلو لا يتم توقيعها إلا لكي تُنقض، أو باتفاقيات تطبيع من طراز أبراهام لا تمس الفاشية الإسرائيلية بقدر ما تجمّل فظائع الاحتلال. وغير خارج عن الحصيلة اصطفافُ غالبية ساحقة من الديمقراطيات الغربية، في أوروبا وليس في الولايات المتحدة وحدها، خلف جرائم الحرب الإسرائيلية، أو التواطؤ معها عن طريق مدّ الاحتلال بالسلاح والمال والمساندة الدبلوماسية والإعلامية.
فكيف لا يكون حاضر دولة الاحتلال بمثابة مرآة جهنمية هوجاء تعكس المآلات الفاشية والعنصرية القصوى لدويلة قامت أصلاً على استعمار استيطاني، يستعيد حثيثاً أسوأ ما خلّفت أنظمة الأبارتايد؟
احسنت
لا أبحث عن تبريرات سطحيّة ووسائل تخدير كلاميّة لكنها الحقيقة التي تغيب عن النّاس؛ وهي في اللوح المحفوظ أزليّة.فلكلّ أمّة هجرة قادها الأنبياء.النبيّ نوح { هاجر } بسفينته مع المؤمنين من شمال إلى جنوب العراق بالطوفان العظيم. وإبراهيم { هاجر } من أوروبابل إلى فلسطين.ويوسف { هاجر } من بئر سبع إلى مصر.وموسى { هاجر } بالخروج من طيبة إلى الطور.وعيسى رُفع و{ هاجر } من الأرض إلى السّماء كالطير؛ ورسول الله محمد { هاجر } من
مكة إلى يثرب…فالهجرة قرينة الأنبياء؛ وفلسطين أرض الأنبياء؛ فكتب الله على أهلها الأصلاء الهجرة لدوام نبوة الأنبياء.
الحق يقال ان الشعب الفلسطيني البطل لن ينسها يوما من الأيام فهي محفوظة في قلبه وهي اجمل الدول ففلسطين الحبيبة هي محفورة في قلوبنا جميعا وخاصة امثالنا نحن الذين لم نراها ولكنها ملازمه لنا فلهذا لم ندع العدو يتمتع بها رغم شهدائنا وجرحنا التي عانتنا من الجهاد وكنا فرحين بجهادنا من اجل استرجاعها ورغم قلة حيلتنا ألاننا ما زلنا نتمتع بروح القوه التي تفرضها ارادتنا التي لا يمكن لها ان تخبو يوما إلا ان نعود الي وطننا الذي حرمنا منه بفضل العدو وخيانات من ادعى انه يحارب من اجلنا فمصير هذا الاحتلال الاستيطاني الزوال كما حدث مع ابناء الشعب الجزائري العظيم لكن الفرق بين اشقائنا في الجزائر هو الدعم المفقود لدينا نحن ابناء فلسطين
راءع تعليق استثنائي دكتور البدري.نعم هي فلسطين ارض الانبياء والابتلاء.عافاها الله.
الى من يهمه الامر
الافراط في الغيبيات غير مستحب عند الله
والله من وراء القصد