“علماء المسلمين” يدعو دول العالم لوقف الحرب في السودان ومواجهة تحديات النزاع

سليمان حاج إبراهيم
حجم الخط
1

الدوحة- “القدس العربي”:

دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كافة الدول والشعوب العربية والإسلامية والمنظمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم إلى التحرك الفوري لوقف الحرب الدائرة في السودان، ومواجهة التداعيات الكارثية التي خلفتها.

وجاء التأكيد في بيان نشره الاتحاد ومقره العاصمة القطرية الدوحة، أبرز فيه أن السودان “يدفع ثمن تمسكه بمواقفه الثابتة وهويته العربية والإسلامية، وهو ما يجعله مستحقًا للدعم والمساندة من قبل العرب والمسلمين قبل غيرهم، سواء في وقف الحرب أو في معالجة آثارها”.

واعتبر الاتحاد في البيان الذي وقعه أمينه العام الدكتور علي بن محمد الصلابي: “أن ما يحدث في السودان ليس مجرد صراع على السلطة، بل هو نتيجة لتدخلات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار هذا البلد العربي المسلم، ولولا هذه الأيادي الخبيثة التي تعبث بمصير السودان، لما تفاقم الاقتتال الداخلي ليصل إلى حرب مدمرة تلتهم الأخضر واليابس”.

وشدد علماء المسلمين أن “ما يعانيه السودان لا يقل خطورة عن محنة فلسطين وغزة من حيث طبيعة الاستهداف والأطراف المتورطة في إشعال الفتنة، فقد راح ضحية هذه الحرب عشرات الآلاف من السودانيين، بينما نزح الملايين من ديارهم، ويعيش بعضهم في خيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فيما لجأ آخرون إلى دول مجاورة وسط ظروف إنسانية مأساوية”.

وأكد المصدر في البيان الذي حصل “القدس العربي” نسخة منه، أنه “في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بجرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة ضد غزة وفلسطين منذ عقود، يعيش السودانيون معاناتهم في صمت، مكافحين من أجل الحفاظ على هويتهم وكرامتهم في مواجهة أوضاع أصبحت جحيماً لا يُحتمل وفقاً لتقارير دولية”.

وشدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على ضرورة تحرك كلًا من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية العاجل لإنقاذ الشعب السوداني.

وتجاوز عدد ضحايا النزاع المسلح في السودان الـ20 ألف شخص، وفق ما أفاد به مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كما أن 25 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، بينهم 14 مليونًا في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

تفاقم الوضع الإنساني في السودان

ويواجه السودان تحديات إنسانية صعبة، على ضوء نزوح الملايين من مناطقهم بسبب النزاع المسلح، والهجمات العسكرية التي تتعرض لها القرى والمدن. وفقد الملايين وظائفهم ومصادر رزقهم، وخصوصا المزارعين والفلاحيين، والمرافق الصناعية، كما تعرض الأطفال في السودان لأسوء أزمة تعليمية في العالم وفق تقدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

وتحصي “اليونيسف” نحو عشرين مليون طفل في السودان خارج أسوار المدارس، وحرمان الملايين من الأطفال من التعليم، كما تعرضت مدارس في السودان وفق منظمات التعليم إلى الاستهداف، وتحول بعضها لثكنات عسكرية، واستخدمت أقسامها مخازن أسلحة.

وشددت العديد من المنظمات الأممية على ضرورة التدخل السريع والعاجل لتقديم المساعدة للسودان.

ودعت مجموعة دولية، قوات الجيش السوداني والدعم السريع إلى خفض تصعيد فوري بـ”مناطق حرجة” حددتها في البلاد. جاء ذلك في بيان صادر عن مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان”، التي تضم الولايات المتحدة وسويسرا ومصر والسعودية والإمارات والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وبينما لم تذكر المجموعة في بيانها بقية “المناطق الحرجة”، أوضحت أن خفض التصعيد بها “يضمن حماية المدنيين، والوصول العاجل لمواد الإغاثة، بما يتماشى مع الالتزامات التي تعهد بها كلا الطرفين (الجيش والدعم السريع) في إعلان جدة”، الذي صدر في مايو/ أيار 2023.

وذكرت أنها “مستمرة في التفاعل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بهدف توسيع نطاق وصول المساعدات (إلى المحتاجين) عبر الطرق”.

أعلنت الحكومة السودانية رفضها توصيات بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة جملة وتفصيلاً، مؤكدة على موقفها المعلن المتحفظ على البعثة والتعاون معها. واتهمت البعثة بالافتقاد إلى المهنية والاستقلالية، معتبرة إياها هيئة سياسية لا قانونية متجاوزة لحدود تفويضها.

واستنكرت استباق البعثة دورة مجلس حقوق الإنسان المنتظر أن تبدأ أعمالها في العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، بنشر تقريرها قبل أن يستمع إليه المجلس الذي أنشأها وتستمد منه تفويضها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سودانيزززز444ز:

    لماذا لا ترسل الدول الإسلامية قوات لحفظ السلام والاصلاح بين الطرفين ؟ولماذا تريد دول ارسال قوات حفظ السلام الى غزة بايعاز من البيت الأبيض لحماية الكيان ؟لماذا لا يمتثل الحكام المتاسلمين لقوانين الكتاب:
    9 من سورة الحجرات | وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا …

اشترك في قائمتنا البريدية