استذكاراً واستنتاجا لما شاركت فيه من اجتماعات ونقاشات دارت حول تشكيل القائمة العراقية عام 2010 قبل خوضها الانتخابات وبعد فوزها وفي معركتها من اجل تشكيل الحكومة، ثم ما تبع ذلك من احداث وهنَّات ومواقف واختلافات وانشقاقات طيلة الدورة البرلمانية المنصرمة، ولكي يتحدد موقف الجماهير من انتخابات نيسان/ ابريل 2014 من حيث المشاركة والاختيار وتحقيق التغيير المأمول أقول، ها انتم ترشحون ثانية وثالثة تحت مسميات وكيانات وائتلافات متعددة جديدة كـ(الوطنية ومتحدون والكرامة والعربية والمجلس العربي والحوار والتغيير والحل والحق والخلاص والقرار ووحدة العراق والمحور العربي والإحسان ووطني والاصلاح والمستقبل والتجديد والتضامن والوفاء والبناء والمستقلين وكتل شيوخ العشائر ورجال الاعمال والكفاءات والتيار الديمقراطي المدني وكتل الاحزاب الشيوعي والشعب والأمة والإسلامي) وكيانات اخرى كثيرة على مستوى العراق والمحافظات المعتصمة بأسماء وعناوين مسجلة، وتخاطبون الشعب بالمشاركة في الانتخابات بكثافة، مبروك لكم وعساكم موفقين، مع ان هذا دليل على تشظيَّكم في هذه الجولة بدلا من التوحد، ومبرركم في ذلك ان قانون الانتخابات الجديد، كما تظنون يشجع على ذلك، من دون ضياع في الأصوات، مما أدى الى وجود كيانات بمسميات جديدة وعديدة على المستوى الوطني، او ضمن قوائم محافظات الاعتصام بمرشحين قدامى وجدد. ولأن الترشيح للانتخابات يعبر عن التمسك بمقاصد ومصالح الناخبين ولغرض ان يحدد الناخبون موقفهم من الانتخابات بالمشاركة او المقاطعة اولا، ومن طبيعة انتخاب المرشحين كأفراد ثانيا، وبالأخص جماهير محافظات الاعتصام والعاصمة بغداد، التي بسبب الأداء السابق السيئ الصيت لنوابها المنتخبين تتردد في المشاركة وتجد ان بيعتها لأي مرشح او كيان او كتلة ستكون وفق ثوابت تجد انها تشكل جوهر التغيير الذي تطمح الى حدوثه في هذه الدورة، خصوصا بعد ان تيقنت من وجود شخوص وكيانات مسجلة لا تفصح عن برامجها الانتخابية بوضوح بنيَّة الائتلاف مع هذا او ذاك لقاء دعم مادي ووعود مغرية. ولكي لا يحرق اليابس الأخضر ويميز الخبيث من الطيب، بات من المستلزمات في هذه الانتخابات ان تعلن الكيانات والشخوص المرشحين فيها وبوضوح لا يقبل اللبس الموقف الملزم والقاطع من الثوابت والقضايا التالية:
ـ الموقف من الولاية الثالثة واحتمالية التحالف مع المالكي في اي مرحلة من مراحل الانتخابات وما يترتب عليها. الولاية الثالثة تشكل خرقا لتداول السلطة السلمي والموقف منها لا يشكل خرقا للسلوك الانتخابي وقواعده، ومن حق الناخب ان يعرف موقف الكتل منها.
ـ شرعية الحراك الشعبي كظاهرة ووسيلة مجتمعية ووطنية للتغيير وتحقيق المطالب المشروعة للجماهير، الذي يجب حمايته لا التجاوز عليه وتصفية قادته وجموعه .
ـ الموقف من النفوذ الإيراني الحالي الواسع في ظل السلطة القائمة ومن النفوذ الأمريكي وأي نفوذ إقليمي آخر على الساحة العراقية .
ـ الموقف من وحدة العراق والهادفين الى تقسيمه .
ـ الموقف من المحاصصة الطائفية والمذهبية السياسية والعرقية الشوفينية .
ـ الإسهام بتشكيل ائتلاف انتخابي عراقي وطني لاطائفي يمثل الكتلة الأكبر يؤسس لدولة مدنية عصرية لكل العراقيين ومكوناتهم، من دون تمييز في الحقوق والواجبات توزع فيه المسؤوليات استناداً الى الكفاءة والنزاهة .
ـ تشكيل حكومة مهنية تقنية تشرف على إجراء انتخابات مضمونة النزاهة وعادلة للتخلص من تأثيرات سلطة المالكي على نزاهة وشفافية الانتخابات. ظاهرة استغلال السلطة وتهديد الساسة والنواب بأوامر القاء القبض وكشف الحسابات مع الخصوم قبل الانتخابات على سبيل المثال خطيرة جدا.
ـ التجديد من خلال انتخاب مرشحين أكفاء جدد للخلاص من الفاسدين والمنافقين والمتقلبين والمنتفعين الذين ثبت تلونهم وفسادهم وتحقيق التغيير في السلطة من اجل نهج سياسي وطني لعراق واحد .
لقد أعلن الصدريون والمجلسيون (الأحرار والمواطن) وشخوص سياسية مثل اياد علاوي (الوطنية) و احمد الجلبي (المؤتمر الوطني ) موقفهم من الولاية الثالثة بوضوح وهي مواقف مستجدة ولكنها مصيرية .
الكتل والائتلافات الانتخابية، التي تشكل محافظات الاعتصام حواضن لها في كثافة الناخبين والتي نالت التهميش والإقصاء وتحملت سياسة التهجير والإبادة، ملزمة جميعها وحري بها قبل غيرها إعلان موقف واضح من شرعية حراكهم ومن القضايا أعلاه ليكون الناخب على بصيرة واضحة من موقف من سينتخبهم .
العراقيون اليوم تواقون لتحقيق الأمن كأسبقية للحفاظ على ارواحهم ومن ثم تقديم خدمات البنية التحتية، وتجربتهم خلال السنوات الثماني المنصرمة كانت كارثية، والناخبون (إذا شاركوا) في هذه الانتخابات سيشاركون بكثافة بهدف التغيير وسوف لن ينتخبوا الغامضين والمتسترين والمتقلبين والفاسدين فالمؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين. الناخب في هذه الجولة سيكون توجهه لتحقيق تغيير ولن يتنازل عن حقه في إقصاء ومحاسبة من عاداه وناصبه وفرط في حقوقه وثرواته وقتل وهجَّر وهمَّش، مهما كان حجمه او ثقل جيبه أو أتخم دعايته أو اشترى تسلسله، الواعون والنخب سيعلنون بالقول الصريح وبإعلام مكثف من خلال رصدهم وتحققهم، أسماء من هم جديرون بالانتخاب وأسماء من لا تؤمن عقباهم ولا تجوز بيعتهم ويحسبون ذلك جزءا من واجبهم الوطني . اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .
‘ كاتب عراقي