كتبت: «أعلمُ أنّي أحببته، ويسحرني حين يخبرني أنّني واحةٌ ظليلة في صحراء حياته القاحلة، وبسمةٌ حلوة في أيّامه الخالية من طعم الفرح، لكنّني لم أعد أخفي حيرتي إن لم يكن يأسي، رغم يقيني من أنَّ انسحابي من حياته سيُطفئ قلبي، وسيعيدُني إلى العاديّ والمملّ والرّتيب في أيّامي، وأخشى عليه في المقابل، فقد يُدخلهُ انتهاءُ العلاقة في دوّامةٍ من الحزن والأسى، لكن، في الوقت ذاته، فهذا الحبُّ لم يعد يبعثُ في داخلي أيَّ مشاعر من السّعادة أو الأمان، إذ أعلمُ تماماً أنَّ ارتباطنَا مستحيل، فهو متزوّج».
وفي حين أعلنُ عن تواضع قدراتي في حلِّ مشكلاتٍ من هذا النّوع، فسأكتفي بالتّفكيرمعكِ ولكِ، إن شئتِ، لأقول: صدقيني أيّتها العزيزة أنَّ ما تعيشينه ليس حباً، فالحبُّ ليس فكرةً مثيرة نتلهى بها عن هموم الحياة ورتابتها، إنّه كيانٌ وجداني، ربما، لكنّه يحتاجُ إلى قاعدةٍ متينة ليقفَ عليها، ولا تفرحي كثيراً بكونكِ واحةً خضراءَ في صحراء حياته، إذ يجب أن تتذكري أنَّ الواحاتِ وُجدت للاستراحات المؤقتة قبل متابعة المسيرة ، كما لا تحاولي أن تكوني «فلورنس نايتنجل» أخرى، فالحبُّ ليس عملاً خيرياً، ولا يقع ضمن الخدماتِ الإنسانية!
وممّا يغتالُ بهجةَ تلك المشاعر، أجواءُ الخوفِ والرهبة والعتمة التي تُضطران إلى معايشتها حفاظاً على قصّتكما المُربكة، لكنَّ الحبَّ ليس نبتةً طحلبية تعيش في الظلمة والرطوبة ، وهو ليس أيضاً بالزّهرة البرية الغضة قصيرة العمر المُعرضة للسحق بقسوةٍ في أيّ لحظة، كما لا يُمكن أن يتّسق إيقاعُه العذب مع وخزة الضمير التي أعلمُ أنّها هناك داخل صدرِه اعترف أم لم يعترف!
الحب كالحرب، من السهلِ الدّخول فيه، ومن الصعبِ الخروج منه.
قالوا: «الحب كالحرب، من السهلِ الدّخول فيه، ومن الصعبِ الخروج منه» لكنَّ الجيوشَ المغلوبة، أيّتها العزيزة، تتقنُ فنون الانسحاب لتلافي المزيد من الخسائر والجروح… وأحسبُ أنّكِ بدأتِ تتوجّعين من كليهما بدليل رسالتك هذه!
ذكرَ حنّا مينه في أحد أعماله عبارة «أجمل ما في الحبِّ أن نيأس» فاليأسُ في حالةٍ كحالتكِ قد يكونُ بدايةَ الخلاص من حكايةٍ مرهقة بلا أفق، بدل هذا الصراع الاستنزافي المؤلم الذي تعانينه بصمت.
وفي رائعة ليو تولستوي الخالدة رواية «آنّا كارنينا» ثمّة مشهدٌ قد يختصر ما سبق، حين يقتربُ الضابطُ الوسيم بحذر من البطلة مأخوذاً بطوفان مشاعره نحوها، جزِعاً من هيمنةِ حضورها في روحِه، ليهمسَ لها بصوتٍ متوسّلٍ مضطرب في محاولةٍ لإنقاذِ قلبه المُتعب من فيض مشاعره: «ماذا تريدين مني؟» لتردَّ عليه بالاضطراب ذاته وهي تدركُ اتّساعَ المسافة الخطرة التي تحول بينهما، وترصدُ، في الوقت نفسه، العيونَ الفضوليّة القاسية التي تحاصرهما: «أريدُ السلام!» ثمَّ ليجيبَ فوراً وقد اختلط ارتباكُه بإصرارٍ عجيب: «هذا ما لا أستطيعُ أن أهبكِ إيّاه». وهمّت أن تقولَ شيئاً، لكنّها صمتت واكتفت بدمعةٍ حارّة انهمرت رغماً عنها، وكأنّها محاولةٌ بائسة لإطفاء النّار في قلبها، ولم يحدث، ولم يعرف كلاهما السلامَ حتى السطرِ الأخير من الرواية. وبعد، فثمّة مقولاتٌ نردّدها في شأن الحبّ أثبتت التّجاربُ بطلانها، لكنّها ما زالت تداعبُ خيالَ بعضنا من مثل «الحبّ الحقيقي» فلا معيارَ لهذه العبارة، لأنّ الثّابتَ الوحيد في حياتنا وظروفِنا وشخصيّاتنا هو التّغيّر، فما يبدو لنا حبّاً حقيقيّاً في عمرٍ معيّن، قد يتحوّلُ إلى وهمٍ كبير لاحقاً، وهذا بدوره ينسفُ مقولةً عجيبةً أخرى بعنوان «إلى الأبد» فلا حب يستمر إلى نهاية العمر إن لم يكتسب طعمَ الصداقة وعمقِها ونضجِها، وتلك علاقةٌ بحاجةٍ إلى الشمس والنور والوضوح والتواصل العقلاني في جوٍّ آمنٍ مسالمٍ مريح، وليس في زوايا العتمة والرّعبِ ونزق المشاعر الملتهبة!
٭ كاتبة أردنية
حبيبي …ياحبيبي
كتبت اسمك على صوتي
كتبته في جدار الوقت
على لون السما الهادي
على الوادي
على موتي وميلادي
سيدتي هناك حب أبدي طول العمر
أحسنت وأجدت
أحسنت وأجدت…العلاقات الأسرية طويلة الأمد تحتاج إلى عمليات إنعاش مرحلية تجدد اتقادها وتقوي أواصر المحبة والاستمرار وهذا يتطلب مرونة وسعة أفق من الطرفين غالبا”ما يضن بها أحد الطرفين
روعه.
روعة .. ابدعت اناملك فأنهملت حروفا رائعة جميلة كواحة خضراء واسعة ??
♥️