عودة الأضواء إلى نادية الجندي بأثر رجعي في العالم الافتراضي

كمال القاضي
حجم الخط
1

بعد تغيب عدد من نجمات الشباك في فترة الثمانينيات والتسعينيات عن الظهور في المحافل الرسمية والمهرجانات لفترة طويلة، بدأ ظهورهن مجدداً على السوشيال ميديا يلفت النظر بقوة، خاصة اللائي كان لأدوارهن أصداءً واسعة وربطتهن علاقة قوية بالقاعدة الجماهيرية العريضة على مدار سنوات طويلة، حققت أفلامهن خلالها أرباحاً طائلة لعبت دوراً رئيسياً في دعم الاقتصاد السينمائي وساهمت في دوران عجلة الإنتاج لعدة عقود.
أبرز هؤلاء النجمات نادية الجندي التي لُقبت بنجمة الجماهير لشدة تهافت الجمهور عليها في مراحل عنفوانها، لاسيما من الشباب والمراهقين، لجرأة أفلامها واهتمامها بالأكشن كمكون أساسي في القضايا التي طرحتها وأثارت إعجاب شرائح شعبية معينة امتدت طوابيرها أمام دور العرض للحصول على تذكرة بشق الأنفس، خاصة في المواسم والأعياد.
لهذا شكلت نادية الجندي اهتماماً كبيراً في مُعادلة السينما التجارية بوصفها عنصر مؤثراً في حينه، حيث كان يتسابق عليها المُنتجون والمُخرجون، والكثير من أفلامها حصلت عليه المحطات الفضائية بأثمان ضخمة لترويج برامجها وتحقيق النجاح المُستهدف في عملية المنافسة الإعلامية المُستمرة على مدار الساعة.
من بين الأفلام التي حققت أرقاماً قياسية بحسابات المراحل والأزمنة واختلاف الذوق الجماهيري العام، فيلم «وكالة البلح» و«خمسة باب» و«الباطنية» و«عصر القوة» و«مهمة في تل أبيب» و«امرأة هزت عرش مصر» و«رغبة متوحشة» و«الإمبراطورة» و«شبكة الموت» و«48 ساعة في إسرائيل» وغيرها.
بدأت رحلة نادية الجندي في السينما منذ عام 1959 بفيلم «جميلة» إثر فوزها بلقب ملكة جمال إسكندرية في المسابقة التي نظمتها مجلة «الجيل» وكان عمرها لا يزيد عن خمسة عشر عاماً.
بعد الفيلم الأول شاركت نادية بأدوار أكبر نسبياً في المساحة في أفلام مثل «الخائنة» و«صغيرة على الحُب» و«مراتي مجنونة مجنونة».
وفي عام 1974 لعبت دوراً متميزاً في مسلسل «الدوامة»، ثم حظيت بالفرصة الأهم في أول بطولة مُطلقة لها في فيلم «بمبه كشر» الذي أنتجه عماد حمدي وأخرجه حسن الإمام.

ظهور وجوه جديدة

بعد كل هذا الرصيد من الأفلام والنجومية الطاغية، بدأت أسهم الفنانة الكبيرة تتراجع في مُنتصف الألفية الثانية، ومع تغير الأنماط السينمائية وظهور وجوه جديدة استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدامها وأقدام نجمات أخريات كثيرات فانزوت لفترة قصيرة، لتُعاود الظهور في بطولات تلفزيونية مُختلفة من حيث الشكل والمضمون، فكانت مسلسلاتها «سُكر زيادة» و«مشوار امرأة» و«ملكة في المنفى» بمثابة قفزة أخرى استطاعت بها استعادة عرشها المفقود لبضع سنوات قليلة.
ومع التقدم الطبيعي في العُمر وانفصالها عن زوجها المُنتج المعروف محمد مختار قلت فرص الظهور على الشاشتين السينمائية والتلفزيونية للفنانة الشهيرة التي أبت إلا أن تتواجد بشروطها أو تختفي تماماً، فكان الاختفاء المؤقت اختيارها الصعب، إلى أن بدأت مؤخراً في حضور المهرجانات وتجديد الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي بأحدث الأزياء وأكثرها لفتاً للأنظار، ما دعا إلى توجيه بعض الانتقادات لها من جمهور السوشيال ميديا واضطرارها للرد دفاعاً عن نفسها بعبارات تحمل الكثير من الود الجميل لجمهورها القديم الذي أعربت عن حُبها الشديد له وامتنانها لدعمه إياها خلال النصف قرن الماضي، والذي شهدت سنواته آيات نجاحها وتألقها وتربعها على عرش البطولة النسائية والنجومية الصارخة بلا مُنافس غير منافستها التقليدية نبيلة عبيد في أيام الشباب والجمال والجاذبية.
غير أنه لم يكن هناك من هو قادر على منافسة نادية الجندي في شباك التذاكر من النجوم الرجال غير عادل إمام الذي استحوذ بمفرده أيضاً على القطاع الأكبر من الجمهور فحصل بموجب هذا التفرد الشعبي على لقب الزعيم وما زال مُحتفظاً به برغم تقاعده منذ عدة سنوات، إذ لم يستطع أحد انتزاع اللقب منه حتى الآن.
فنانات أخريات لم يكن لهن الحضور القوي الذي تحقق لنادية الجندي عبر مشوارها الفني الطويل، ومع ذلك يحرصن على تأكيد نجوميتهن وبقاء تأثيرهن الجماهيري القوي.
من بين هؤلاء نرمين الفقي التي تفاجئ جمهورها بين الحين والآخر ببعض الصور الدالة على حيويتها وشبابها ونضارتها، في محاولات قوية للإيحاء بأنها نجمة كبيرة لا تزال لديها القدرة على المنافسة، علماً بأنها ليست في حاجة للإعلان عن نفسها وجمالها، كونها تتمتع فعلياً بكامل لياقتها وجاذبيتها.
ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي تُغري البعض بالحضور والتواجد والإعلان، لعل فرصة كبيرة ومهمة تُصادف صاحب النصيب فيُعاد اكتشافه مُجدداً في ضوء الهالة والبروبغندا التي يُحيط بها نفسه على أمل أن يتحقق حُلمه المُنتظر بموجب السعي والأخذ بأسباب الانتشار.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فريد:

    الجمهور موجود في الملاعب ، في الاسواق ، في دور السينما …الخ
    لماذا نختزل الفيلم في ممثل واحد فقط ، وبالنسبة للجرأة على الممنوعات الثقافية عندنا فهي تعبر عن فشل الانتاج الاعلامي في تقديم محتوى هادف يرتفع بوعي الجماهير ، انها نجومية مزيفة تخفي اللهث الكبير نحو المال ولو على حساب قيم الامة

اشترك في قائمتنا البريدية