عودة ميسي وجرس إنذار للجميع في دوري أبطال أوروبا!

عادل منصور
حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: كما كان متوقعا، لم تشهد معارك دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، أي مفاجأة خارج التوقعات، بتأهل جماعي لكل الفرق التي خاضت مواجهات إياب منتصف الأسبوع الماضي بثقة وأريحية أكثر من الضحايا، بفضل التفوق النفسي والذهني بعد قطع الشوط الأكبر من التأهل نحو الدور القادم في مباريات مرحلة الذهاب، باستثناء ما حدث في قمة تكسير العظام التي جمعت متصدر الدوري الإنكليزي الممتاز ليفربول بضيفه الفرنسي العنيد باريس سان جيرمان في قلب «الآنفيلد»، وانتهى وقتها الأصلي والإضافي بتقدم سلطان أندية الليغ1 في الألفية الجديدة بهدف نظيف، ردا على ما وُصفت إعلاميا وفي مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بـ«سرقة الموسم»، وبلغة الساحرة المستديرة، ردا على الخسارة المؤلمة التي مني بها رفقاء عثمان ديمبيلي على أرضهم «حديقة الأمراء» وأمام جماهيرهم بنفس النتيجة في ملحمة الذهاب، التي فعل خلالها الفريق الفرنسي كل شيء في كرة القدم، بالمعنى الحرفي للكلمة، إلا زيارة شباك الحارس البرازيلي أليسون بيكر، الذي بدوره قدم واحدة من المباريات التي ستبقى في الذاكرة لسنوات، وربما لعقود قادمة، كواحدة من المواجهات النادرة، التي يتمكن خلالها حارس مرمى أن يتصدى لهذا العدد من الاختبارات المؤكدة بنسبة 100%، على غرار ما فعله الأسطورة مانويل نوير مع فريقه السابق شالكه أمام مانشستر يونايتد في نصف نهائي ذات الأذنين عام 2011، والاخطبوط تيبو كورتوا، أمام محمد صلاح وساديو ماني وباقي عصابة مدرب ليفربول السابق يورغن كلوب في نهائي 2022، وعلى الرغم من حفاظ حامي عرين ذئاب روما سابقا، على نسخته المثيرة للإعجاب في سهرة الثلاثاء الماضي، إلا أن شجاعته بمفرده لم تكن كافية لقيادة أحمر الميرسيسايد إلى الدور ربع النهائي، وذلك بقرار من معشوقة الملايين في مختلف أرجاء العالم، التي أرادت أن تبتسم لبطل فرنسا وتعطي ظهرها لعملاق بلاد مهد كرة القدم ومتصدر مرحلة «الدوري» في النظام الجديد بعد اللجوء إلى ركلات الجزاء أو الحظ الترجيحية، تماما كما حدث في دربي مدريد العظيم في اليوم التالي، الذي حسمه كالعادة حامل اللقب ريال مدريد على حساب غريمه العاصمي أتلتيكو مدريد، بنفس سيناريو المباراة النهائية لنسخة 2016، بمساعدة ركلات الجزاء الترجيحية، والآن دعونا نستعرض معا أبرز الأحداث والمشاهد الفاصلة في دور الـ16، وفي رواية أخرى الدروس المستفادة قبل خوض مواجهات دور الثمانية مع عودة اللاعبين من العطلة الدولية في الأسبوع الأول من أبريل/نيسان الحاسم.

جرس إنذار

بإلقاء نظرة على قمة الثلاثاء بين ليفربول وباريس سان جيرمان، سنجد أنها جسدت المقولة المأثورة «لكل مجتهد نصيب»، وذلك بعد الأداء الرائع الذي قدمه الفريق الباريسي خلال المباراتين، خاصة في مباراة الذهاب التي كان من الممكن أن تنتهي بمهرجان أهداف، بل بدون مبالغة كان من الممكن أن تُحسم إكلينيكيا في أول 45 دقيقة، لولا تمنع الكرة على رجال المدرب الإسباني لويس إنريكي تارة، وتعملق أليسون تارة أخرى، مثل الفرصة العجيبة التي تفنن باركولا وديمبيلي في إهدارها على 3 مرات داخل مربع العمليات، وسوء الطالع بإلغاء هدف بداعي التسلل بمسافة عقب قدم اللاعب الباريسي، وكل ما سبق في كفة، والجريمة التحكيمية المكتملة الأركان في كفة، بتغاضي الحكم عن احتساب ركلة جزاء صحيحة بنسبة تلامس الـ100% لباركولا، بعد تعرضه لدفعة قوية في الظهر من قبل ابراهيم كوناتي داخل مربع العمليات، ومع ذلك أشار حكم الساحة باستمرار اللعب، والأكثر دهشة وغرابة، لم يتدخل حكام تقنية الفيديو، قبل أن تأتي الضربة القاضية من البديل الموفق هارفي إيليوت، بتسجيل هدف لا يعوض في الدقيقة 87، وذلك بعد تصدي أليسون بمفرده لما مجموعه 8 فرص محققة، من أصل عشرات الغارات التي شنها «بي إس جي» على دفاعات الريدز، ويُحسب للمدرب إنريكي جرأته وشجاعته، باللعب في مباراة الإياب، بنفس أسلوبه في موقعة الذهاب، رافعا شعار «خير وسيلة للدفاع هي الهجوم»، من خلال الاعتماد على مرونة الوافد الجديد خفيتشا كفاراتسخيليا في التحرك ما بين العمق والجهة اليسرى، بالتناوب مع السهم الزئبقي باركولا، الذي دخل قلعة «الآنفيلد» من حيث انتهى هناك في «حديقة الأمراء»، بطاقة متفجرة في الثلث الأخير من الملعب، برفقة شريكه في المشروع الطموح عثمان ديمبيلي، ما ساهم بشكل مباشر في إرباك ظهيري ليفربول أندي روبرتسون وألكسندر أرنولد، وبالتبعية أجبرا على الالتزام في مناطقهم الدفاعية، ومعها تراجعت خطورة الجناحين محمد صلاح، اللذين نشطا على فترات متباعدة في المباراة، وبالأخص قائد المنتخب المصري، الذي أتيحت له بعض الفرص في بداية المباراة، منها واحدة أبعدها نونو مينديز من على خط المرمى، قبل أن يفعلها ديمبيلي، بوضع فريقه في المقدمة من متابعة لهفوة مشتركة بين الحارس أليسون وخط دفاعه، في ما كانت أشبه بالمكافأة أو هدية السماء للفريق الباريسي بوجه عام وديمبيلي بالأخص، بعد التحول المثير للإعجاب في مسيرته الاحترافية منذ بداية هذا الموسم، من فتى طائش مع برشلونة وملقب في وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية بـ اللاعب الزجاجي»، لإدمانه لعنة الإصابات في أغلب فتراته مع ناديه السابق، إلى ذاك الوحش الكاسر، الذي حذف من قاموسه مصطلح «الرحمة» أو «الشفقة» داخل منطقة الجزاء، تاركا بصمته التهديفية 29 مرة في شباك الخصوم من مشاركته في 36 مباراة في مختلف المسابقات. والفضل يرجع في المقام الأول للمدرب إنريكي، الذي أعاد اكتشافه في مركز المهاجم الوهمي رقم 9.5، كلاعب متحرر في الثلث الأخير من الملعب، تراه أحيانا في انطلاقة عنترية من الجهة اليمنى، وأحيانا أخرى يخدع المدافعين بالدارجة التونسية بـ«هربة خاطفة من العمق»، لمتابعة هدايا باركولا وكفارا أو واحدة من عرضيات الظهيرين، هذا ولم نتحدث عن أم المعارك، والإشارة إلى استمرار تفوق ثلاثي وسط النادي الباريسي فابيان رويز وفيتينيا ونيفيز، الذي كان أكثر حيوية ونشاطا من ثلاثي وسط الريدز غرافنيبرخ وماك أليستر ودومينيك سوبوسلاي، وبخلاف براعة المدرب إنريكي في اختيار عناصره الأساسية، تفوق أيضا بشكل ملحوظ كثيرا في تجهيز الأسلحة البديلة، حيث صنع ديزيريه دوي ولي كانغ إن وزاير إيمري ولوكاس بيرالدو الفارق لبي إس جي على مدار الشوطين الإضافيين، والعكس تماما بالنسبة لأسلحة المدرب الهولندي آرني سلوت، بإخفاق أسلحته على مقاعد البدلاء في تقديم أية إضافة حقيقية أو ملموسة في الأشواط الإضافية، وتجلى ذلك في الحضور الباهت للمهاجم الأوروغواني داروين نونييز، ونفس الأمر بالنسبة لهارفي إيليوت وكيرتس جونز، غير أنه كان واضحا أن الثنائي واتارو إيندو وكودي خاكبو غير جاهزين تماما من الناحية البدنية، وهذا يفسر لنا سبب الحصار الباريسي لأصحاب الأرض حتى الدقيقة 120، قبل أن تذهب بطاقة الترشح إلى الفريق الأكثر إقناعا واستحقاقا بناء على مباراتي الذهاب والعودة، وذلك بعد اللجوء إلى ركلات الجزاء الترجيحية، كجرس إنذار لباقي الطامحين في معانقة أعرق وأمجد كؤوس القارة العجوز على مستوى الأندية هذا الموسم، أو بعبارة أخرى أكثر بساطة، مع استمرار المنحنى التصاعدي لمشروع لويس إنريكي في «حديقة الأمراء»، سيكون من الصعب إيقافهم في رحلة البحث عن أول أميرة بيضاء في تاريخ الكيان، بعد التغير الجذري في شخصية الفريق وعقلية اللاعبين داخل الملعب، من فريق كان يراهن على الأسماء اللامعة وفئة «الميغا ستارز» أمثال كيليان مبابي ونيمار جونيور وليونيل ميسي، إلى فريق جماعي في منتهى الحدة والشراسة ولا أحد يتمنى مقابلته.

فرصة العمر

في سهرة الأربعاء، توجهت أنظار الملايين من عشاق الفن الكروي الأصيل نحو ملعب «مترو بوليتانو»، لمشاهدة مباراة الدربي بين صاحب الأرض أتلتيكو مدريد وجاره الكبير ريال مدريد، فيما كانت أشبه بالفرصة الأخيرة بالنسبة للمدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، لكسر عقدته الأزلية والتاريخية مع اللوس بلانكوس، بعد السقوط أمامه في كل المواجهات المباشرة في إقصائيات دوري الأبطال، بداية من الحسرة على المباراة النهائية لنسخة 2014، مرورا بربع نهائي عام 2015 ونهائي 2016، نهاية بنصف نهائي العام 2017، لكن كما جرت العادة دائما وأبدا، لم تسر الأمور أبدا بالطريقة التي أرادها اللوتشو، وذلك على الرغم من البداية، التي يمكن وصفها مجازا بـ«الخيالية»، بأخذ الأسبقية بواحد من أسرع الأهداف في تاريخ البطولة بوجه عام ومراحل خروج المغلوب بالأخص، ذاك الهدف الذي أحرزه القادم من تشلسي غالاغر، من متابعة لعرضية رودريغو دي بول من الجهة اليمنى قبل أن يلتقطها الحارس البلجيكي، مع ذلك بدا وكأن الأتلتي، لم يتعلم من دروس الماضي البعيد والقريب، مكتفيا بردة فعل أقل ما يُقال عنها «خجولة» بعد معادلة نتيجة الذهاب والإياب، ما بين تصويبات من زوايا معقدة على حدود منطقة الجزاء، وبين المحاولات الفردية من رجل الشوط الأول يوليان ألفاريز، الذي صال وجال كثيرا في الثلث الأخير من الملعب، أملا في مغالطة كورتوا بهدف سينمائي جديد على غرار ما حدث في مباراة الذهاب، لكن هذه المرة، كان لحارس تشلسي الأسبق رأي آخر، بتصديه لأكثر من تصويبة قوية من بطل العالم، منها واحدة بيسراه من داخل منطقة الجزاء. وفي المقابل، اتفق المؤيد قبل المنافس، على أن الفريق الملكي قدم واحدا من أتعس أشواطه هذا الموسم، وبالنسبة للبعض، كان أسوأ شوط للفريق في بطولته المفضلة منذ سنوات، وذلك بطبيعة الحال، بسبب فشل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور وردريغو غوس ومن خلفهم جود بيلينغهام، في صناعة ولو فرصة واحدة يتيمة على مرمى الحارس يان أوبلاك في أول 45 دقيقة، في ظل الانتشار السيئ في الثلث الأخير من الملعب، ومبالغة فيني بالتحديد في الاعتماد على الحلول الفردية، ليبدو وكأنه وقع في الفخ الذي نصبه له المدرب الأرجنتيني، الذي تفنن في إيقاف كل ملامح الخطورة من جهة الميرينغي اليسرى، من خلال الاعتماد على المدافع الموزمبيقي رينيلدو وأمامه صاحب هدف المباراة الوحيدة، لتتحول الجهة اليسرى في فريق المدرب كارلو أنشيلوتي، من نقطة قوة إلى نقطة الضعف الأكثر وضوحا، على الأقل طوال الشوط الأول، بسلسلة من الاختراقات أمام أنظار المخيب للآمال فيرلاند ميندي، الذي واصل عروضه المتواضعة للغاية مع الفريق، إما لافتقاره الدعم والمساندة الدفاعية، مثلما كان يجد الحماية من براهيم دياز في مباراة الذهاب، وإما لتأثر مستواه ومعدلاته البدنية بالإصابات التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة في المواسم الماضية.
لكن الشيء المؤكد، أنه طوال فترة وجود ميندي في الملعب، كان سيميوني الابن وكوريا والبقية يبحثون عن ميندي، باعتباره أقصر وأسهل الطرق لتهديد مرمى كورتوا، هذا بخلاف القراءة غير الموفقة للميستر كارليتو، بالرهان على لوكا مودريتش برفقة تشواميني وبيلينغهام في وسط الملعب، أمام منافس يتسلح بلاعبين أقل ما يُقال عنهم أقوياء للغاية من الناحية البدنية، على غرار حارس ليونيل ميسي الشخصي، دي بول، والعداء سيميوني الابن، وغالاغر والشاب الإسباني بابلو باريوس، الأمر الذي تسبب بشكل مباشر في عزل ثلاثي الهجوم عن باقي الفريق، ومع ذلك، كما أشرنا أعلاه، لم يستغل دييغو سيميوني وفريقه، تلك الفرصة النادرة، بالإجهاز على عدوه العاصمي بهدف ثان قبل الذهاب إلى غرفة خلع الملابس بين الشوطين، فيما كانت أشبه بالهدية الثمينة للمدرب الإيطالي وكتيبة «الغالاكتيكوس»، ليعودا مرة أخرى إلى أجواء المباراة في الشوط الثاني، وتجلى ذلك في التحسن الكبير في أداء وسط نادي القرن الماضي، بعد الدفع بالقلب النابض الفرنسي إدواردو كامافينغا ولوكاس فاسكيز على حساب مودريتش وتشواميني عند الدقيقة 65، وفي نفس الوقت انتقل فيد فالفيردي إلى دائرة المنتصف لإحكام السيطرة على أم المعارك جنبا إلى جنب مع كامافينغا وبيلينغهام، وقد شاهدنا التأثير الفوري للبديل الفرنسي، بافتكاكه الرائع للكرة في الثلث الأول من ملعبه، ثم بتمريرة ولا أروع بين الخطوط لزميله الإنكليزي، الذي بدوره ضرب وسط أصحاب الأرض بلمسة في العمق للمنطلق كالسهم الناري كيليان مبابي، كأول مرة يظهر فيها المدمر الفرنسي في حوار صريح مع آخر مدافع، ليمارس هوايته المفضلة بتلك الطريقة التي أجبر بها مدافع برشلونة السابق كليمونت لينغليت على إعاقته داخل صندوق الأحلام، ليحصل الريال على ركلة جزاء، كان من المفترض أن ينفذها، الأكثر جاهزية واستعدادا لتنفيذ هكذا ركلة جزاء، ومن غيره؟ الذي تحمل كل ضغوط الأرض في المباراة النهائية لكأس العالم قطر 2022، بتنفيذ 3 ركلات بشكل ناجح في أفضل حارس مرمى في البطولة إيميليانو مارتينيز، لكن فجأة وبدون سابق إنذار، وافق المدرب المخضرم على منح الركلة لفينيسيوس، الذي أضاعها بطريقة مثيرة للدهشة والاستغراب، وظلت المباراة على نفس المنوال، باكتفاء الفريق الضيف بالاستحواذ على الكرة بشكل سلبي في أغلب الأوقات، في المقابل، اعتمد اللوتشو على الهجمات المعاكسة، دون أن يتدخل لتحريك المياه الراكدة في فريقه حتى الدقيقة 85، حين بسامويل لينو على حساب غالاغر، ثم بإشراك أنخيل كوريا وألكسندر سورلوث بدلا من سيميوني الابن والأنيق غريزمان، لكنها لم تُحدث ذاك التأثير في الأشواط الإضافية، التي لم تشهد أية محاولة جادة على كلا الحارسين، بعد اقتناع الفريقين بالذهاب إلى الحل الأخير من علامة الجزاء، وكما ابتسمت الكرة لأصحاب القميص الأبيض في المباراة النهائية عام 2016، عادت لتفتح ذراعيها للملكي في عقر دار الهنود الحمر، وبسيناريو أقل ما يُقال عنه لا يصدق، بعد تدخل تقنية الفيديو لإلغاء هدف جوليان ألفاريز، بداعي لمس الكرة مرتين لحظة تنفيذ الركلة، وتبعه ابن مدينة «فالديبيباس» ماركوس يورينتي، بإهدار الركلة الأخيرة، التي فتحت الباب أمام الألماني أنطونيو روديغر، لإطلاق ركلة التأهل وانتزاع بطاقة التأهل لدور الثمانية على حساب غريم المدينة، كخامس مرة تواليا يتفوق فيها الريال على سيميوني وفريقه في المواجهات الإقصائية في الكأس ذات الأذنين.

عودة ميسي

بعيدا عن قمتي الثلاثاء والأربعاء، لم يجد برشلونة أدنى صعوبة في تجاوز ضيفه بنفيكا بثلاثية مقابل هدف، وذلك على عكس التوقعات والانطباع المحفور في الأذهان عن الإثارة الحاضرة في مواجهات البلوغرانا وبطل البرتغال، على غرار ما حدث في ملحمة مرحلة الدوري، التي كانت في طريقها للانتهاء بفوز أصحاب ملعب «النور» بنتيجة 4-2، قبل أن يتمكن رجال المدرب الألماني هانزي فليك في قلب الطاولة على عملاق الكرة البرتغالية، بريمونتادا تاريخية في آخر ربع ساعة، اكتملت بالعودة إلى الإقليم الكتالوني بالثلاث نقاط، بعد الفوز بنتيجة 5-4، وتبعها ما شاهدناه من ندية وتنافس في مباراة ذهاب دور الـ16، التي حسمها البارسا بهدف نظيف، وهو بعشرة لاعبين بعد طرد باو كوبارسي في أول 22 دقيقة، وهو ما بدا وكأنه سيتكرر في موقعة إياب ملعب «لويس كومبانيس الأولمبي»، بعد نجاح المدافع الأرجنتيني المخضرم نيكولاس أوتامندي، في خطف هدف التعادل، ردا على الخيال العلمي الذي فعله لامين يامال في لقطة الهدف الأول، بمراوغة لا تصدق من العمق، انتهت بتمريرة من كوكب آخر لظاهرة الموسم رافينيا أمام الشباك، لكن بعد ذلك، تحولت المباراة إلى ما هي أشبه بالنزهة للفريق الكتالوني، الذي أحكم سيطرته على مجريات الأمور، بسيناريو أعاد إلى الأذهان لمحات ليونيل ميسي العبقرية عندما تبدأ الكفة تميل إلى التوازن مع المنافس، والحديث عن اللوحة الإبداعية التي رسمها لامين يامال، بمراوغة ولا أروع من الجهة اليسرى، ومن ثم غالط حامي عرين الضيوف بتصويبة «R2» ماركة البرغوث ومحمد صلاح وآريين روبن، وباقي الأساطير المميزة في تنفيذ هذه التقنية بالقدم اليسرى، ومعها تبدلت الأمور رأسا على عقب، بالأحرى أصبحت مباراة من طرف واحد، مثلما كان يفعل الفريق بعد تدخل الهداف التاريخي في الأوقات الصعبة والمعقدة، ولولا تفنن الهداف روبرت ليفاندوسكي في إهدار الفرصة السهلة تلو الأخرى، لانتهى اللقاء بمهرجان أهداف، لكن في نهاية المطاف انتهى بفوز البارسا بنتيجة 3-1، بعد نجاح رافينيا في إطلاق رصاصة الرحمة الثالثة، بإنهاء مثالي للهجمة المرتدة العنترية التي قادها بالدي من منتصف ملعبه إلى أن اقترب من منطقة الجزاء، ليضع الكرة على طبق من فضة أمام رافينيا، ليزور الشباك للمرة الثانية في المباراة والحادي عشر في البطولة، منصبا نفسه هدافا للأبطال بفارق هدف عن قناص بايرن ميونيخ هاري كاين، ومهاجم بوروسيا دورتموند سيرهو غيراسي، وذلك قبل مواجهة الأخير للمرة الثانية هذا الموسم لتحديد هوية المتأهل للدور نصف النهائي، وفي نفس توقيت نزهة البلوغرانا، تمكن زعيم الأندية الألمانية بايرن ميونيخ، من إقصاء مواطنه وحامل لقب البوندسليغا باير ليفركوزن، بالفوز عليه بثنائية نظيفة في قلب «باي آرينا»، بعد حسم ذهاب «آليانز آرينا» بثلاثية بلا هوادة الأسبوع قبل الماضي، كأفضل مكافأة للمدرب فينسنت كومباني، بعد الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها، على خلفية النتائج والعروض غير المقنعة في بداية النسخة الجديدة للأميرة البيضاء، بالإضافة إلى الفوز الشاق الذي تحقق على حساب سيلتك الاسكتلندي في الملحق المؤهل لدور الـ16، لكن يبقى التحدي الأصعب والحقيقي بالنسبة للمدرب البلجيكي الشاب ومشروعه الطموح في بافاريا، هو الاختبار القادم أمام أفاعي إنتر، بعد تأهل ممثل الكالتشيو الوحيد في البطولة إلى دور الثمانية في نفس اليوم، بالفوز على فينورد روتردام الهولندي بنتيجة 4-1 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، ردا على المفاجأة المدوية التي فجرها ممثل الإيرديفسي أمام ميلان في الملحق الإقصائي الأول، بينما في اليوم التالي، فقد اكتفى آرسنال بالتعادل مع ضحيته في الذهاب بي إس في آيندهوفن بهدفين في كل شبكة، فيما وصفت إعلاميا بالمباراة الاقتصادية بالنسبة للمدفعجية، بعد حسم نزهة الذهاب بسبعة أهداف مقابل هدف هناك في ملعب «فيليبس»، وأيضا لتوفير طاقة نجوم الصف الأول لقادم الاستحقاقات، أبرزها مقارعة ريال مدريد للمرة الأولى منذ عصر الغزال الأسمر تييري هنري عام 2006، في الدور القادم، وبالمثل نجح بوروسيا دورتموند في تخطي مضيفه ليل الفرنسي، بحسم موقعة إياب ملعب «بيار موروا» بهدفين مقابل هدف، ليضرب موعدا مع البارسا في دور الثمانية، أما أستون فيلا الإنكليزي، فقد افترس كلوب بروج بثلاثية نظيفة في «الفيلا بارك»، بعد الفوز في بلجيكا بثلاثة أهداف لهدف، في انتظار إذا كان الفيلانز سيواصل مغامراته الجريئة في البطولة بعد عودته للمرة الأولى منذ ثمانينات القرن الماضي، أم ستنتهي الرحلة عندما يصطدم بباريس سان جيرمان في الدور ربع النهائي. هذا ما سنعرفه الشهر المقبل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول amirmohd:

    مقال جيد جدا

اشترك في قائمتنا البريدية