عين الحلوة: توافق بين حركتي «فتح» و«حماس» على تثبيت وقف إطلاق النار… والاشتباكات تجدّدت

حجم الخط
0

غزة ـ بيروت ـ «القدس العربي»: سيطر الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة جنوب لبنان لساعات بعد نجاح المساعي الأمنية والسياسية لتطويق الاشتباكات بين «حركة فتح» وبعض التيارات الإسلامية، قبل أن يشهد المخيم بعد ظهر الأربعاء اشتباكات عنيفة في حي حطين والرأس الأحمر حيث سمعت في الأرجاء أصوات القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة. كما انفجرت قذيفة في الهواء فوق بلدة الغازية جنوب صيدا خارج حدود المخيم، وطالت إحدى القذائف ثكنة للجيش اللبناني.
وكان لافتاً اجتماع بين قيادتي حركتي «فتح» و«حماس» في سفارة دولة فلسطين في بيروت جرت خلاله مناقشة الاوضاع في المخيم، وضم وفد «فتح» عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وضم وفد «حماس» عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية أسامة حمدان، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في الخارج علي بركة، ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، نائب المسؤول السياسي في لبنان جهاد طه، ومسؤول العلاقات الوطنية في لبنان أيمن شناعة.
وقد ناقش الوفدان بحسب البيان أوضاع المخيم «في ضوء الجريمة النكراء التي ارتكبتها عناصر تكفيرية إجرامية خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني باغتيالها قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا ومخيماتها الشهيد اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه الشهداء الأربعة مهند قاسم، وطارق خلف، وموسى فندي، وبلال عيد بتاريخ 30/07/2023 وما تبعها من أعمال إجرامية ادّت إلى تهجير مئات العائلات من منازلها إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي سببتها بمدارس الأونروا وممتلكات المواطنين.
وجرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع في المخيمات الفلسطينية في لبنان كافة، ومخيم عين الحلوة بشكل خاص، وتداعيات هذه الجريمة النكراء على الأوضاع في العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية وخصوصاً آثار ذلك على اشقائنا في مدينة صيدا وجوارها، وفي ما يتعلق بأوضاع السلم الأهلي والاقتصادي. وعبّر الجانبان عن تقديرهما العالي للتعاون بكل صوره بين الجانبين الفلسطيني واللبناني الرسمي بكافة مكوناته السياسية والعسكرية والأمنية والقوى والأحزاب والفعاليات اللبنانية».

اجتماع في سفارة فلسطين شارك فيه الأحمد وأبو مرزوق

وأضاف البيان: «في ضوء الحرص والمسؤولية الوطنية على وحدة شعبنا الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر به قضية شعبنا وأهمية استمرار التصدي للعدو الصهيوني المحتل لوطننا وقطع الطريق على كل المتربصين بالمصالح الوطنية العليا لشعبنا فقد تم الاتفاق على العديد من النقاط وأبرزها ما يلي:
1 ـ وقف الحملات الإعلامية كافة بصورها واشكالها كافة، ودعوة وسائل الاعلام لتحرّي الدقة في نقل الخبر بموضوعية ومهنية.
2 ـ التأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بالالتزام الكامل بتثبيت وقف إطلاق النار وبالتفاهم الذي جرى برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وبحضور قادة الأجهزة الأمنية واللقاء الأخير الذي جرى في المديرية العامة للأمن العام اللبناني.
3 ـ التأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بتسليم المطلوبين المتهمين باغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه وعبد الرحمن فرهود للقضاء اللبناني لاتخاذ ما يجب بشأنهم والتأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بتكليف القوة الأمنية المشتركة القيام بالواجب الموكل إليها.
4 ـ العمل لتسهيل عودة المهجرين إلى منازلهم، وإخلاء المدارس بأسرع وقت من أجل إعادة اعمار ما لحق بها من أضرار بالسرعة القصوى.
5 ـ العمل بشكل مشترك لبلسمة جراح أبناء شعبنا والتخفيف من معاناته.
6 ـ الاستمرار بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها كافة».
وكانت مدينة صيدا شهدت استقراراً ملحوظاً نتيجة توقف القتال على محاور المخيم باستثناء بعض الرشقات من اسلحة رشاشة سُمعت في فترة قبل الظهر.
وفي إطار اللقاءات لمواكبة وقف إطلاق النار، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً لبحث الوضع في المخيم شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد والسفير دبور والقيادي أبو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي. وبعد الاجتماع، قال الأحمد «تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال العرموشي والجانب اللبناني سيجري اتصالات لوصول القرار هذا لجميع الأطراف».
ورداً على سؤال عن الحسم العسكري في حال رفض تسليم القتلة؟ قال الأحمد «كل الخيارات مطروحة أمامنا واتفقنا عليها، ونحن نفضل خيار العقل، وإذا كان هناك أناس مضللون من جهات أجنبية أو غير أجنبية مستفيدة من هذه الحالة، فهذا ذنبهم وليس خيار الدولة اللبنانية ودولة فلسطين، ونحن والقيادة اللبنانية نثق ببعضنا البعض وننسق كل شيء خطوة خطوة، ولا نقدم على عمل منفرد ولا يقدم الإخوة في الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية على عمل منفرد أيضا. وهذه مناسبة لنؤكد لأبناء صيدا وفاعلياتها وقواها وأحزابها وأيضاً للجوار، بأن هناك من يريد توسيع الفوضى والصدام».
وفي المواقف، أسف شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى «للاقتتال الحاصل بين الإخوة في مخيم عين الحلوة» واستنكر «بأشد العبارات المسار الذي بلغته الامور» متمنياً في تصريح «على الفصائل الفلسطينية تنظيم صفوفها والوقوف معاً للدفاع عن القضية الأساسية وتحصيل الحقوق المشروعة وعدم استخدام الأرض اللبنانية لاقتتال الإخوة، والتي يكفيها ما يعانيه أهلها من إذلال وقهر وترويع». وختم معرباً عن «تضامنه الكامل مع الجيش اللبناني وتشديده على عدم التعرض له والوقوف إلى جانبه لضبط الأمن ووقف الاقتتال».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية