بيروت-“القدس العربي”:
لا يزال القلق يسود من قيام إسرائيل بتنفيذ ضربة عسكرية لحزب الله، وقد كشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة “بيلد” الألمانية “أن إسرائيل ستبدأ هجوماً بريًا على لبنان في النصف الثاني من شهر تموز/يوليو الجاري ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار”. وبحسب الصحيفة، فإن “حزب الله لا ينوي وقف هجماته على إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة، مما يرجح خيار شن هجوم إسرائيلي على لبنان”.
وفد ألماني في الضاحية
وترافقت هذه التسريبات مع ما كشفته صحيفة “الاخبار” القريبة من حزب الله عن زيارة خاطفة لنائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال إلى الضاحية الجنوبية ولقائه نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في حضور مدير محطة بيروت في المخابرات الألمانية. ولفتت إلى “أن الطرفين عرضا وجهتَيْ نظرهما من الأحداث الجارية في المنطقة والمعركة في غزة وجنوب لبنان. وأن ديال لم يحمل أي رسائل تهديدية كما درجت عادة الموفدين الغربيين في لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، كما لم يحمل أي مبادرة متكاملة، بل جاء ليستكمل اللقاء الأول مباشرةً، وما بدأته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارتها الأخيرة لبيروت مع المسؤولين اللبنانيين، بـالواسطة”.
وأوضحت الصحيفة “أن زيارة الموفد الألماني استطلاعية تكمّل أسئلة بيربوك حول الفكرة الأساس عما يمكن فعله في جنوب لبنان لتفادي الحرب الشاملة. وعرض الألمان لوجهة النظر القائلة إن العدو الإسرائيلي يريد إعادة المستوطنين الذين نزحوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب ضربات المقاومة، وهو يهدد بالحرب الشاملة لتحقيق هذا الهدف، وإن أي خطأ غير مقصود من الطرفين خلال التبادل العنيف لإطلاق النار قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة، سائلين عن كيفية تفادي التدحرج الكبير”.
وأضافت “لم يكن رد قاسم مغايراً لموقف المقاومة المعلن أو لموقفه في اللقاء السابق في كانون الثاني/يناير الماضي، إذ كرّر أن أي بحث في وقف إطلاق النار في الجنوب مرتبط بوقف إطلاق للنار تقبل به المقاومة الفلسطينية في غزة، وأن على الدول الغربية إذا كانت تخشى اندلاع حرب كبرى، أن تمارس الضغوط على إسرائيل لتوقف حربها على غزة، وعندها يمكن الحديث عن جبهة الإسناد في الجنوب”. وختمت “أكد قاسم أمام الموفد الألماني أن تهويل العدو بالحرب الشاملة لا يخيف المقاومة، وهي قوية ومستعدة، وما أظهرته من بأس هو ما يمنع الحرب على لبنان”.
تزامناً، أكد مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الإيراني علي خامنئي أنه “إذا شنّت إسرائيل هجوماً شاملاً ضد حزب الله، فإنها ستخاطر بإشعال حرب إقليمية تدعم فيها طهران ومحور المقاومة الحزب بكل الوسائل”. ولفت لصحيفة “فايننشال تايمز” إلى “أن إيران غير مهتمة بحرب إقليمية وتوسيع الحرب ليس في مصلحة أحد”.
استهجان موقف المعارضة
وكان حلفاء حزب الله استهجنوا بيان قوى المعارضة الذي أعلنوه من مجلس النواب ودعوا فيه إلى الالتزام بتطبيق القرار 1701 وتسلم الجيش زمام الأمور تجنباً لأي انزلاق إلى حرب شاملة. وقال النائب جميل السيد “القرار 1701 يطالب إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة ويستند إلى القرار 425 لعام 1978 الذي ينص على انسحابها الفوري إلى الحدود المعترف بها دولياً للبنان.. وعلى المتحمسين لتنفيذ القرار 1701 والمتكلين على الضغوط الدولية أن يطالبوا أولاً بانسحاب إسرائيل الكلي حتى الحدود الدولية وترسيم العام 2000 وما سبقه كشرط مسبق وقبل أي كلام آخر”.
وقد برّر بعض نواب المعارضة موقفهم التحذيري ربطاً بالمعطيات المتجمعة باقتراب خطر وقوع حرب شاملة وضرورة التحرك الاستباقي لمنع حدوثها. ومن هنا تم دق ناقوس الخطر وعرض إجراءات معينة من ضمن خارطة طريق لتجنب توريط لبنان عبر الدعوة لانتشار الجيش اللبناني وحصر الأمن بالدولة اللبنانية.
التطورات العسكرية
في التطورات الميدانية، اغارت مسيّرة اسرائيلية بثلاثة صواريخ على بلدة الطيبة، واستهدف أحد الصواريخ ساحة البلدة، وصاروخ آخر طريق القنطرة بالقرب من المحول الكهربائي في مشروع الطيبة، وسجلت إصابة الموزع الكهربائي، ما تسبب باندلاع حريق في المكان وانقطاع التيار الكهربائي. وعلى الفور توجهت فرق الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية إلى المكان وعملت على إخماد النيران.
وخرق الطيران المعادي جدار الصوت على دفعتين في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح وعلى علو منخفض محدثاً دوياً قوياً. كما خرق الطيران الحربي جدار الصوت في جزين والشوف ومرجعيون.
في المقابل، أطلقت صواريخ من لبنان على الجليل ودوّت صفارات الإنذار في “المالكية” و”ديشون” و”يفتاح” خشية تسلل مسيّرات.
وفي محاولة لمساعدة النازحين من القرى الحدودية، تنظم الكتيبة الإيطالية التابعة لـ”اليونيفيل” “يوم التضامن والمساعدات الصحية لصالح العائلات النازحة من قرى الخط الأزرق”، يوم الجمعة المقبل في مقر اتحاد بلديات صور، حيث سيعاين الطاقم الطبي الايطالي الأشخاص الأكثر حاجة.
وفيما لا تزال المواجهات دائرة على الجبهة الجنوبية، فإن إرادة العيش والصمود وتحدي الظروف الصعبة لدى اللبنانيين تُرجمت باحتفال على الواجهة البحرية لبيروت أطلق في خلاله وزير السياحة وليد نصار الحملة الوطنية للسياحة “مشوار رايحين مشوار” للموسم الصيفي 2024 بمشاركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء والسفراء والقطاعات السياحية والإعلامية. وطمأن ميقاتي “أننا سنصل إلى حل في الأيام المقبلة وأن إرادة اللبناني أقوى من أي مشكلة وهو مصرّ على الحياة”.