عواصم – «القدس العربي»: استمرت الغارات الإسرائيلية المعادية على الضاحية الجنوبية لبيروت بكثافة وكانت الأعنف ليلة السبت/الأحد إذ شبّهها شهود عيان لوكالات أجنبية كزلزال حيث استعمل الاحتلال القنابل الثقيلة المحرمة دولياً، تزامناً مع استمرار المواجهات ومعارك الالتحام المباشر والعنيف على الحدود في الجنوب وتحديداً على محاور العديسة وكفركلا ومارون الراس ويارون وسقط العديد من الإصابات بين الجنود المعتدين.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال «أن قواتنا تخوض معارك برية مباشرة مع «حزب الله» في جنوب لبنان»، في وقت تفقد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاعدة الفرقة 36 على الحدود الشمالية مع لبنان مصراً على استمراره حتى «تحقيق النصر».
واتسعت رقعة الغارات في نهاية الأسبوع لتطال مخيم البداوي في طرابلس مستهدفة المسؤول في حركة «حماس» سعيد عطالله، إضافة إلى مسؤول «حماس» في بلدة الفيضة – سعد نايل في البقاع محمد حسين اللويس.
وفيما لم يصدر عن «حزب الله» أي بيان حول مصير رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين وتزايد الحديث عن انقطاع التواصل معه ومن كان معه، فقد لفت ما أوردته «القناة 12» الإسرائيلية بأن تل أبيب تحقق في احتمال إصابة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني في الضربة الإسرائيلية ذاتها في بيروت. ونقلت وكالة رويترز مساء أمس عن مسؤولين إيرانيين تصريحهما بفقد الاتصال بقائد فيلق القدس الإيراني. وبعد ليلة عاصفة بالغارات والتفجيرات في قلب الضاحية الجنوبية، بكّر الطيران الحربي الإسرائيلي الأحد بقصف الضاحية مستهدفاً الليلكي والمريجة ومبنى قرب محطة الأيتام في الكفاءات ثم محيط برج البراجنة وسوق معوض التجاري.
وكان الطيران المعادي نفّذ أكثر من 30 غارة متتالية ليلة السبت على الضاحية التي شوهدت فيها ألسنة النار ترتفع بشكل كبير مرفقة بأصوات انفجارات، تضاربت الأنباء حول طبيعتها بين قائل إنها ناجمة عن انفجار مستودع أسلحة وقائل إنها ناتجة عن انفجار قوارير أوكسيجين، فيما تحدثت قناة «المنار» عن استخدام إسرائيل القنبلة المحرّمة دولياً Moab في قصف الضاحية. أما جيش الاحتلال فتحدث عن سلسلة غارات شنّها على مرافق تخزين أسلحة ووسائل قتالية تابعة لـ «حزب الله».
وفي السياق، أصدرت نقابة الكيميائيين في لبنان بیاناً تحذيرياً من قنابل محرمة دولياً استخدمت ضد أبنائه وتحتوي على يورانيوم منضّب يتمتع بقوة اختراق هائلة»، محذرة من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض جراء استنشاق غبار هذا القصف.
جنوباً، سُجّل قصف مدفعي واسع على عشرات القرى. وفي البقاع، استهدف الطيران الحربي مدخل بعلبك على بعد 600 متر من القلعة، إضافة إلى دورس شرق بعلبك، وبلدات علي النهري، قليا، مدخل بعلبك.
في المقابل، أعلن «حزب الله» شن هجوم بالمسيّرات على قاعدة 7200 للصيانة والتأهيل الاسرائيلية جنوب حيفا، وأكد استهداف تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرات عدة وفي «خلة شعيب» شرقي بلدة بليدا وموقع «حدب يارين». كما استهدف تجمعات للجنود في مستعمرة «المنارة» ومحيطها بصلية صاروخية كبيرة وأصابوها إصابة دقيقة».
وكان «الحزب» لفت في بيان ليل السبت إلى أن مجاهديه شنوا هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) «مُستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة».
وكان جيش الاحتلال رصد إطلاق نحو 50 صاروخاً من لبنان منذ منتصف الليل في اتجاه الشمال وصلت الى العمق في حيفا والخضيرة. في غضون ذلك، أحصى مركز عمليات طوارئ الصحة العامة حصيلة الغارات الإجمالية التي أدت إلى استشهاد 23 شخصاً وجرح 93. بالموازاة، أثار كلام عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن انتباهاً لجهة قوله لقناة «الجزيرة» «إن الأولوية حالياً هي لوقف إطلاق النار».
وقالت نقابة الممرضات والممرضين في لبنان، الأحد، إن إسرائيل تستهدف في «حربها المدمرة»، المستشفيات والأطباء والمسعفين، وهو ما اعتبرته «تحدياً صارخاً» للقوانين والمواثيق الدولية.
أبدى كثير من اللبنانيين دهشتهم لرؤية طائرات «الميدل إيست» تهبط على مدرج مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بالتزامن وقريباً جداً من تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي والغارات المدمرة على الضاحية الجنوبية والتي وصلت إلى محيط مطار بيروت. ولدى سؤال رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت عما إذا كانت الشركة حصلت على ضمانات بتحييد المطار، أوضح أن «لا ضمانات بل تطمينات».