غزة: طفيليات الشعر والطفح الجلدي تنتشر بكثرة… وشكاوى من نقص المياه

أشرف الهور
حجم الخط
3

غزة ـ «القدس العربي»: يوما بعد يوم تزداد الأمراض المعدية التي تنتشر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام وسائل ومعدات النظافة الشخصية في غزة، بسبب ظروف الحرب وسياسة الحصار الممنهج الذي تفرضه سلطات الاحتلال.
ويخشى سكان القطاع، وغالبيتهم من النازحين حاليا، من تفش أوسع لهذه الأمراض، وما يصاحبها من أعراض، خلال الفترة المقبلة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم وجود الادوية ومعدات النظافة اللازمة للتخلص من هذه الأوبئة.
وتتوزع أسباب هذه الأمراض بين قلة أوقات الاستحمام وعدم توفر المياه اللازمة، وكذلك عدم توفر مواد تنظيف من صابون وشامبو، وانتشار أكوام القمامة على مقربة من أماكن السكن سواء المنازل أو مناطق النزوح، والازدحام الكبير بسبب حركة النزوح، وتجميع جيش الاحتلال بشكل متعمد غالبية سكان القطاع وعددهم 2.2 مليون نسمة في مساحة تبلغ نحو 18 ٪ من مساحة غزة الاجمالية.
وعلى مدار اليوم، تحك الطفلة سمر فروة رأسه بأصابعها، وتقول والدتها التي تقيم هي والأسرة في «مركز إيواء» إنها اكتشفت وجود حشرة «القمل» في رأس طفلتها ذات العشر سنوات.
وتقف الأم عاجزة أمام علاج طفلتها من هذا الأمر، الذي كان سابقا يسبب إحراجا للطفل ولذويه، بوصفهم أنهم لا يتبعون إجراءات النظافة، غير أن الواقع تغير في «مراكز الإيواء» والنزوح وبين سكان غزة بسبب الحرب، بعد أن أصبح الأمر معتادا، حيث تقول والدة الطفلة في حديثها مع «القدس العربي» إن الكثير من الأطفال والكبار انتقلت إليهم هذه الحشرة التي تعيش في شعر الرأس بسبب الاكتظاظ وقلة النظافة.
ولا تجد هذه السيدة، وهي في نهاية الثلاثينيات، ما يزيل هذه الحشرة، حيث لم تعد تتوفر في الصيدليات مواد التنظيف الخاصة بها، ولا المياه الكافية لذلك، لاتباع طريقة الاستحمام اليومي، وتمشيط فروة الرأس بمشط ذي أسنان صغيرة، تخرج مع كل غرسة في الشعر تلك الطفيليات الصغيرة.
وتقول الوالدة إن الشامبوهات العادية غير متوفرة حاليا، وما يتوفر منها يباع بثمن مرتفع لا تقدر عليه أسرتها، ولا غالبية أسر قطاع غزة، فيما لا يتاح للفرد في الأسرة كغيرهم من النازحين، إلا يوم واحد للاستحمام في الأسبوع على أحسن تقدير، رغم أن هذا الوقت من العام الماضي كان أفراد أسرتها فيه يستحمون كغيرهم يوميا، أو مرتين في اليوم الواحد.
وتشتكي هذه السيدة من قلة المياه التي يعاني منها سكان قطاع غزة جميعا، إذ تصل إمدادات المياه في أحسن الأحوال لكل منطقة سكنية مرة واحدة في الأسبوع، يضطر خلالها الأهالي لملء غالونات مياه صغيرة وكبيرة، لاستخدامها في الحمامات والاستحمام وفي غسيل الملابس والأواني.
وقد اضطرت هذه السيدة في فترة سابقة لتقصير شعر طفلتها أكثر من الثلثين، في محاولة منها لاحتواء الأمر، حيث يكون الشعر الطويل عرضة أكثر لانتشار «القمل» وصعوبة التخلص منه، لكن رغم ذلك لم تجد هذه السيدة أي طريقة حتى اللحظة لعلاج طفلتها. وتوضح أن وصول هذه الحشرة إليها، جاء عن طريق سكان آخرين في المركز، الذي تشتكي غالبية قاطنيه من المشكلة ذاتها.
وتضيف «حتى لو تمكنت من التخلص من القمل في هذا الوقت، فإنه سيعود لابنتي ومن الممكن ان ينتقل لي شخصيا، بسبب البيئة المحيطة» وهذه السيدة التي كانت تتحدث والحسرة تملأ قلبها، تقول إنها لم يسبق لها خلال حياتها قبل الحرب أن اشتكى أي من أفراد أسرتها من هذه الطفيليات.

مواد التنظيف شحيحة والمتوفر منها يباع بأثمان مرتفعة جدا

ولم يكن الحال أفضل في مركز الإيواء الذي قابلت فيه «القدس العربي» والدة الطفلة سمر في مدينة دير البلح وسط القطاع، أفضل من مكان آخر جنوب المدينة يتكدس فيه النازحون بأعداد كبيرة في معسكر من الخيام البلاستيكية.
وهناك قالت نورا وهي شابة في منتصف العشرينيات، وتحدثت بعد إلحاح عن موضوع النظافة الشخصية الذي يسبب لها حرجا كبيرا، إن العرق في هذا الجو، ومكوث السيدات غالبية الوقت في الخيام، تسبب لهن في أمراض جلدية أخرى، كما تسبب بتسلخات للأطفال الرضع.

وتوضح أن التعرق الكثير يسبب لها ولغيرها من نساء عائلتها كحة في الجسم، وتشير إلى أنها تنتظر اليوم المخصص للاستحمام والذي يرتبط بيوم وصول امدادات المياه للتخلص من مسببات هذه الحكة المؤذية والمسببة للحرج لفتاة بهذا السن.
وحال السيدات سواء في مراكز الإيواء او في معسكرات الخيام أو في المنازل، ليس أفضل من الرجال، الذين يشكون من قلة النظافة الشخصية، إذ يتبعون النظام الأسري ذاته في الاستحمام، ويحرصون خلال الطريقة البدائية للاستحمام، باستخدام وعاء مياه وكوب كبير الحجم، لسكب المياه على الجسد، على استخدام أقل كمية من الماء، لمعرفتهم بأنها إذا ما نفدت، سيضطرون للسير لمسافات بعيدة لملء غالون مياه بسعة 20 لترا.

الطفح الجلدي

وتترافق هذه الأوضاع الصعبة من انتشار الحكة و«القمل» مع انتشار خطير للأمراض الجلدية في صفوف النازحين، لا سيما الأطفال منهم.
ونقل المرصد «الأورومتوسطي لحقوق الانسان» عن محمد سعد (42 عاماً) قوله إن عائلته المكونة من 8 أفراد وتقيم في خيمة في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، تعاني بشدة جراء غياب مواد التنظيف وعدم وجود صابون للنظافة الشخصية أو صابون لغسيل الملابس، ولو توفر الصابون يصعب شراؤه بسبب غلاء أسعاره.
وأوضح أن القمل انتشر في شعر زوجته وأطفاله، فيما يعاني الجميع من الأمراض الجلدية بسبب قلة الاغتسال وعدم توفر الصابون والشامبو.
وتعتبر البيئة غير النظيفة التي تحيط بأماكن سكن الغزيين، سببا رئيسا لتفشي هذه الحشرات الطفيلية والأمراض الجلدية، حيث يُشير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن نظام إدارة النفايات الصلبة في قطاع غزة، قد انهار بالكامل.
ويؤكد أنه لا توجد إمكانية للوصول إلى مكبات النفايات الرئيسية، مما أدى إلى تراكم النفايات حول المناطق السكنية.
ويقول إن ذلك يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة والبيئة، مما يؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض مثل الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن النزوح الجماعي في غزة له تأثير خطير على الصحة العامة، حيث يؤدي الاكتظاظ، ونقص المأوى المناسب، وسوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية.

نقص مواد النظافة

ويشتكي سكان قطاع غزة من عدم توفر مواد النظافة من صابون وشامبوهات، وغيرها من الأدوات، ويباع المتوفر منها وعدده محدود لا يفي كم السكان الكبير بأثمان مرتفعة لا تقدر عليها غالبية الأسر.
وفي هذا الوقت تباع عبوة الشامبو الصغيرة بأكثر من 20 دولارا أمريكيا، ويزداد الثمن مع زيادة سعة العبوة، فيما تباع قطعة الصابون بنحو 7 دولارات وأكثر قليلا.
وهذه السلع جميعها يجري استيراده من الخارج، ولم تسمح سلطات الاحتلال إلا بدخول كميات قليلة منها، كما لم تسمح بدخول أي مواد خام يمكن استخدامها في تصنيع هذه المنظفات، ما اضطر السكان للتوجه لصناعة الصابون وملحقاته مما توفر من مواد، لا تؤدي الغرض المطلوب، ورغم ذلك تباع بأثمان مرتفعة، وتعتبر أيضا غير آمنة.
وكان المرصد «الأورومتوسطي» أكد أن استمرار السلطات الإسرائيلية في فرض حصار تعسفي على قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات والمواد الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء، بما في ذلك منع إدخال أدوات التنظيف والنظافة الشخصية في خضم انتشار الأمراض المعدية والظروف المعيشية الصعبة لنحو 2.3 مليون فلسطيني، يمثل تكريسا لـ «جريمة الإبادة الجماعية الشاملة» التي تنفذها منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وأشار إلى أن استمرار إسرائيل بحرمان جميع سكان قطاع غزة بشكل تعسفي ومنهجي من أدوات ومواد النظافة يساهم في الانتشار السريع للكارثة الصحية الهائلة التي صنعتها إسرائيل في قطاع غزة، والتي تفاقمت إثر النزوح القسري وواسع النطاق والمتكرر للسكان، وافتقارهم إلى المعقمات ومواد والنظافة الشخصية، لا سيما في مراكز ومخيمات الإيواء المكتظة بمئات آلاف النازحين، وذلك بسبب منع وعرقلة إسرائيل المتواصل لدخول الإمدادات الأساسية إلى القطاع، واستمرار تفشي الأمراض المعدية وتلوث المياه وغياب خدمات الصرف الصحي، بفعل تدميرها من قبل قوات الجيش الإسرائيلي. جدير ذكره أن مجلس الوزراء الفلسطيني، بعد تفشي الأمراض بكثرة في القطاع، حذر من «الكارثة الوبائية» في غزة وبحث جهود وزارة الصحة بهذا الخصوص.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه نتيجة حتمية لجرائم جيش البامبرز الصهيوني الأمريكي الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي عاث سفكا بدماء أطفال ونساء غزة ودمر الحجر والشجر و فجر الآبار، ألا لعنة الله على عصابة الشر الصهيو نازية الفاشية الحقيرة النتنة المدعومة بالسلاح الأمريكي القذر ✌️🇵🇸☹️💪🚀🐒🚀🐒🚀

  2. يقول فصل الخطاب:

    ألا لعنة الله على عصابة البانتاغون الأمريكي العفن النتن الذي يرسل أسلحته القذرة لقتل أطفال ونساء غزة العزة هذي شهور وشهور وهم يدمرون الحجر والبشر ولن تركع حماس ورب الناس هذا وعد إلهي يتفوق على الإجرام الصهيوني الأمريكي الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي عاث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️💪🚀🐒🚀🐒🚀

  3. يقول E AMAR:

    لعنة الله على أعداء البشرية
    ☝️📗💚🇵🇸🇵🇸🇵🇸🌿🤲

اشترك في قائمتنا البريدية