نتنياهو في الكنيست، في القدس، 18 نوفمبر 2024. رويترز
الرباط- “القدس العربي”: كتب المغربي أحمد الشرعي، مالك مقاولة إعلامية، مقالاً عبارة عن دفاع “مستميت” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهماً “الجنائية الدولية” بتسييس الإرهاب، بعد قرارها القاضي بإصدار مذكرة اعتقال في حق كبير مجرمي الحرب في الدولة العبرية، والذين يواصلون إبادة الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه وأطفاله وشيوخه.
المقال الذي وصف بـ “المخزي” نشره الشرعي، صاحب مقولة “كلنا إسرائيليون”، في صحيفة “تايم أوف إسرائيل”، بتاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وطعن من خلاله في قرار “المحكمة الجنائية الدولية” بسبب إصدارها مذكرتي اعتقال في حق رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت، بعد أن اقترفا جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، بقتل الأطفال والنساء والشيوخ.
هي خيانة وليست وجهة نظر pic.twitter.com/In2zVCVMoG
— أحمد القاري (@ahmed_badda) November 25, 2024
المقال المذكور صدم العديد من السياسيين والحقوقيين والإعلاميين وغيرهم، خاصة أن معظم المغاربة يعتبرون القضية الفلسطينية قضية وطنية، واندهشوا لحجم “الجرأة” و”الوقاحة” التي أظهرها الإعلامي الشرعي في مقاله المنشور في صحيفة إسرائيلية.
وجاء أول الردود من خلال حزب “العدالة والتنمية” المعارض، الذي قال إنه “فوجئ” بالمقال الذي “كتبه ونشره المدعو أحمد الشرعي، المالك للمجموعة الإعلامية (غلوبال ميديا هولدينغ)”، يدافع فيه عن نتنياهو، “دون أي اعتبار لعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلهم جيش الاحتلال الصهيوني المجرم”، يوضح بيان “الحزب الإسلامي”.
وحسب الحزب نفسه، فإن “المفاجأة لا تأتي من عدم معرفتنا بمواقف صاحب مقولة (كلنا إسرائيليون)”، بل من “درجة الصهْينة والوقاحة والعمالة التي وصل إليها الشرعي، وتحديه الصريح لمواقف بلادنا الثابتة والراسخة والتي يرأس عاهلها لجنة القدس، وإدانتها مراراً لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وتهجير على يد الاحتلال الصهيوني”.
واعتبر “العدالة والتنمية” أن الشرعي “تجاوز كل الخطوط الحمراء”، بعد “تحديه للمواقف الوطنية الثابتة وللشعور الوطني، وتماهيه التام مع الكيان الصهيوني النازي، ووصفه (لإسرائيل بالدولة الديمقراطية)”، في حين يضيف بيان “الحزب الإسلامي”، “هو الكيان الذي يُمارس، وباعتراف القضاء الجنائي الدولي، الإبادة الجماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية”.
بلاغ شديد اللهجة من حزب PJD ضد المجرم أحمد الشرعي الذي يجب مسائلته قانونيا ومتابعته بدعم الإرهاب، بلاغ يُشكر عليه الحزب في زمن انبطح فيه الكل وساد الخوف الجميع، أما قصار العقول الذين سيردون بالأسطوانة المشروخة ان العثماني هو من وقع التطبيع فأقول لهم الله دمتم أغبياء. pic.twitter.com/gydLL3wdsP
— 🦅 (@Loqman40sec) November 25, 2024
ووصف “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” المقالة المذكورة بـ “المتصهينة”، منتقداً مواصلة هذا الإعلامي لدفاعه “عن نتنياهو في ظل الجرائم المتواصلة التي يرتكبها نظام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والفصل العنصري في تل أبيب بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وفي سياق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية واستهداف الصحافيين الذين بلغ عدد من أزهق نتنياهو أرواحهم حوالي مئتي صحفي؛ وهو الرقم القياسي غير المسبوق للمجازر في حق الصحافيين”.
ونشر الناشط جلال عويطا تدوينة قال فيها إن “دفاع الإعلامي عن مجرمي الحرب، كما هو حال أحمد الشرعي، خيانة للقيم الإنسانية وخيانة للهوية المغربية التي كانت دائما نصيرة للحق”، مبرزاً أن من “يدافع عن الكيان الظالم، ويناقض مبادئ القانون الدولي الذي يؤمن به واتفاقية جنيف، لا يمثل سوى نفسه، بعيداً كل البعد عن الشعب المغربي الذي يرفض الكيان بنسبة 90 في المئة، حسب آخر الاستطلاعات، إن كان يؤمن بالديمقراطية التي يدعي”.
وأوضح صاحب التدوينة أن “التاريخ لا يرحم أمثال هؤلاء” و”من يدافع عن الظلم سيجد نفسه في عزلة أخلاقية ومهنية، ولن يتذكره الناس إلا كصفحة سوداء في سجل الإنسانية”، وأضاف، بالدارجة المغربية، ما معناه “كل هذا سيمر”، لكن “العبرة بما ستترك من مواقف مشرفة وأعمال عظيمة”، وحسب عويطا، فإن “تحرك هذا التوجه الإعلامي اليوم للدفاع عن العار هو عنوان فشل ذريع لسردية الاحتلال، داعياً المغاربة للتصدي لكل محاولة لتزييف الحقائق أو تبرير الظلم”.
وكتب حسن بناجح، من جماعة “العدل والإحسان”: “الشرعي يتبنى الإرهاب الصهيوني ويشيد به ويدعو له ولا يحاسب، وإسماعيل الغزاوي يتابع في حالة اعتقال لأنه يدعو لمناهضة الإرهاب الصهيوني”.
الشرعي سيفيل والغزاوي معتقل تخيل https://t.co/Q9lFRBu3VM
— سي مربوح 🇵🇸 (@Simerbo) November 25, 2024
تدوينة أخرى كتبتها الناشطة سعيدة العلمي، وصفت فيها أحمد الشرعي بـ “المايسترو” الذي “يطعن في قرار المحكمة الجنائية الدولية عبر جريدة صهيونية (تايمز أوف إسرائيل)! ويعتبر الحكم مسيساً وخاضعاً لحسابات سياسوية! كما اعتبر الواقعة بمثابة سابقة وتهديد حقيقي لسيادة الدول الديموقراطية!”.
ووفق العلمي، فإن “ما قام به الشرعي من جهة يدخل في إطار ما يسمى بتحقير مقررات قضائية ويعاقب عليه القانون، طبقاً للفصل 266 من القانون الجنائي. ومن جهة هو إشادة بالإبادة الجماعية التي ارتكبها النتن ياهو وأدواته ضد مدنيين عزل، ويتم المعاقبة عليه بمقتضيات القانون الدولي. فهل القضاء المغربي يتمتع بالسيادة الكاملة لمتابعة الشرعي بالمنسوب إليه؟!”.
من جهته، عبّر الحقوقي والإعلامي عادل السمار، في تدوينة نشرها على صفحته بفيسبوك، عن اعتقاده بعدم إمكانيته “التعليق على هذا المسمى الشرعي بجدية،..”، وأضاف بمزيد من السخرية “نعم، هذا الأضحوكة يستحق لحظة سخرية منا، ولعل أول من يضحك عليه باحتقار هم سادته في واشنطن وتل أبيب الذين أوحوا له بهذا الكلام”.
وكتب الدكتور رشيد بوطربوش: “هذا المخلوق يسمى عندنا في المغرب أحمد الشرعي لا يخفي عمالته للصهاينة كتب يدافع عن جرائم النتن ويهاجم المقاومة”.
هذا المخلوق يسمى عندنا في المغرب أحمد الشرعي لا يخفي عمالته للصهاينة كتب يدافع عن جرائم النتن ويهاجم المقاومة. قيئه تجدونه في التعليقات. pic.twitter.com/GlHASMIacZ
— د. رشيد بوطربوش (@Boutarbouch1) November 25, 2024
وحسب لطيفة البوحسيني، فإن “هناك المتصهين المدافع عن القتل والإبادة أكثر من أب الإجرام النت ياهو وغالانت.. الشرعي مثالاً”، أما مصطفى ابنرضى، فقد اعتبر أحمد الشرعي “وحده “يرى الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية (أضراراً جانبية)، ويراها (دفاعاً عن النفس)، ويعتقد أن (إسرائيل، بتقاليدها الديمقراطية القوية، سوف تصمد في وجه هذا التحدي)”، مستغرباً بقوله إنه لا يعرف من أين أتى بهذا التفاؤل الذي لم يقل به حتى الإسرائيليون في صحافتهم؟”.
وأضاف صاحب التدوينة أن “الشرعي وحده، كان قادراً على إحصاء (الضحايا) الإسرائيليين ومواطنين أجانب وقدّرهم بـ 3000، لكنه وهو يتحدث عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين، بينهم 18 ألف طفل، تركهم (مُجهّلين ونكرات) ولا يستحق عددهم الذّكر، واعتبرهم أضراراً جانبية”.
هو عضو في منظمة صhيونية Jiss pic.twitter.com/nMFtwg9cZq
— ya. boucha (@YahiaGCR) November 25, 2024
الكلمة الجزايريه واحدة عبر السنين و حتي لو كان الدعم ضعيف .نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة . هذه هي المبادي و القيم . لا النفاق و الجري و راء الفتات
هل هذا يدخل في مجال حرية التعبير ووهل يتم توقيفه في المطار. مغربي ينضم الي كمال داود و صنصال
مثل هؤلاء للاسف موجودون في أي مجتمع.. ربما لا يسطيعون الحديث فقط..
.
ومع ذلك وجب الدفاع عن حرية الرأي..
.
لان هذا هو السبيل الوحيد كي لا تتسرب الغطرسة باسم القيم..
.
وجب تفنيد ما قاله الشخص بقوة الرأي المعاكس وقوة الحجة.. وليس منعه.. وهذا ما يحصل في المغرب..
.
هناك من يعبر عن آراء تمس بالمغرب بكثير.. ومع ذلك لهم حق حرية الراي.. وهذا هو عين الصواب..
.
الدمقراطية ممارسة مبدأ.. وليست انتقائية مواقف..
.
وانا هنا استنكر رأي هذا الشخص.. وهذا رأيي بحرية ايضا..
مساندة قاتلي الأطفال ليست ديمقراطية يا أخ وليد..
اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا يا رب 🤲
حسبي الله ونعم الوكيل
عن الله اتقي الخصوم