غضب في فرنسا غداة قتل شرطي شابًا من أصول جزائرية والنار تمتد إلى الضواحي- (فيديوهات)

حجم الخط
12

نانتير: تشهد فرنسا حالة من الغضب والتوتر، غداة مقتل شاب في السابعة عشرة من العمر، أطلق عليه شرطي النار من مسافة قريبة، بعد عدم امتثاله للوقوف عند نقطة تفتيش مرورية، ما أدى لاندلاع صدامات في ضواحي باريس، ولقي انتقادات من مسؤولين وسياسيين ودعوات للتهدئة.

مقطع فيديو أظهرَ رجلَي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.

وأعاد مقتل الشاب نائل م. خلفَ مقود سيارته إثارة الجدل حول إجراءات إنفاذ القانون في فرنسا، خصوصًا بعد تسجيل رقم قياسي، بلغ 13 حالة وفاة في العام 2022، بعد رفض أشخاص الامتثال أثناء عمليات تفتيش مرورية.

وعبّر الرئيس إيمانويل ماكرون عن “تأثّره” بمقتل الشاب، حسبما نقل عنه الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران، الذي دعا إلى “الهدوء”.

وأثارت القضية انتقادات من شرائح اجتماعية مختلفة. ووقف النواب والوزراء دقيقة صمت في الجمعية الوطنية تحية للضحية، الذي عرّف فقط باسمه والحرف الأول من عائلته.

https://twitter.com/Loopsidernews/status/1674086836833234945?s=20

وعادة ما تسعى الحكومة لتجنّب اندلاع الشغب في ضواحي باريس، بعدما تسبّبت، في الأعوام الماضية، بوفاة مراهقين غالبًا ما كانوا يتحدّرون من أُسر مهاجرة من دول المغرب العربي أو إفريقيا.

ووقعت حادثة مقتل نائل، صباح الثلاثاء، خلفَ حيّ لا ديفانس، قرب باريس، حين لم يمتثل لنقطة تفتيش، وحاول تجاوزها.

وأكدت مصادر في الشرطة، في بادئ الأمر، أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما.

لكن مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحققت وكالة فرانس برس من صحته، أظهرَ رجلَي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.

وسُمِعَ صوت شخص يقول: “ستتلقى رصاصة في الرأس”، من دون أن تتضح هويته.

واصطدمت السيارة لاحقاً بجدار جانبي، بعدما تحركت مسافة قصيرة إلى الأمام.

وحاولت خدمات الإسعاف في المكان إنعاش السائق، الذي أصيب في القفص الصدري، لكنه توفي بعد ذلك بوقت قصير.

ولفت مكتب الادعاء في نانتير إلى أن الضابط (38 عامًا) المتهم بإطلاق النار على السائق أوقف بتهمة القتل.

إليزابيت بورن: الصور الصادمة (لإطلاق النار على الشاب) تُظهِر تدخلاً من الواضح أنه غير متوافق مع قواعد التدخل لقوات إنفاذ القانون.

وأشار مكتب المدعي العام في نانتير إلى استجواب الموقوف في إطار تحقيق بالقتل العمد، مؤكداً تمديد توقيفه الاحتياطي على ذمة التحقيق.

وشدد وزير الداخلية جيرار دارمانان على أن السلطات “ستتخذ القرارات الإدارية بتعليق المهام، في حال تم تثبيت التهم الموجهة إليه”.

“ثورة من أجل ابني”

واعتبرت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن أن “الصور الصادمة” لإطلاق النار على الشاب “تظهر تدخلاً من الواضح أنه غير متوافق مع قواعد التدخل لقوات إنفاذ القانون”، مشددة على “الضرورة المطلقة للتوصل إلى الحقيقة لتغليب التهدئة على الغضب”.

من جهته، اعتبر ماكرون أن مقتل الشاب “لا يمكن تفسيره.. وغير مبرر”.

إلا أن تصريحات الرئيس لقيت انتقادات.

ورأت إحدى أبرز نقابات عناصر الشرطة أن هذه المواقف “لا يمكن تصوّرها”.

واعتبرت زعيمة نواب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن أن التصريحات الصادرة عن الرئيس الفرنسي “مبالغ بها” و”غير مسؤولة”.

من جهته، كتب قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم ولاعب فريق باريس سان جرمان كيليان مبابي على تويتر: “تؤلمني فرنسا. وضع غير مقبول. كلّ أفكاري تذهب لأقارب وأسرة نائل، هذا الملاك الصغير الذي رحل باكرًا جدًا”.

ودعت والدة المراهق إلى مسيرة تكريمًا لابنها، بعد ظهر الخميس، في نانتير، قائلة، في مقطع فيديو نشر على تيك توك: “إنها ثورة من أجل ابني”.

وأثارت ملابسات وفاة الشاب الغضب في نانتير (غرب باريس)، حيث كان يقيم، وحيث اندلعت صدامات بين السكان وقوات الأمن، مساء الثلاثاء.

وأشعل متظاهرون النار في الشوارع وأحرقوا سيارات وحطموا مواقف حافلات. وردت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وقرب المركز الصحي التابع للبلدية، قالت جولييت (55 عاماً)، التي طلبت عدم استخدام كامل اسمها، إنها لم تتمكن من النوم جراء أعمال الشغب قرب منزلها.

وأكدت أنها تشعر بمزيج من “الحزن، والغضب، وعدم الفهم”.

من جهتها، تحدثت فتيحة عبدوني عن “فقدان الثقة بين الشبان والشرطة”.

وأوضحت البلدية أن “العديد من المباني العامة والخاصة، بينها مدارس، تعرضت لأضرار كبيرة وغير مقبولة”، داعية الى إنهاء “هذه الدوامة المدمّرة”.

وأعلنت وزارة الداخلية توقيف 31 شخصاً، وإصابة 24 عنصراً من قوات الأمن بجروح طفيفة، واحتراق نحو 40 سيارة.

وامتدت أعمال الشغب ليلًا إلى مناطق أخرى في ضواحي باريس. وأُضرمت نيران في مبنى ملحق بمقر بلدية مانت-لا-جولي في مقاطعة إفلين المجاورة.

وأعلن وزير الداخلية تعبئة ألفي عنصر من الشرطة وقوات إنفاذ القانون لحفظ الأمن في باريس وضواحيها القريبة، بزيادة 800 عن الليلة السابقة.

كيليان مبابي: تؤلمني فرنسا. وضع غير مقبول. كلّ أفكاري تذهب لأقارب وأسرة نائل، هذا الملاك الصغير الذي رحل باكرًا جدًا.

وأعادت هذه الأحداث التذكير بسلسلة من أعمال العنف في الضواحي الباريسية.

في العام 2005، أثارت وفاة مراهقَين صعقًا بالكهرباء في سين-سان-دوني، شمال باريس، خلال ملاحقة الشرطة لهما، أعمال شغب استمرت ثلاثة أسابيع، ودفعت الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ.

وأثارت وفاة نائل تنديدات من سياسيين يساريين انتقدوا ما وصفوه بأنه “أمرَكَة الشرطة”، في إشارة الى حوادث في الولايات المتحدة انتهت بقتل عناصر الشرطة لأشخاص كانوا يسعون لتوقيفهم.

وقال نائب اليسار الراديكالي مانويل بومبار: “كذب جزء من الشرطة لمحاولة التستر على هذا العمل”.

من جهتهم، تحدث ممثلون عن التجمع الوطني اليميني المتطرف عن “مأساة”، مطالبين باحترام “فترة التحقيق” بالإضافة إلى “قرينة البراءة”.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مليك الجزائري:

    اذن الشرطة كذبت و حاو لت التنصل من المسؤولية بعد ان حاولت الصاق تهمة الدهس بالضحية الذي هو قاصر بحكم عمره …هذه فرنسا التي يتشدق بها البعض.. عنصرية مقيتة اتجاه العرب و المسلمين و الافارقة..لنرى حقوق الانسان في هذه الدولة التي تسمى بلد الحريات زورا و التي تحتضن حركات ارهابية في اراضيها على راسها حركة الماك

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    إنها العنصرية الفرنسية الكارهة للمسلمين !
    لو كان فرنسي الأصل , ما تم قتله !!
    و لا حول و لا قوة الا بالله

  3. يقول Hamid:

    ماذا لو امتتلت للشرطۃ ولم تهرب ? قلت تربیۃ زاٸذ حریۃ مطلقۃ مع منع الآباے ضرب أبناٸهم لتربیتهم هذه هي النتیجۃ ! مراهق یسوق سیارۃ ریاضیۃ ذون رخصۃ قیاذۃ وفی ممر الحافلات ! أعیش فی فرنسا وأری سلوك الشباب العرب المتهور والمستفز ! عموما رحم الله الشاب المراهق والله یهذي شبابنا ولا حول ولا قوۃ الا بالله

  4. يقول ام الحسن:

    انا اعيش بفرنسا منذ اكثر من عشرين سنة . توقفوا عن اتهامهم بالعنصرية. فلنغير سلوكها أولا. ثم هل من الحضارة والإسلام وحقوق الإنسان أن تحرق سيارتي كما يفعل أولادنا اليوم.. الشاب يسوق بدون رخصة وهو لايزال قاصر والسيارة غالية الثمن مستحيل ان يمتلكها شخص بسنه وان اشتغل ليل نهار. ثم يرفض امر التفتيش ماذا لو كان عندنا ؟

    1. يقول عبد الكافي:

      ام محسن . لو تعتبرين ان العنصرية ليست موجودة انت لا ترين ما يحصل و الشرطي الذي قال ” ارجعي الى افريقيا ” المراة التي كانت تخاطبه كان يمزح معها . اعيش في فرنسا منذ ٣٥ سنة و اعرف جيدا ان العنصرية تتكالب على الاقليات. كفانا انحناء

    2. يقول عماد:

      هذا لا يبرر القتل عمدا .

    3. يقول ام الحسن:

      لم أقل لا توجد عنصرية لكن اغلبها بسببها. رجاء قلت اغلبها. والله لوترى تصرفات اغلب العرب لشعرت بالرغبة في التقيأ. لا اخلاق ولا ملة ولا دين و…..
      من أجل المعاونات تلد النساء العربيات كالارانب. اغب الأمهات لا يعرفن ما يفعل أولادها بالخارج
      المهم هذا النوع من الشرطة معروفين بالصرامة.

  5. يقول Bugatti:

    شيء رهيب للنازيون الجدد.

  6. يقول علي بن داود:

    يد خارجيه و فرنسا مستدفه …

  7. يقول عيسى الجزائري:

    قيل أنه من أصول جزائرية!، هل في الأمر أمر ما لتعكير الجو أكثر بين فرنسا والجزائر؟، وهل مخالفة القانون في فرنسا، بلد الحرية والمساواة؟، تستدعي القتل المباشر؟، ماذا لو صوب الشرطي رصاصته نحو عجلة السيارة بدل صدر الفتى؟؟؟، أم ذاك التصويب يعبر عما يختلج في صدره إتجاه الاقليات هناك؟.
    الجاليات هناك، إذا عرفت الدول المغاربية معا كيف تستغلها لصالحها لغيرت عدة موازين سياسية هناك!.

  8. يقول خاوا خاوا:

    الشعب المغربي والجزائري لحمة واحدة بفرنسا لا ولن يفترقا أبدا. الكل يقاوم هذا الوغد الفرنسي العنصري…

  9. يقول Noury UK:

    السياقة بدون رخصة للمراهقين ضاهرة عالمية والتعامل معها لا يكون بالسلاح والعنف إلا في فرنسا العنصرية. من يدافع على فرنسا فهو جاهل بما يجري خارجها وفي العالم حوله. أناس كثر من أصل مسلم هاجروا من فرنسا إلى دولا أكثر تسامح منها بريطانيا أو كندا مثلا

اشترك في قائمتنا البريدية