إسطنبول- “القدس العربي”:
يسابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزمن من أجل افتتاح عدد كبير من المشاريع الاستراتيجية الضخمة والمهمة التي عمل عليها طوال السنوات الماضية، من أجل تعزيز حظوظه في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 14 مايو/ أيار، وتوصف بأنها أهم وأصعب انتخابات تشهدها البلاد منذ عقود.
إلا أن هذه المشاريع التي كلفت خزينة الدولة عشرات مليارات الدولارات، وعلى الرغم من أنها تنال إعجاب شريحة واسعة من الأتراك، إلا أنها تبدو غير مقنعة لشريحة ليست صغيرة من الناخبين الذين يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة بفعل غلاء المعيشة الذي وصل إلى مستويات مرتفعة جداً، في ظل الارتفاع غير المسبوق في أسعار إيجارات المنازل والمحروقات والسلع الأساسية على اختلافها.
وخلال الأيام الماضية، افتتح أردوغان عددا كبيرا من المشاريع الضخمة التي كان يجري عليها العمل منذ سنوات، بينما يستعد لافتتاح عدد آخر من المشاريع التي يمكن اعتبارها من الأضخم في تاريخ في البلاد خلال الأيام المقبلة، حيث يسابق الزمن لإكمال افتتاحها قبيل موعد الانتخابات، وسط تنافس غير مسبوق مع زعيم المعارضة ومرشحها الموحد كمال كليتشدار أوغلو، الذي يمتلك حظوظاً متقاربة مع أردوغان للفوز.
وافتتح أردوغان عددا من مشاريع المواصلات الكبيرة، ومنها خط مترو مهم في إسطنبول، يصل إلى المطار الجديد ويعبر أجزاء مهمة من المدينة، ولاحقاً افتتح مترو آخر يمر عبر أحياء مختلفة في غرب المدينة، إلى جانب خط مترو جديد في العاصمة أنقرة، كما افتتح عددا من المشاريع الطبية على رأسها مدينة طبية كبيرة في ولاية كوجالي ضمن مشروع “مشافي المدن” الذي يهدف لبناء مدن طبية ضخمة في كافة المحافظات الكبرى بالبلاد.
وعقب البدء رسمياً ببيع وتسليم السيارة الوطنية التركية “توغ” إلى المواطنين، والتي تعتبر أول سيارة كهربائية وطنية، شارك أردوغان في إطلاق قمر صناعي تركي جديد إلى الفضاء، وأعلن إدخال أول حاملة طائرات مسيّرة تركية الخدمة، وتسليمها إلى الجيش لتكون أول حاملة طائرات يمتلكها الجيش التركي، وأول حاملة للطائرات المسيرة في العالم بحسب أردوغان، الذي وعد أيضا ببناء واحدة جديدة أكبر منها بثلاثة أضعاف.
وعقب أيام، يُتوقع أن يشارك أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين -سيشارك عبر اتصال فيديو- في إيصال الوقود النووي لمحطة “أق قويو” النووية، والتي تعتبر أول محطة نووية تركية لتوليد الطاقة. وقبيل ذلك، سيشارك أردوغان في احتفالية بمناسبة البدء باستخراج الغاز الطبيعي المكتشف في البحر الأسود إلى اليابس التركي، في حين أعلن رئيس هيئة الغاز الوطنية، أن غاز البحر الأسود سيبدأ الوصول لمنازل المواطنين قبيل منتصف الشهر المقبل، أي قبيل موعد الانتخابات.
هذه المشاريع وغيرها التي يعمل أردوغان ليل نهار من أجل افتتاحها قبيل موعد الانتخابات، يحاول من خلالها الرئيس التركي تعزيز فرصه بالفوز في الانتخابات باعتبارها المادة الأساسية لحملته الانتخابية، والتي يقول من خلالها للناخبين إنه يفي بكافة وعوده التي قدمها للمواطنين في السابق، ونجح في مشاريع وطنية استراتيجية كبيرة، مقدماً حزمة جديدة من الوعود الضخمة، ووعد بتطبيقها في حال فوزه بالانتخابات المقبلة.
لكن وعلى الرغم من أن هذه المشاريع تلقى استحساناً من قبل شريحة واسعة من المواطنين، إلا أن شرائح أخرى لا تجدها كافية من أجل الاقتناع بالتصويت لأردوغان الذي يمكث في الحكم منذ 20 عاماً، ويسعى للبقاء لخمس سنوات أخرى، وسط تقديرات مختلفة تصب معظمها في أنها مشاريع غير عاجلة وغير ضرورية، وتستنزف موار الدولة، وسط آراء تقول إن المواطنين الذين يعانون ظروفاً اقتصادية استثنائية هم أولى بالدعم في هذه المرحلة من “إهدار” المليارات على هذه المشاريع التي لا يرون لها انعكاسا حقيقيا على حياتهم.
ويذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، بتوجيه اتهامات للحكومة التركية بتوسيع هذه المشاريع من أجل توزيعها على المتعهدين ورجال الأعمال المقربين من الحزب الحاكم وبتكاليف “مضخّمة” وغير واقعية، وذلك من أجل الحفاظ على ولائهم، لافتين إلى أن كثير من هذه المشاريع يمكن بناؤها بأقل من نصف التكلفة المعلنة، في حلقة من الاتهامات تطال معظم المشاريع، والتي نفتها الحكومة على الدوام.
وعندما أعلنت الشركة التركية المصنعة للسيارة الوطنية عن أسعارها التي فاقت أرخصها المليون ليرة تركية (50 ألف دولار)، تساءل مواطنون عن الإضافة التي يشكلها هذا المشروع لمواطن يعاني من ظروف اقتصادية صعبة، ويجد صعوبة بالغة في تأمين احتياجاته الأساسية نتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار، حيث وصل مستوى التضخم رسمياً إلى 80 بالمئة. في حين تقول المعارضة إن التضخم الحقيقي وصل إلى ضعف الرقم أي ما يقارب 160 بالمئة.
ورغم أن شريحة أخرى حتى من ذوي الدخل المحدود ترى في هذه المشاريع قوة للدولة، ودليلا قاطعا على أن أردوغان هو القادر على الوفاء بوعوده والارتقاء بتركيا وقوتها ومكانتها، إلا أن الارتفاع الكبير في الأسعار الذي ضرب معظم القطاعات وأصعبها القطاع العقاري، حيث ارتفعت أسعار إيجارات المنازل بواقع الضعفين في كثير من المناطق، هو متغير يدفع كثيرين للمطالبة بمشاريع تنعكس بشكل مباشر على حياتهم وتخفف من أعباء المعيشة عليهم.
وعلى عكس خطاب أردوغان، يركز منافسه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو على إبراز غلاء الأسعار، ويتحدث بشكل دوري عن ارتفاع أسعار الخضار والفواكه والسلع الأساسية والعقارات، ويقدم وعوداً بتخفيض أسعار البصل ووقف بيع العقارات للأجانب لخفض أسعارها للمواطنين، وتخفيض الضرائب على الأجهزة الإلكترونية للشباب وغيرها من الوعود التي تلامس الظروف الاقتصادية للشباب وذوي الدخل المحدود.
وما بين وعود أردوغان “الاستراتيجية” ووعود المعارضة “الاقتصادية”، تتداخل الكثير من الحسابات لفهم توجهات الناخبين الأتراك المنقسمين عرقياً ومذهبياً وسياسياً وأيديولوجياً. وهو ما يجعل من الاقتصاد محركا مهما، ولكنه ليس الوحيد الذي يلعب دوراً حاسماً في قرار الناخب التركي، ومع تقارب حظوظ أردوغان وكليتشدار أوغلو، يبدو من المبكر جداً ومن الصعب للغاية، التكهن بالفائز من الآن.
ما شاء الله مشاريع عظيمة وواعدة. كيف بكهل 72 عاما يترشح للرئاسة أن يكون له القدرة على إطلاق مشاريع ضخمة وتحقيق طموحات ذات مستويات اقتصادية اجتماعية عسكرية أعلى؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بصمات اردوغان قوية جدا على الأمة التركية وعلى قناعة الناخب التركي مثل افتتاح خط مترو مهم في إسطنبول، يصل إلى المطار الجديد .و تسليم السيارة الوطنية التركية “توغ” إلى المواطنين، والتي تعتبر أول سيارة كهربائية وطنية،وإطلاق قمر صناعي تركي جديد إلى الفضاء، وإدخال أول حاملة طائرات مسيّرة تركية إلى الجيش.
كليتشدار أوغلو غير مؤهل بحكم ضعف شخصيته و انحدار ضبط تصوراته.بالتأكيدتوجد أخطاء لأردوغان لكن استمرار رئاسته ستجعله يتلافاها بحكم الخبرة الكافية التي لا نظير لها
كقاريء متابع؛ مقتنع بفوز أردوغان الرئيس رغم التنافس الشرس…لكن السؤال الأهمّ: ماذا سيقدّم أردوغان للمستقبل القريب للشعب التركيّ؟ هل لا يزال فياض؛ أم وصل إلى الثرمودور والجفاف؟ عليه الاهتمام بالمرأة؛ فظهور المرأة معه الآن بكثرة؛ سيمنح صورته المزيد من الألق والتجدد.ليكثر من زيارته للجامعات بشكل خاصّ ومتعمّد.
صحيح جدا جدا ✅✅✅???
معظم هذه المشاريع لا تمس حياة ومصالح الطبقة
الفقيرة من الشعب التركي وتوزيعها غير متوازن مثلاً
جنوب شرق تركيا حيث الغالبيه الكردية لازالت تفتقر
الى الكثير من متطلبات الحياة والبطالة فيها كبيرة
ولاسيما بين الشباب،العلويين كذلك يعانون في مجالات
متعددة ،اضف الى ذلك تدهور قيمة العملة التركية
مقابل العملات الاجنبية وارتفاع الاسعار ،في 2012
كان100$يساوي 2ليره تركية،في 2018اصبح كل100$يساوي6ليره تركيه،اليوم 100$تقريباً يساوي
20. ل ت..هذا التراجع في قيمة الليرة ألقى بظلاله
على الطبقة العامة من الاتراك.اذن التغيير مطلوب.