غوتيريش مخاطبا القمة العربية في المنامة: امضوا قدما وليس لكم إلا الاتحاد لتكونوا أكثر تأثيراً

عبد الحميد صيام
حجم الخط
7

الأمم المتحدة- “القدس العربي”:

بدعوة من رئاسة مؤتمر القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين المنعقدة في المنامة عاصمة البحرين، ألقى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كلمة في الجلسة الافتتاحية حض فيها القادة العرب على الوحدة واستغلال الإمكانيات الهائلة التي يملكها العالم العربي للتأثير على مجريات الأحداث العالمية.

وقال غوتيريش: “هناك شرط أساسي واحد للنجاح في عالم اليوم ألا وهو الاتحاد، لقد أظهر التاريخ مراراً وتكراراً أن الانقسامات تسمح للأطراف الخارجية بالتدخل، مما يغذي الصراعات، ويؤجج التوترات الطائفية، ومن ثم يشعل فتيل الإرهاب ولو بغير قصد، وهذه عقبات تحول دون تحقيق التنمية السلمية وتعيقكم عن ضمان رفاه شعوبكم. إن التغلب على هذه العقبات يتطلب كسر الحلقة المفرغة من الانقسام والتلاعب الأجنبي ــ والمضي قدما معا لبناء مستقبل أكثر سلاما وازدهارا لشعوب المنطقة العربية وخارجها”.

واستذكر الأمين العام أيام كانت قرطبة مركز الثقافة والحضارة في شبه الجزيرة الإيبيرية وكانت بغداد مركز الثقافة العالمية لحضارة تمتد من حدود الصين إلى ساحل المحيط الأطلسي، لكن العالم تغير وتحولت مراكز الثقافة والتكنولوجيا والقوة العسكرية وخضع العالم العربي إلى الاستعمار، واستغرق عقوداً من النضال من أجل التحرير وخاض حروباً دموية في بعض الأحيان وترافقت في كثير من الأحيان فترات طويلة من الاستغلال ــ وإرث من الخطوط المرسومة بشكل تعسفي على الرمال، “لكن اليوم، مرة أخرى، يتغير العالم وأرى في المنطقة العربية إمكانات: لديكم الموارد، لديكم الثقافة، ولديكم البشر”.

وتطرق الأمين العام لما يجري من مآسٍ في غزة تنفطر لها القلوب. “إن الحرب في غزة هي جرح مفتوح قد يتسبب بعدوى في جسد المنطقة بأكملها”. وقال إن النزاع في غزة بمعدله وسرعته “هو الأكثر فتكا من بين كل ما شهدته من نزاعات في عهدي كأمين عام بالنسبة للمدنيين وعمال الإغاثة والصحافيين وزملائنا في الأمم المتحدة. وبطبيعة الحال، لا شيء يمكن أن يبرر الهجمات الإرهابية البغيضة التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وأكرر دعوتي للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. ولا يمكن كذلك تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. بيد أن الخسائر في صفوف المدنيين لا تزال تتصاعد. لقد مُحت عائلات بأكملها، وأصيب أطفال بصدمات نفسية ولحق بهم أذى سيرافقهم مدى الحياة.  ويحرم الناس من أبسط المقومات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. فهناك مجاعة تلوح في الأفق. وأي اعتداء على رفح أمر غير مقبول، ومن شأنه أن يسبب موجة أخرى من الألم والبؤس بينما نحن في حاجة إلى زيادة المساعدات المنقذة للأرواح. لقد حان الوقت لإعلان وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء قطاع غزة”.

ودعا الأمين العام القادة العرب إلى دعم وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وزيادة تمويلها لأنها تظل العمود الفقري لعمليات الأمم المتحدة في غزة وشريان الحياة للاجئي فلسطين في جميع أنحاء المنطقة.

كما أعرب غوتيريش عن قلقه للتوترات في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مع ارتفاع كبير في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، وعنف المستوطنين، والاستخدام المفرط في استخدام القوة من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية، وعمليات الهدم والإخلاء.

وقال: “إن الطريقة الدائمة الوحيدة لإنهاء دائرة العنف وعدم الاستقرار هي من خلال حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، وتكون القدس عاصمة للدولتين. يجب الحفاظ على الطابع الديموغرافي والتاريخي لمدينة القدس، ويجب الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة، بما يتماشى مع الدور الخاص الذي تلعبه المملكة الأردنية الهاشمية”.

وأشار الأمين العام إلى عدد من القضايا العربية مبتدئا بالسودان، حيث أدت الحرب إلى تدمير وتشريد نصف سكان البلاد بعد مرور عام على القتال، حيث قُتل الآلاف، وبات خطر المجاعة يهدد 18 مليونًا. “إنني أحث المجتمع الدولي على تكثيف جهوده من أجل السلام، وأدعو الأطراف المتحاربة إلى الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وينبغي أن تتبع ذلك عملية سياسية تشمل مجموعات النساء والشباب وأتعهد بالدعم الكامل من الأمم المتحدة”.

ودعا غوتيريش إلى حماية العملية السياسية في كل من ليبيا واليمن. وعن سوريا قال الأمين العام: “بوصفي المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فقد شهدت الكرم الهائل للشعب السوري. يؤلمني أن أرى سوريا الآن تعاني من الكثير من المعاناة وتحتل أجزاء من أراضيها العديد من الجهات الفاعلة الخارجية المعنية.  وإنني أدعو جميع السوريين إلى الاجتماع معًا بروح تصالحية والاحتفاء بالتنوع الثري للشعب السوري واحترام حقوق الإنسان الواجبة للناس كافة”.

ودعا الأمين العام إلى إجراء إصلاحات عميقة للنظام العالمي المتعدد الأطراف – بدءًا من مجلس الأمن إلى الهيكل المالي الدولي ليصبح عالمي الطابع بحق ويكون ممثلا للواقع المعاش هذا العصر. كما دعا القادة العرب إلى المشاركة في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سيعقد في أيلول/ سبتمبر المقبل والذي سيشكل فرصة ثمينة لتوليد زخم نحو إقامة نظام تعددية الأطراف ويكون أكثر اتساما بالترابط الشبكي والشمول.

واختتم الأمين العام كلمته مخاطبا القادة العرب قائلا: “ما من وقت أفضل من هذه اللحظة كي تقف المنطقة العربية صفا واحدا. فمن شأن الاتحاد والتضامن على كامل نطاق العالم العربي إسماع صوت منطقتكم ذات الأهمية الحيوية بمزيد من القوة وتعزيز تأثيركم في الساحة الدولية.  ويمكنها أن تساعد هذه المنطقة على تحقيق السلام، وتعظيم الاستفادة من إمكاناتها الهائلة والمساهمة بشكل أكبر في تحقيق ما فيه خير للعالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صــالــــــح قـــــــــــــــــــريــــــــــــــرة:

    شـــــــــــكرا لك سيدي الامين العام ..لقد كانت مواقفك منذ بداية العدوان على غـزة أكثر صدقا و أكثر تعبيرا عن الالم و الغضب من أي مسؤول سواء عربي او اسلامي و مواقفك تشرّف ..بينما نذكر رابطة العالم الاسلامي و الجامعة العربية فترد الى اذهاننا عجزهم و صمتهم المطبق فلا فائدة بيها و لا فيهما ..

  2. يقول ابن آكسيل:

    ههها ……! نجوم السماء اقرب من ان يتحد هؤلاء ……! و الله اضحكني السيد غوتيريش ……!

  3. يقول حسين أحمد جباره:

    بعد هذا الكلام الرنان..هل من مجيب..هل من مدكر..متفكر…متأمل ، متعقل ، متفكر…الا يوجد فيكم رجل رشيد.وهنا أقول اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي..والباقي عندكم..وسلامتك وتعيش دكتورنا الغالي..

    1. يقول عبدالحق عبدالجبار:

      اخي العزيز اقرأ كلام الحق الرحيم العالم حتي تعرف الكلام الرنان … اما هذا فكلام سياسة حبيته ليس إلا

  4. يقول عبدالحق عبدالجبار:

    كيف يتحد العرب وعلي روؤسهم هؤلاء والجامعة المتشرتعة لقد قال المولي عز وجل واتحدوا ولم يفهموها فكيف يفهموها من هذا

  5. يقول Issam:

    ألإ تحاد!!! يا لها من كلمة محبطة ومخيبة للآمال. فإذا أصبحنا جسما واحدا لن يستطيع أولياء نعمتنا مضغنا بسهولة وهم المساكين تعودوا على هذا رغم أنهم لايرضون لنا الجميل، ولكن نحن في استقرار غير مستقر وهذا أفضل.

  6. يقول جدعان المراقطة:

    فطرتك وقلبك الطيب وعرفانك في محله للأمة عندما كانت مستقلة نزيهة؟

اشترك في قائمتنا البريدية