أوضحت وفصّلت في مقالات عديدة في «القدس العربي» وعلى منصات أخرى، خطورة غياب مشروع عربي جامع- لأكبر كتلة جغرافية وبشرية فيما يسمى بأدبيات الغرب، منطقة الشرق الأوسط أو الشرق الأدنى وشمال أفريقيا-لذلك بسبب غياب توازن القوى وغياب الردع المتبادل، تشهد منطقتنا ونظامنا العربي حقب صراعات وحروب، تشجع الأطراف الأخرى وخاصة إسرائيل بالتمادي والعدوان على سيادة الدول واستباحة دماء مواطنيها.
إسرائيل أكبر مهدد لأمن واستقرار منطقتنا، وكذلك إيران بمشروعها التوسعي الطائفي والتفاخر بتهديد الأمن القومي العربي. وتركيا بمشروعها المعادي بقوة لإقامة دولة كردية على حدودها الجنوبية والشرقية، واعتداءاتها المتكررة على مناطق كردية في سوريا وفي كردستان العراق.
لم ينجح العرب منذ قيام النظام العربي وتشكيل الجامعة العربية وإطلاق ما يعرف معاهدة الدفاع العربي المشترك وإنشاء مجلس الدفاع العربي المشترك عام 1950- بالتحول لرقم صعب بجمع أوراق ومصادر القوة المتعددة بحجم الثروات والقدرات وخزان بشري وإنفاق عسكري، يعد من الأعلى في العالم نسبة لمجمل الناتج العام، بتشكيل مشروع رادع- يتصدى للمشاريع الإقليمية غير العربية ويقلص الاعتماد على الحماية والأمن المستورد وخاصة الأمريكي، بينما تبقى التبعية العربية واعتمادها على الحماية والتسلح الغربي والشرقي وخاصة الأمريكي.
نجحت الدول الإقليمية غير العربية بالتدخل بشؤون الدول العربية وخرق السيادة وتهديد الأمن الفردي والقومي العربي، والتحكم بقرار الحرب والسلم والتصعيد والتهدئة في المنطقة، برغم الفارق بحجمها جغرافيا وديموغرافيا بمساحة 14 مليون كلم2 و500 مليون عربي وقدرات ومصادر طبيعية وأموال وموقع وبحار ومضائق حيوية، والتحكم بأهم شرايين النقل البحري ومضائق طبيعية تشكل عصب النقل البحري للمواد الأولية وطاقة ـ نفط وغاز وأمن الطاقة ما يؤثر إيجابا أو سلبا على الاقتصاد العالمي.
والراهن اليوم أننا نشهد صعود وتنامي حضور مشاريع إقليمية تسعى لفرض أجندتها ومصالحها على حساب مصالحنا وأمننا ورخائنا. ومع ذلك لا يبدو أن هناك قرارا عربيا جامعا اتخذ للعمل على بلورة مشروع عربي جامع يتصدى ويوازي ويمنع ويردع تلك المشاريع المتنامية.
يبقى الطرف العربي برغم وفرة أوراق ومصادر القوة الطرف الأقل تأثيراً في معادلات التوزان الإقليمي. ولن يتغير الواقع، إلا بوجود مشروع عربي يوازن ويردع
وعلى رأسها المشروع الإسرائيلي التوسعي بالقوة العسكرية المفرطة- والتي وصلت بالعربدة واستباحة سيادة وأمن واستقرار ثلث الدول العربية. بدءا من احتلال فلسطين ودفع قيادات منظمة التحرير منذ أوسلو قبل 33 عاما للتفاوض على 22 في المئة أو خُمس أرض فلسطين التاريخية-ومع ذلك حتى ذلك الجزء-يهودا والسامرة حسب المسمى التلمودي تنازع الفلسطينيين عليه في الضفة الغربية والقدس المحتلة- بتهويد وتعد صهيوني صارخ وصل لاقتحامات متكررة للمسجد الأقصى ومطالبات إيتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي المتطرف الذي يقيم بمستوطنة غير شرعية للمطالبة بإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى في استفزاز لملياري مسلم حول العالم.
مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لحرب الإبادة على غزة- تمددت الحرب بحملات التنكيل والقتل وتدمير البنى التحتية، لتصل إلى الضفة الغربية في تكرار لسيناريو غزة الدموي، مع استعار وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية حتى ببؤر استيطانية غير شرعية وإطلاق قطعان المستوطنين بحماية الشرطة والأمن ليعيثوا تدميرا وحرقا ونهبا باعتداءاتهم على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومزارعهم وممتلكاتهم في الضفة الغربية، وترويج الترحيل الطوعي للفلسطينيين من غزة وحتى الضفة الغربية. ما دفع الأردن للتحذير من أن ذلك سيكون بمثابة إعلان حرب. وطبعا الهدف واضح هو تصفية القضية الفلسطينية على يد الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا وتعنتا بتاريخ الاحتلال.
يضاف لذلك عدوان واستباحة إسرائيل المتكررة لسيادة الدول العربية وصل الأمر خلال الأعوام الماضية إلى الاعتداء وقتل مواطنين عرب في فلسطين المحتلة، ولبنان وسوريا ومصر والأردن واليمن- لتقتل في يوم واحد عشرات الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا!! حتى صار استباحة الدم العربي وسيادة دول عربية عملاً روتينيا مكررا.
ولا يقل المشروع الإيراني التوسعي الطائفي الذي يوظف القضية الفلسطينية ودعم تنظيمات وفصائل مسلحة في دول عربية لتتحكم فصائل مسلحة بقرار دولها وتملك قدرات أكبر وأقوى من قدرات قوات الدول المسلحة وتتحكم بقرار السلم والحرب والمقاومة. كما نشهد بحالة حزب الله في لبنان والفصائل المسلحة والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن. ووصل الأمر لتنقلب على الأنظمة الحاكمة كحال أنصار الله «الحوثيون» في اليمن الذين مضى عقد كامل على انقلابهم وسيطرتهم على مقاليد الحكم في اليمن- وصولا لقيادة السعودية تحالفا عربيا ضد الحوثيين عام 2015 لاستعادة الشرعية. وصولاً لمواجهات مفتوحة بين الحوثيين والتحالف الأمريكي-البريطاني منذ «طوفان الأقصى»-وشبه إغلاق البحر الأحمر أمام السفن وناقلات النفط الإسرائيلية والمتحالفة مع العدوان الإسرائيلي.
كما تفاخر إيران بعد الاتفاق النووي مع القوى الكبرى برئاسة أوباما، بسيطرتها على أربع عواصم عربية (بغداد-دمشق-بيروت-وصنعاء) والتدخل ونشر خلايا إرهابية أكبرها اكتشفت في الكويت بعد شهر من توقيع الاتفاق النووي عام 2015. ودعم قمع نظام الأسد ضد شعبه في انتفاضته على نظامه في انتفاضات حقبة «الربيع العربي». وبلغ التصعيد قمته بمواجهة إسرائيل، وقصف إيراني غير مسبوق بصواريخ ومسيرات إيرانية على إسرائيل فوق الأجواء العربية. بينما بقي العرب أنظمة وشعوبا متفرجين ومتضررين.
وأصبح الدور العربي اليوم التوسط ونقل رسائل بين الأمريكيين والإيرانيين وإسرائيل وحماس لخفض التصعيد وتردي الأوضاع-بعد اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران، وبانتظار الرد الانتقامي الإيراني ضد إسرائيل.
وهكذا يبقى الطرف العربي برغم وفرة أوراق ومصادر القوة الطرف الأقل تأثيراً في معادلات التوزان الإقليمي. ولن يتغير الواقع، إلا بوجود مشروع عربي يوازن ويردع!
استاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت
الإنتماء العربي ليس معني . كيف لدول شمال افريقيا ان تدفع الثمن عن العرب الذين تحالفوا ضد العراق و تدميره.
المضحك المبكي هو التحالف ضد اليمن و حصار قطر.
ليس للعرب مشروع لأن زعمائنا مجرد بيادق وعملاء موضفين يخدمون مشاريع الغرب
آلسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. غياب مشروع عربي رداع… واستباحة السيادة والدم العربي. إلى د. عبد الله خليفة تحية من قلب رجل حزين على ما وصل اليه حال العالم العربي تسلم وتسلم الأيدي التي كتبت هذا المقال يجب ان يدرس لشباب هذه الامة العربية يجب توعية شباب هذه الامة لما نحن فيه في جميع تعليقاتي على القدس العربي اذكر إذا لم تتحد هذه الامة قبل فوات الأوان -عليها السلام- تم احتلال فلسطين بمؤامرة من 76 عاما ومن 1948 المنطقة في استنزاف وحروب شديدة القسوة العالم تكاتل علينا دون رحمة ولأن يشبع من نهب ما نملك المنطقة 76 عاما من سوء إلى اسوء وقتل الشعب الفلسطيني اصبح مستباحا امام العالم العربي وامام الغرب المنافق وأمريكا صاحبت تمثال الحرية وحقوق الأنسان. وشكرا
المصيبة الكبرى ليس ضعف العرب، بل تحالفهم ضد بعضهم.
السعودية وبطلب أمريكي انفقت ملايين الدولارات لدعم كيان انفصالي كردي في شمال شرق سورية نكاية في تركيا. مع ان غالب سكان الجزيرة السورية (شمال شرق سورية) هم عرب.
اي ان السعودية دعمت الأكراد ضد العرب، ودعمت مشروع انفصالي في بلد عربي.
الإمارات دعمت انفصال الأكراد في شمال العراق!
هذا هو حال العرب
طبعا لا حاجة للحديث عن فلسطين
فالكلام يوجع القلب.
هل ما زال احد يؤمن بهذه الأيدولوجيا؟ لا يوجد مشروع عربي من الاساس، و لا احد يريد يضع مصير بلده في يد شخص غير أبناء وطنه. فليهتم كل انسان بما هو اقرب له، بيته و مجتمعه و وطنه.
اغلبية حكام العرب عملاء للدول الاستعمارية –هم اسود واشداء علي شعوبهم وينكلوا بهم ويفقرون شعوبهم رغم غناء البلاد–ويعطون الاعداء الاموال وخيرات البلاد والجزية لعدو الله وعدو امتنا–والان واجب علي الشعب العربي ان يحرر نفسه وبلاده من الطواغيت المجرمين وان لم يفل فجزاؤه كما يري ويشاهد