فراس الأسد ولعبة تشتيت الانتباه

أريد أن أنوه إلى أنه لا يحق لي ولا بشكل من الأشكال الحكم على صدق مشاعر فـراس الأسد تجاه الثورة السورية والشعب السوري، فهذا موضوع شخصي بحت بينه وبين ضميره… وهو بـالتـالي ليس له فضـل في ذلـك، لأن مصلحـته الشخـصية -بمعزل عن الأسـباب العائلـية- قد تتطـلب ذلك!
ما أثار حفيظتي هو الترويج من قبل بعض الناشطين والمثقفين السوريين، على مواقع التواصل الاجتماعي، لبعض ذكرياته عن العائلة عندما كان طفلاً (لا قيمة لها قانونا)، وخطابات عتاب موجهة لأخيه، تناول من خلالها حزنه على مئات الآلاف من ضحايا الطائفة العلوية، التي تم زجها لذبح السوريين، لم يستثن منها النساء والأطفال، وتدمير مدنهم وقراهم ونهب ممتلكاتهم وإتلاف محاصيلهم وقتل ماشيتهم.
واعتباره ظاهرة استثنائية خارقة، ستعيد الحرية والاستقرار والعدالة والأمان والحقوق للشعب السوري…
أي مجرد كلام لا يلزمه أو يلزم أي فرد من أفراد عائلته في شيء…!
هل سمع أحدكم -على سبيل المثال- باعتذار صريح ومباشر للشعب السوري من قبله، عبر إعلان رسمي أمام وسائل الإعلام عن فك ارتباطه بالعائلة، وبراءته من دم السوريين، والتزامه بمساعدتهم على تحقيق العدالة القانونية لهم، واستعادة الأموال المنهوبة من قبل عائلته (بما فيها شهادته أمام المحاكم الدولية)، وتعهده بعدم الاقتراب من السلطة والحكم؟
يبقى أن أشير أن كل هذه الزوبعة التي أثارها… هي محاولة يائسة لتشتيت الانتباه عن الجريمة البشعة التي حصلت ولازالت تحصل للشعب السوري (وهو أسلوب برع فيه اليهود)، وذلك للحصول على الشعور بالأمان -وهو ما كان ينقصه في مشروعه- من جهة الشعب المظلوم الذي طالب بالقصاص ممن كان سببًا في الغبن الذي أصابه، وعلى رأسها عائلته…
وقد أمن البعض (ما شاء الله عليهم) كل هذا على طبق من ذهب… وبدون مقابل، بل أخذوا على أنفسهم الدفاع عنه ضد كل من تسول له نفسه انتقاده…!
بالرغم أنني لم أطالب سوى بدليل حسن نية… أي فعل ما حتى نقف إلى جانبه وندافع عنه ونحميه…
ولكن وللأسف فقد تم الاختراق… ونجح في تأمين ما يلزمه من غطاء للدفاع عنه، وجعله منقذًا وبطلاً… وفيما بعد مرشحًا مقبولاً من طائفته، ومن الشعب السوري المكلوم اليتيم، ليقود مرحلة بناء سوريا المستقبل!
فليهنأ من ساهم بذلك… فهي ليست المرة الأولى التي يطعن الشعب السوري بالظهر، ومن أقرب المقربين إليه (مثقفيه وناشطيه ممن أولاهم ثقته بهم، لقيادة معركته أمام الرأي العام)
أخيرًا… ولإثبات حسن نوياه وصدق سريرته، وحتى يزيل الشك باليقين… فأنا أطالبه:
1- أن يقف موقف الرجل الشجاع الذي أراده، ويعقد مؤتمرًا صحافيًا، من حيث يقيم في سويسرا (يدعو إليه جميع وسائل الإعلام)، يعتذر من خلاله عن ماضيه، ويعلن فيه فك ارتباطه بالكامل من عائلته، وبراءته من جميع الأعمال التي ارتكبتها بحق الشعب السوري بجميع مكوناته.
2- العمل بصدق ودون مواربة أو مناورة على تحقيق العدالة القانونية لهم، والتعويض عن خسارتهم، من خلال شهادته أمام المـحاكم الدوليــة.
3- الكشف عن مصادر رزقه، والتعهد بإعادة أي مال لم يكسبه من عرق جبينه، إلى خزينة الدولة السورية بعد الاستقلال.
وسأكون أول الداعمين له والمساندين له، في معركته ضد الظلم والفقر والمرض والجهل، وصولاً للاستقلال…
دون ذلك… تبقى مغامراته الفيسبوكية، مجرد زوبعة في فنجان، وذرًا للرماد في العيون… عبارة عن أضغاث أحلام، لا بد ان يستفيق منها من غرق فيها والسلام.

أديب وكاتب صحافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية