فرضية أن “الجزائر الهدف التالي بعد إيران”.. هيئة رسمية تدعو لتجنب الخطاب الإعلامي التضليلي وتتحدث عن حروب رقمية تستهدف البلاد

حجم الخط
30

الجزائر- “القدس العربي”:

حذرت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي- البصري في الجزائر، وسائلَ الإعلام من اجترار خطاب إعلامي مضلل يندرج ضمن “حملات التشويش والأوهام الدعائية”. وجاء هذا التنبيه في سياق طرح بعض المواقع والمحللين، لفرضيات وتحليلات تتحدث عن أن الجزائر هي الهدف التالي لإسرائيل بعد إيران، بناء على تغريدات ناشطين صهاينة معروفين بنبرتهم الدعائية.

وورد في بيان لهذه الهيئة الرسمية التي تعنى بضبط المحتوى الإعلامي، أنه تم رصد تصاعد الخطاب الإعلامي المضلل و”المحمّل بأبعاد تهويلية مشبوهة”، خاصة من خلال عدد من المواقع الإلكترونية، في محاولة لإقحام الجزائر في سيناريوهات مضللة، محذّرة وسائل الإعلام الوطنية من الانسياق وراء “حملات التشويش والأوهام الدعائية”.

وذكرت في هذا الإطار أنه يتم “الترويج لمعطيات زائفة ومضامين مضللة تتناول السياقين الإقليمي والدولي، بإقحام الجزائر في تحليلات وتكهنات غير مؤسسة، من خلال خطاب يندرج بوضوح ضمن أدوات حروب الجيل الرابع والخامس، ويستند إلى تكهنات وأوهام دون أي أساس أو مصدر موثوق”.

وقالت السلطة الوطنية إنها تدين “بشدة هذا النوع من التهويل المفتعل والمغرض”، وتحذر من “الانسياق وراء هذه المضامين المغرضة التي تفتقر لأدنى المعايير المهنية، وتروّج لخطابات تهدد السكينة العامة وتربك الرأي العام الوطني، عبر دعاية موجّهة تخدم أجندات أجنبية معروفة بتوظيف الإشاعة كأداة لإضعاف المعنويات والنيل من الثقة في مؤسسات الدولة وزرع البلبلة بين المواطنين”.

وذكّرت بأن “هذا المحتوى، الذي يفتقر لأبسط قواعد التحري والتحقق، يُعد خرقًا صارخًا للمرسوم التنفيذي رقم 24-250 الذي يحدد أحكام دفتر الشروط العامة المفروضة على خدمات الاتصال السمعي البصري، سيما المادة 5 التي تُلزم خدمة الاتصال السمعي البصري باحترام عدة مبادئ، بينها السيادة الوطنية، الوحدة الوطنية، وحدة التراب الوطني، الأمن والدفاع الوطنيين، النظام العام، وكذا المصالح الاقتصادية والسياسة الخارجية للدولة الجزائرية”.

وإزاء ذلك، أكدت سلطة الضبط على “تطبيق أحكام المادة 34 من القانون 23-20 المنظّم للنشاط السمعي البصري، في حال عدم احترام بنود دفاتر الشروط العامة والخاصة، ما يعرّض متعهدي الاتصال السمعي-البصري إلى متابعة إدارية بموجب أحكام الباب الثامن من هذا القانون”.

وباعتبارها “الهيئة المخوّلة قانونًا لحماية الفضاء الاتصالي السمعي- البصري من الانحرافات”، دعت السلطة كافة مؤسسات السمعي-البصري إلى “التحلي بالمسؤولية واليقظة العالية، والالتزام بالموضوعية والمهنية في تناول مثل هذه القضايا الحساسة، مع الحرص على التحري الدقيق في اختيار محللين سياسيين مشهود لهم بالكفاءة والموضوعية، والامتناع عن استضافة الأصوات غير المؤهلة التي تفتقر إلى الخبرة أو تنزلق في التحليل الانفعالي والمضلل”.

كما أكدت أنها “لن تتردد في اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية وتنظيمية ضد كل مؤسسة يثبت تعمّدها بثّ التهويل الجماعي، وذلك صونًا للوحدة الوطنية، واحترامًا للرأي العام، وضمانًا لمصداقية الإعلام الوطني”، مشددة على أن “الجزائر قوية بمؤسساتها وشعبها، ولن تُخيفها حملات التشويش ولا الأوهام الدعائية”، مع التذكير بأن “الإعلام الوطني سيبقى شريكًا فاعلًا في الدفاع عن الثوابت وفي خدمة الصالح العام”.

ويأتي هذا التدخل من قبل سلطة الضبط، في سياق تفاعل مواقع ووسائل إعلام مع ما نشره بعض الناشطين الصهاينة، خاصة ما كتبه مئير مصري، وهو أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، حيث غرّد في أعقاب العدوان الإسرائيلي على إيران بالقول: “اليوم إيران وغدا الجزائر”، محاولا عقد مقارنة يزعم فيها رعاية إيران والجزائر للإرهاب.

وتبعه في ذلك الإعلامي إيدي كوهين الذي حاول ربط مصير الجزائر بإيران، عبر نشر معلومات كاذبة تدعي تعرض عسكريين جزائريين في إيران لقصف طائرات الكيان الصهيوني، وفق كلامه الذي ظهر في شكل دعاية بدائية تم ترديدها بنفس عناصر الخطاب قبل أشهر في سوريا.

واللافت أن منشورات الناشطين الصهاينة، وجدت ترويجا منقطع النظير لها على مواقع مغربية معروفة، وهو ما أثار ردود فعل في الصحافة الجزائرية، حيث كتبت جريدة الشروق أن بعض العناوين الدائرة في فلك السلطات المغربية “لا تترد في اقتناص تلك المنشورات والاستناد عليها كمصادر في كتابات ومقالات، في محاولة للنيل من الجزائر بسبب مواقفها المبدئية والمشرفة، إزاء العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في آخر تدخل له خلال الاجتماع الحادي والخمسين لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد بمدينة إسطنبول التركية، قد حذر من خطورة العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، واصفاً إياه بأنه “حرب مفتوحة على كافة الاحتمالات التي تهدد المنطقة بكوارث متعددة الأنواع والأبعاد غير محسوبة العواقب”.

كما عبّر عن تضامن الجزائر مع كل الشعوب التي تتعرض لهذه الاعتداءات، داعياً إلى إعادة طرح مسألة الأمن في الشرق الأوسط في أبعادها الشاملة وعلى أسس عادلة لا تميز بين طرف وآخر، مع التشديد على إزالة نظام الحماية الخاص الذي يحظى به الاحتلال الإسرائيلي والذي يؤمنه من كل عقوبة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول المهدي:

    غريزة الخوف والرعب واستشعار الخطر تفوح رائحتها من ردة فعل السلطات الجزائرية … يدعون الإعلام إلى توخي المصداقية قبل نشر الاخبار وهم ينشرون تمثيلية لصديقين مغربيين على التيكتوك على انها فيديو لرجل سلطة في المغرب يتجسس على البيوت التي خالفت تعليمات عدم ذبح اضحية العيد بينما الرجل يمثل الدور رفقة صديقه وتم بثه على انه صحيح وفي القناة الرسمية الجزائرية.. قمة التناقض ..

    1. يقول رمزي:

      الجزائري لا يعرف الخوف يا هذا

    2. يقول فلسطين امانة والتطبيع خيانة:

      الشعب الجزائري لا يقبل الخنوع …عيش بكرامة او موت بعزة

    3. يقول زينو الجزائري:

      كل الجزائريين يعرفون مصدر وهران بعد طهران

    4. يقول سعد المغربي:

      كل الناس أحرار، و كل بلدان العالم لها شهداء، و كل الناس سواسية في الحرية و الخوف ووووو…الفارق فيمن يزايد بالاموات لاهداف سياسوية..و يحصي امواته كخسائر بشرية كانتصار في الحروب

  2. يقول طارق:

    من حرر آخر شبر من ارضه بالدم و جعل الحقيبة و التابوت خيارا للمحتل فلا يداخله خوفهم. تاريخنا حروب فكيف نخشاها.

  3. يقول احمد:

    و لو تضليل الاستعداد واجب و اختيار الاصدقاء و نقل التكنولوجيا العسكرية و لو في اقصى الارض. الصين ..كوريا الشمالية لنا من الاموال لشراء التكنولوجيا و لما لا العلماء واجب وطني.خلق جو المنافسة للابتكار مدارس لصناعات الحربية. التي هي عماد اقتصاد البلدان القوية.كما كانت الجزائر دوما ستكون نهاية المحتل على يد الجزائر انشاءالله

  4. يقول كلمة الحق:

    اكبر ارهاب عالمي تمارسه امريكا ,عن طريق الكيان الصهيوني “السرطاني” المجرم

  5. يقول خالي هاشم:

    في زمن التكنولوجيا العسكرية التي تركز على الضربات الجوية والعمليات الاستخباراتية الدقيقة وعلى القيام بعمليات نوعية من الداخل، لازال البعض يعيش زمن السيف والرمح و البارود والقتال الجسدي ويتدرب برياضة كمال الاجسام لإظهار عضلاته المفتولة التي تذوب وتتبخر امام حرارة الصواريخ..

  6. يقول Ali:

    الجزائر لم و لن تكون بالهدف الثاني بعد إيران. فقط لأن الجزائر ليست بحجم إيران.

  7. يقول امحمد:

    لم ولن تطبع الجزائر ، وتهديدات عملاء الكيان الصهيوني من الصهاينة أنفسهم ومن الدول المطبعة ، خاصة تلك التي تجاهر وتفتخر بمد يد العون للكيان في حربه على غزة أو إيران ، أقول لهم لقد فضحتم أنفسكم وأضحكتم العالم عليكم، لأن دم شعب الجزائر دم حام يغلي كصهارة البركان ن ولن تتردد في التصدي أو مهاجمة أي كان دفاعا على حرمة حدودها .

  8. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    من التالي !!!؟؟؟
    سؤال وجيه، وستجيب عليه الشعوب عندما تسقط أنظمتها المطبعة والخائنة والمتخاذلة.

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية