فرنسا تعيد إحياء قضية التمويل الليبي لحملة ساركوزي وتناقش أبعادا جديدة لزيارة سابقة للقذافي

نسرين‭ ‬سليمان‭
حجم الخط
1

طرابلس – «القدس العربي»:أعيد في فرنسا إحياء قضية ملابسات زيارة الرئيس السابق معمر القذافي إلى البلاد بالتزامن مع متابعة محاكمة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي بعدة تهم، آخرها طلب مكتب المدعي المالي الوطني إحالته إلى محكمة الجنايات في قضية الاشتباه في التمويل الليبي لحملته الرئاسية للعام 2007.
وظهرت مزاعم الفساد ضد الرئيس السابق بعد أن قام المحققون بالتنصت على محادثات بين ساركوزي وهرتزوغ أثناء بحثهم في مزاعم تمويل ليبيا في حملة ساركوزي عام 2007، حيث ناقش الاثنان الاتصال بجيلبرت أزيبرت، قاضي محكمة النقض، لمحاولة الحصول على معلومات حول تحقيق منفصل حول ما إذا كان الرئيس السابق قد تلقى تبرعات من وريثة لوريال ليليان بيتينكور.
وقد أدين ساركوزي لعرضه على القاضي وظيفة رائعة مقابل الحصول على معلومات سرية تتعلق بمحاكمة أخرى كان يواجهها.
وقضت محكمة استئناف في باريس الأربعاء فعلاً بسجن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي 3 سنوات، واحدة منها مع النفاذ بعد إدانته بالفساد واستغلال النفوذ.
كما قررت المحكمة حرمان ساركوزي لثلاث سنوات من حقوقه المدنية مما يجعله غير مؤهل لأي انتخابات، إضافة إلى أن ساركوزي مهدد بمحاكمة أخرى مدوية، إذ طلب مكتب المدعي المالي الوطني الخميس إحالته إلى محكمة الجنايات في قضية الاشتباه في تمويل ليبيا لحملته الرئاسية للعام 2007.
وعرض برنامج تلفزيوني للتلفزيون الفرنسي الحكومي كواليس غير منشورة وبعض الإجابات على ما سُمي فضيحة الدولة لزيارة معمر القذافي ذات يوم من عام 2007، حينها فرشت السجادة الحمراء لشخصية مثيرة للجدل، وشهد استقباله في باريس خلال ولاية نيكولا ساركوزي.
وتحدث الفيلم الوثائقي عن خلفيات بسط الرئيس المنتخب حديثاً وقتها السجادة الحمراء لهذه الشخصية والجانب السفلي من الزيارة المجنونة والعقود الموقعة المعلنة، وفق قوله.
وجاء في البرنامج أن القذافي اندمج منذ فترة طويلة في الإرهاب الدولي، مشيراً إلى وقوف أجهزته السرية بشكل خاص في عام 1989 وراء تحطم طائرة لوكربي، ثم استمتع ما وصفته بالمنبوذ السابق بعودته إلى الواجهة بلفتة النصر بيده وهو يصافح ساركوزي.
وأكد نيكولا ساركوزي توقيع عقود مثيرة مع ليبيا بقيمة إجمالية حوالي عشرة مليارات يورو، وستغطي هذه العقود بيع 10 إلى 14 طائرة مقاتلة متعددة الأغراض من طراز رافال، و8 إلى 12 طائرة مروحية مقاتلة من طراز تايغر، وهناك حديث أيضاً عن صواريخ مضادة للدبابات وطائرات إيرباص وحتى مفاعل نووي لتحلية مياه البحر. ونتيجة لذلك، وظائف بما لا يقل عن 30 ألف منصب شغل.
وقبل أيام قالت جريدة التايمز البريطانية، إن معمر القذافي دفع ما يصل إلى خمسة ملايين يورو إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، مقابل عقود عمل وإعادة ليبيا إلى الساحة الدولية.
وأوضحت الجريدة البريطانية أن مدّعين فرنسيين قدموا هذه الاستنتاجات التي دعت إلى محاكمة ساركوزي و12 من مساعديه بتهم من بينها الفساد والاختلاس، بسبب صلاته بالقذافي خلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية العام 2007 التي فاز بها ساركوزي.
ووفقاً للادعاء، فإن حقائب نقدية وتحويلات مصرفية من ليبيا مولت حملة ساركوزي مقابل منح اعتبارات دبلوماسية واقتصادية وقضائية للقذافي، حسب لائحة الاتهام المكونة من 425 صفحة.
ونفى ساركوزي، الذي ينتظر استئنافين ضد إدانتين جنائيتين، ارتكاب أي مخالفات في القضية الليبية، التي تعد إلى حد بعيد الأكثر تفجراً من بين عديد القضايا التي جرى رفعها ضده منذ تركه منصبه في العام 2012.
وسيقرر قضاة التحقيق ما إذا كان ينبغي المُضي قدماً في القضية، التي تلي تحقيق مدته عشر سنوات. يوافق القضاة عادة على مثل هذه الطلبات، مما يجعل من المرجح أن يواجه المحافظ البالغ من العمر 68 عاماً المحاكمة مرة أخرى، ربما العام المقبل، وفق الصحيفة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، وضعت المصالح القضائية الفرنسية يدها على وثائق جديدة تورط نيكولا ساركوزي أكثر في قضية حصوله على تمويل خفي لحملته الانتخابية من طرف معمر القذافي، وهذه المرة الأدلة رقمية.
وكشف موقع «ميديا بارت» الفرنسي أن الوثائق تشوه سمعة جزء من دفاع الرئيس السابق بشبهة تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية العام 2007. وتؤكد هذه الاكتشافات وجود صلات بين محيط ساركوزي ورجال أعمال متعددي الإدانات. وشملت الوثائق قرصاً صلباً ومفتاح تخزين المعلومات «يو إس بي».
إلى ذلك، قال الموقع الفرنسي إن المسؤول الليبي السابق في حقبة النظام السابق بشير صالح، أكد للقضاة الليبيين أن نيكولا ساركوزي طلب شخصياً من معمر القذافي تمويل حملته الرئاسية، وشهد مسؤولان آخران في النظام في هذا السياق.
وحسب «ميديا بارت»، فقد جرى الاستماع إليه من القضاة وهو لاجئ في دبي، بعد نجاته من هجوم مسلح غامض في جنوب أفريقيا. وأكد أنه جرى إبلاغه بطلب الرئيس الفرنسي الأسبق شخصياً الحصول على دعم مالي من معمر القذافي، حتى لو كان لا يزال يرفض تجريم نفسه بالفساد المزعوم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حميد:

    تلخيص للدنيا وتقلباتها حذاري أن تثق في الدنيا …. هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته ازمان…

اشترك في قائمتنا البريدية