فضيحة سجن ابو غريب تنهي اخيرا حياة ريكاردو سانشيز في الجيش الامريكي

حجم الخط
0

فضيحة سجن ابو غريب تنهي اخيرا حياة ريكاردو سانشيز في الجيش الامريكي

فضيحة سجن ابو غريب تنهي اخيرا حياة ريكاردو سانشيز في الجيش الامريكيلندن ـ القدس العربي : قرر قائد القوات الامريكية السابق في العراق ريكاردو سانشيز انهاء حياته العسكرية الطويلة بعد الاثر السييء الذي تركته صور الانتهاكات والتعذيب التي ارتكبت في سجن ابو غريب الرهيب. ويعتبر سانشيز من العسكريين ذوي الاصول الاسبانية القلائل الذين بلغوا مرتبة عالية في الجيش الامريكي، وكان دونالد رامسفيلد يخطط لترفيعه لدرجة جنرال من اربع رتب، وتسليمه مهام الاشراف علي عمليات الجيش في امريكا. ولكن صور ابو غريب تلاحق سانشيز مما يجعل من ترفيعه امرا في غاية الصعوبة اذا اخذنا بعين الاعتبار الجو السياسي والاثر السلبي الذي تركته فظائع ابو غريب. ويبدو ان قرار سانشيز له علاقة بموقفه من المثول امام الكونغرس الامريكي الذي سيوافق علي ترفيعه وتعيينه مسؤولا عن العمليات العسكرية في امريكا اللاتينية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين مقربين من سانشيز الذي يقود الان وحدات الجيش الامريكي في المانيا ان ما يمنعه من مواصلة خدماته العسكرية هو عدم قدرته الحصول علي تأكيد لتعيينه من قبل الكونغرس . ويخشي قادة البنتاغون من ان اقتراح تعيين سانشيز في مهمة جديدة سيؤدي لاثارة الجدل في عام تحاول فيه ادارة بوش التحكم بالوضع، من اجل تمرير الانتخابات التي ستتم في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم. ويقول مقربون من سانشيز انه قرر ان المناخ السياسي في واشنطن لن يتغير لصالحه ولهذا قرر في الاسابيع الاخيرة الانسحاب من الحياة العسكرية، ويقولون ان سانشيز قد يترك عمله في المانيا في الشهور القادمة، وقد يعمل في مهمة مؤقتة بشرط انها لا تحتاج لموافقة الكونغرس. واشارت تحقيقات بطريقة غير مباشرة الي مسؤولية سانشيز عن السجون في الفترة التي حدثت فيها الانتهاكات. واشار تقرير اعده ثلاثة جنرالات في الجيش الي ان سانشيز قد وافق علي استخدام اساليب قاسية في التعذيب والتي استخدمت في قاعدة غوانتانامو التي يعتقل فيها افراد القاعدة وطالبان. وقال التقرير ان سانشيز ومساعديه قاموا بمراجعة قوانين التحقيق مع المعتقلين في ابو غريب اكثر من مرة مما ادي الي بذر بذور التشوش بين المحققين وادي في النهاية الي خرق واضح لميثاق جنيف بشأن معاملة اسري الحرب والمعتقلين. وكان سانشيز ومساعدوه قد اكدوا ان الاساليب التي شرعوها كانت منسجمة مع ميثاق جنيف. وفي العام الماضي برئت ساحة شانشيز من الاتهامات التي وردت في تقرير الجنرال جيمس شليزنجر، مما ادي الي تفاؤل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد وعدد اخر من جنرالات الجيش بأن البنتاغون تستطيع الان وضع الانتهاكات في ابو غريب وراء ظهرها. وكان سانشيز في وضع حرج هذا الاسبوع بحسب الصحيفة عندما قاد حفلة وداع لـ700 جندي انهوا تدريباتهم وفي طريقهم للعراق الذي يقف علي حافة الحرب الاهلية، وعوضا عن قيادتهم هناك، فسيظل سانشيز في المانيا حيث سيقوم باستقبال 4500 جندي انهوا خدماتهم في العراق وافغانستان، وسيقوم الجنرال بيتر تشيارلي بقيادة الفوج الجديد الي بغداد. وهذا الترتيب ادي الي انتشار عدد من التكهنات حول مستقبل سانشيز الذي كان اكبر قائد عسكري في العراق حتي اندلاع فضيحة ابو غريب. وتظل خطط سانشيز امرا غير معروف للقيادات في البنتاغون، حيث لم يحصلوا منه علي اي اشارة انه ينوي التقاعد، ورفض سانشيز التعليق علي اي خطط متعلقة بمستقبله في المرحلة الحالية. وكان الجيش الامريكي يحاول اظهار قصة نجاح سانشيز في الجيش كواحدة من النجاحات الاخري التي حققها اعضاء الجماعات الاثنية غير البيضاء في مؤسسة الجيش، فقد استطاع سانشيز وفي عمر السادسة المساعدة في اعالة عائلته التي كانت تعيش في تكساس، وكان اول افراد عائلته الذين تخرجوا من المدرسة. وبعدها انضم للجيش، حيث تدرج في رتبه ليصبح الجندي الاعلي رتبة في العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية