فلسطينيون يشيعون جثمان شهيد في نابلس والاحتلال يخطر بهدم مسجد جنوب الضفة ويقيم بؤرة استيطانية في الأغوار

حجم الخط
0

نابلس-“القدس العربي”:

شيّعت جماهير حاشدة في محافظة نابلس بالضفة الغربية، جثمان فلسطيني استشهد متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال أواخر شهر شباط الماضي، فيما أخطرت قوات الاحتلال بهدم مسجد في مدينة الخليل، وأقام مستوطنون في الأغوار الشمالية بؤرة استيطانية جديدة.

وفي التفاصيل، شيعت جماهير حاشدة جثمان الشهيد عمير محمد لولح، إلى مثواه الأخير، وانطلق موكب التشييع بجنازة عسكرية من مستشفى النجاح، إلى مسقط رأس الشهيد في قرية زواتا غرب المحافظة، حيث ألقيت نظرة الوداع عليه في منزل عائلته، قبل أن يصلى عليه ويوارى الثرى في مقبرة القرية.

وكانت مصادر طبية أعلنت استشهاد لولح متأثرا بجروحه التي أصيب بها في عدوان الاحتلال على مدينة نابلس في 22 شباط/ فبراير الماضي، والتي ارتكبت فيها مجزرة أدت إلى استشهاد 11 مواطنا وإصابة 20 آخرين، بعد محاصرة المقاومين الشهيدين حسام سليم، ومحمد الجنيدي.

وفي سياق آخر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الرابع على التوالي، تشديد إجراءاتها العسكرية في بلدة حوارة جنوب نابلس، فيما شن مستوطنون عشرات الهجمات بحق مواطنين.

وقال أمين سر حركة “فتح” في حوارة كمال عودة إن قوات الاحتلال تنتشر بشكل مكثف عند الشارع الرئيس، ونصبت عددا من الحواجز والمكعبات على جانبي الطريق.

وشدد على أن قوات الاحتلال تحاول فرض أمر واقع بتحويل خط سير المواطنين عبر طرق فرعية داخل البلدة، وهو أمر مرفوض وسيتصدى له الأهالي.

وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال حولت عددا من المنازل الواقعة بمحاذاة الشارع الرئيس وسط حوارة إلى ثكنات عسكرية، واعتلت أسطحها.

في سلفيت، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي منشأة تجارية في بلدة دير بلوط المحافظة، وقال رئيس بلدية دير بلوط سمير نمر، إن جرافات الاحتلال هدمت منشأة على مساحة 350 مترا مربعا، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب الشبان الذين حاولوا التصدي لجرافاتها، واعتدت على شابين بالضرب.

أما في بيت لحم فقطع مستوطنون عددا من أشجار الزيتون في أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم، وأفاد رئيس المجلس القروي محمد سباتين بأن مجموعة من مستوطني “بيتار عيليت” الجاثمة على أراضي المواطنين، قطعوا 14 شجرة زيتون مثمرة في منطقة “شِعَبْ خريان”، تعود لأحد المواطنين من عائلة سباتين.

يشار إلى أن المستوطنين قطعوا قبل حوالي عشرة أيام 50 شجرة زيتون في المنطقة تعود لمواطنين من ذات العائلة، وهدموا سلاسل حجرية وقطعوا أسلاكا شائكة.

وفي الخليل، سلمت قوات الاحتلال إخطارا بهدم مسجد في بادية يطا جنوب الضفة الغربية، وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب جبور، إن قوات الاحتلال سلمت المواطنين في تجمع “خشم الدرج” إخطارا يقضي بهدم مسجد بلال بن رباح، وأمهلتهم أسبوعا للاعتراض.

وتبلغ مساحة المسجد نحو 150 مترا مربعا، ويخدم عددا من التجمعات السكانية في بادية ومسافر يطا.

بؤرة استيطانية

في الأغوار أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة، في الجهة الشرقية من سهل البقيعة في الأغوار الشمالية.

وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، في حديث صحافي، إن مجموعة من المستوطنين قاموا بوضع حظيرة صغيرة ومجموعة من الأبقار في منطقة “الحنو” الواقعة في الجهة الشرقية من سهل البقيعة، ثم قاموا أمس بإقامة ثلاث حظائر “بركسات” في المنطقة، وتحويلها إلى بؤرة استيطانية.

وأضاف أن مساحة الأراضي التي من المتوقع أن تستولي عليها البؤرة بشكل كامل تقدر بحوالي 1800 دونم، علما أن هذه الأراضي مملوكة لمواطنين من بلدة طمون.

وأوضح أن المستوطنين الذين أقاموا هذه البؤرة نفذوا اعتداءات على الرعاة في وقت سابق، حيث قاموا قبل يومين بملاحقتهم والاعتداء عليهم بالضرب، ما أدى إلى إصابة أحدهم في الرأس، جراء ضربه بالعصي.

وفي القدس استمرت اقتحامات مجموعات المستوطنين المتطرفين في سادس أيام شهر رمضان حيث اقتحم 85 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال.

ونفذ المستوطنون الذين اقتحموا “الأقصى” يرافقهم عضو الكنيست السابق المتطرف أيهودا غليك، جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، واستمعوا إلى شرح حول الهيكل المزعوم.

ونشرت شرطة الاحتلال عناصرها ووحداتها الخاصة منذ الصباح في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وواصلت التضييق على دخول المصلين، كما منعت المصلين من الاعتكاف في المسجد وعرقلت دخولهم فجراً.

وفي ذات السياق أزالت قوات الاحتلال 3 غرف زراعية من الصفيح في بريّة السواحرة شرقي القدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص.

وتأتي إجراءات سلطات الاحتلال وممارساتها في السواحرة، في إطار مساعيها الرامية إلى التضييق على المواطنين والاستيلاء على أراضي البرية، وفصل بلدية السواحرة عن محيطها.

كما وأخذت قوات الاحتلال الإسرائيلي قياسات منزل عائلة باسل الزلباني، في بلدة عناتا شمال القدس المحتلة، تمهيدا لهدمه.

وأفادت مصادر من عائلة الزلباني بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت المنزل، وشرعت بأخذ قياساته، تمهيدا لهدمه، بحجة محاولة نجلهم الفتى محمد طعن أحد الجنود عند حاجز شعفاط في الثالث والعشرين من شهر شباط الماضي، إذ جرى اعتقاله رغم إصابته بالرصاص.

مدان ومرفوض

سياسيا اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في سادس أيام شهر رمضان تحديا سافرا واستفزازا، وهو عمل مدان ومرفوض.

وأضاف أبو ردينة أن استمرار الاحتلال في القيام بمثل هذه الخطوات التصعيدية، بالإضافة إلى تصاعد جرائم المستوطنين ضد أبناء شعبنا تحت حماية جيش الاحتلال لن تؤدي إلى تحقيق هدوء واستقرار.

وحمل الناطق الرسمي باسم الرئاسة حكومة الاحتلال تداعيات هذه السياسات الساعية إلى رفع التوتر والتصعيد والمواجهة، الأمر الذي يستدعي تدخلا من القوى الإقليمية والدولية الساعية إلى الحفاظ على الهدوء والاستقرار ومنع التصعيد، وخاصة الإدارة الأمريكية، نتيجة صمتها على هذه السياسات الخطرة، وتداعياتها الإقليمية، والدولية.

كما وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين ما أعلنته جماعات ما يسمى الهيكل المزعوم بشأن اتفاقياتها مع شرطة الاحتلال تمديد ساعات اقتحاماتها للمسجد المبارك في ظل توجيهات الوزير الفاشي بن غفير، واعتبرته إمعانا في تكريس التقسيم الزماني للأقصى على طريق تقسيمه مكانيا.

وقالت الوزارة في بيان صحافي “إنها تنظر بخطورة بالغة لهذا القرار الاستعماري التهويدي والعنصري باعتباره تصعيدا خطيرا في الأوضاع على ساحة الصراع”.

وحذرت الوزارة من أية تسهيلات يعطيها بن غفير للمقتحمين وتداعياتها في شهر رمضان المبارك. وقالت إن الحكومة الاسرائيلية تسعى لإرضاء مؤيديها المتطرفين وحل أزماتها على حساب حقوق شعبنا، وفي مقدمتها إدخال تغييرات جذرية على الوضع القائم بالمسجد الأقصى والقدس ومقدساتها، وهو ما يتطلب تدخلا أمريكيا عمليا وحاسما يجبر الحكومة الإسرائيلية على وقف جميع اجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية، قبل فوات الأوان.

وفي سياق متصل، حملت “الخارجية” حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الاعتداءات الإرهابية التي تشنها قوات الاحتلال والمستوطنون في عديد المناطق الفلسطينية، خاصة جرائم المستوطنين في بلدات محافظة نابلس وقراها، كما حصل في حوارة وعصيرة القبيلة، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين ومنازلهم ومركباتهم، وإحراق شاحنة، والاعتداء على الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف، باعتبارها إرهاب دولة منظما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية