فلسطينيو الـ48 يخرجون في مظاهرة شعبية احتجاجًا على استشراء الجريمة في الشارع العربي وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية

حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”: شهدت مدينة باقة الغربية داخل أراضي 48 مظاهرة شعبية احتجاجًا على استشراء الجريمة في الشارع العربي، وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية معها، وذلك تلبية لقرار “لجنة المتابعة العليا”، التي دعت أيضًا، على ذات الخلفية، فلسطينيي الداخل للإضراب العام غدًا الأحد.

وفي باقة الغربية، خرج الأهالي في مظاهرة احتجاجًا على اغتيال مدير مدرسة (المربي زياد أبو مخ) دون ذنب اقترفه سوى أنه قريب لأشخاص نشب خلاف بينهم وبين آخرين، وفق ما تؤكده مصادر أهلية.

ومنذ مطلع العام الجاري، قُتل 200 من فلسطينيي الداخل، معظمهم ضمن صراعات بين عصابات إجرام تمارس الإرهاب في الشوارع، وتتورط في بيع السلاح والمخدرات والممنوعات. وعلى خلفية استشراء الجريمة في الشارع العربي، والتي تؤدي لمقتل أبرياء أيضًا، علاوة على استشراء ظاهرة الأتاوات والتهديدات، ما دفع لعقد اجتماع طارئ لـ “لجنة المتابعة العليا”، الهيئة السياسية الأعلى لفلسطينيي الداخل.

وجاء قرار التظاهر في ختام اجتماع واسع عقد أمس، بمشاركة المجلس العام للجنة القطرية لرؤساء الحكم المحلي العربي، في مقرّ بلدية باقة الغربية، ليتحوّل إلى اجتماع شعبي بحضور المئات، ردًا على جريمة قتل المربي زياد أبو مخ. كما اتخذ الاجتماع قرارات أخرى.

باقة الغربية

وقد شهدت مدينة باقة الغربية، أمس الخميس، إضرابًا عامًا، ردًا على الجريمة المذكورة، وحراكًا على مستوى الهيئات الشعبية الوحدوية لفلسطينيي الداخل.

وألقيت كلمات من رئيس البلدية رائد دقة، ورئيس “لجنة المتابعة” محمد بركة، ورئيس اللجنة القطرية مازن غنايم، ورئيس لجنة إفشاء السلام المنبثقة عن المتابعة الشيخ رائد صلاح.

وفي تلخيصه للاجتماع، أعلن رئيس “لجنة المتابعة” بركة الإضراب العام داخل أراضي 48 يوم غد الأحد، يشمل كل مجالات الحياة وجهاز التعليم، باستثناء جهاز التعليم الخاص لذوي الاحتياجات. كما تقرّر إرسال رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، تُعدّد مطالب فلسطينيي الداخل لملاحقة الجريمة، ضمن خطة وبرنامج عمل في وقت محدد، وإلا فإن فلسطينيي الداخل سيتجهون لتصعيد كفاحهم، ومعها خطوات تصعيدية من رؤساء السلطات المحلية، تشمل الإضراب أمام مكاتب الحكومة، وحتى الاستقالة الجماعية.

وقال محمد بركة، في بيانه، إننا أمام استفحال حرب الإبادة لشعبنا الفلسطيني والحرب على لبنان، وسط تواطؤ دولي مفضوح. لافتًا إلى أنه بموازاة ذلك، نشهد استفحال الجريمة في مجتمعنا العربي، وقد عقدنا اجتماعنا في باقة الغربية، التي شهدت إضرابًا عامًا في أعقاب جريمة قتل مدير المدرسة، المربي زياد أبو مخ.

 كما قال بركة إن الجريمة المستفحلة تُستخدم من قِبَل السلطة الإسرائيلية الحاكمة كأداة إضافية لضرب مجتمعنا العربي من كافة الاتجاهات، وهذا هو معنى تواطؤها وتشجيعها لعصابات الإجرام.

وتابع بركة: “في الأيام الأخيرة عقدنا اجتماعًا مشتركًا مع لجنة التوجيه العليا في النقب، لبحث قضايا النقب، واستمرار مخططات الاقتلاع والتهجير وسلب الأراضي، وهذه قضية تقف على رأس أولوياتنا، وقضية النقب هي قضية جماهيرنا العربية عمومًا”.

 كما قال بركة إننا أمام هجمة جديدة من القوانين العنصرية والاستبدادية الشرسة، وبأعداد كبيرة، ونحن، كما يبدو، في بداية هذه الموجة، وخلال أقل من أسبوعين تم سنّ عدة قوانين تستهدف شعبنا الفلسطيني، كقانون وكالة الأونروا، وامتد الأمر إلى قوانين لتضييق الخناق على جماهيرنا، ومنعها من حرية التعبير والعمل السياسي، وهذه قضية لا تخصّ أحزابًا سياسية بعينها، بل تخص جماهيرنا عامة.

وخلص بيان “المتابعة” إلى ما يلي: تدعو “لجنة المتابعة” جماهيرنا العربية إلى استنهاض الوقوف مع شعبنا في مواجهة حرب الإبادة والتهجير المستمرة، من خلال النشاطات الجماهيرية العامة، وحاليًا المبادرة إلى وقفات شعبية في مختلف المدن والبلدات. وفي هذا المجال، تعلن “لجنة المتابعة” عن تأجيل مظاهرة يوم السبت القريب في أم الفحم، إلى يوم الجمعة التالي 15 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، الساعة الثالثة عصرًا في أم الفحم، بعد أن تم تقديم المظاهرة القطرية إلى يوم غد الجمعة في باقة الغربية.

تؤكد “لجنة المتابعة”، مجددًا، أن استفحال الجريمة في المجتمع العربي هو مخطط سلطوي، مع أذرعه المتمثّلة بعصابات الإجرام، التي لا تجد ما أو من يردعها، لذا فإن كل قطرة دماء تُراق، وكل ضحية تُقتل تتحمّل مسؤوليتها الحكومة الإسرائيلية بكل أجهزتها.

 وتقرر “المتابعة” عقد يوم دراسي مع كافة الأطر الشعبية ولجان المتابعة ذات الشأن، لبحث استفحال الجريمة وما تبقى من سبل لمواجهتها.

وترى “لجنة المتابعة” بِوابل القوانين العنصرية والاستبدادية التي يقرّها الكنيست حربًا إضافية تشنّها إسرائيل على شعبنا في وطنه، وعلى جماهيرنا العربية، وأيضًا وسط صمت دولي وأطر حقوق إنسان عالمية، تتابع المشهد وتسكت تواطؤًا معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية