الرباط ـ «القدس العربي» : أسدلت المديرية الجهوية للثقافة في جهة الرباط سلا القنيطرة، الستار على فعاليات الدورة 14 من المعرض الجهوي للكتاب، التي أقيمت تحت شعار «نقرأ ونرتقي».
قبل يوم الاختتام، حضرت فلسطين من «المسافة الصفر»، من خلال تقديم كتاب للشاعر والصحافي عبد الحميد جماهري، يحمل العنوان نفسه مع استهلال «أنا وفلسطين». واندرج النشاط ضمن فعاليات «بيت الشعر في المغرب» خلال دورة المعرض الجهوي هذه التي شملت فقرات أخرى متنوعة.
القاعة الرئيسية التي احتضنت لقاء تقديم كتاب «أنا وفلسطين المسافة الصفر»، عرفت حضورا نوعيا وكثيفا، حيث تجول عبد الحميد جماهري في يوميات كتابه، الذي هو عبارة عن نصوص ومقالات كتبها حول القضية الفلسطينية، وكان لافتا توظيف تعبير «المسافة الصفر» الذي كثر تداوله في بعض الصحافة، خاصة الفضائيات الإخبارية، طيلة فترة حرب الإبادة في غزة، لكن جماهري أنصف هذه العبارة وجعلها تحيل على «التماهي مع القضية الفلسطينية والتوحد معها أيضا على الصعيد الشخصي، من خلال استرجاع ما مضى من مواقف وأحداث وقصص، وعلى المستوى الجماعي كطلاب كبرنا على القضية الفلسطينية، وتنفسنا أغاني العاشقين وأشعار درويش وطبعا مارسيل خليفة، وعلى الصعيد الشعبي والرسمي، حيث تعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية».
كان موعد فلسطين في المعرض الجهوي للكتاب الذي احتضنته الجارة الثانية للعاصمة الرباط وهي مدينة تمارة، وتركت القضية ألمها وأملها في أن يكون الغد أفضل مما هو عليه اليوم، بكل ألوان المآسي التي ذاقها وما زال يذوقها الشعب الفلسطيني.
الدورة الماضية من المعرض احتضنتها مدينة سلا، وهذه الدورة أقيمت في مدينة تمارة، وعن هذا التنويع في أماكن إقامة فعاليات المعرض الجهوي كل سنة، سألنا خديجة السملالي، منسقة المعرض، هل لهذا علاقة بتنشيط مختلف المدن الواقعة في تراب جهة الرباط سلا القنيطرة؟ لتؤكد رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية في المديرية الجهوية للثقافة جهة الرباط سلا القنيطرة، أن اختيار مدينة تمارة، هو فعلا «يعكس توجهنا نحو تنشيط المشهد الثقافي في مختلف مدن الجهة، وتعزيز حضور الكتاب والثقافة كجزء من التنمية المجتمعية». وأضافت السملالي في تصريح لـ»القدس العربي»، أن المديرية الجهوية للثقافة تؤمن «بأهمية تقريب الثقافة من المواطنين في جميع المناطق، ومدينة تمارة تأتي كإضافة نوعية تعكس حرصنا على توسيع رقعة الأنشطة الثقافية لتشمل مختلف مدن الجهة، مما يسهم في تعزيز الحركية الثقافية وتقريب الكتاب من الجمهور المحلي».
الدورة 14 عرف برنامجها الثقافي تنوعا في اختيار المواضيع، وعن ذلك قالت منسقة المعرض الجهوي، إن دورة مدينة تمارة من المعرض الجهوي للكتاب، تميزت «ببرنامج متنوع وغني يستهدف مختلف الفئات العمرية والاهتمامات الثقافية». وأوضحت أنه «إلى جانب الندوات الفكرية وحلقات النقاش الأدبية، جرى تخصيص ورشات تفاعلية للأطفال والشباب، بهدف تعزيز المشاركة والإبداع»، كما حرصت المديرية الجهوية للثقافة «على دعوة مؤلفين وشخصيات أدبية مرموقة لتقديم أحدث إصداراتهم والالتقاء بالجمهور، ما أضفى طابعا مميزا على هذه التظاهرة الثقافية».
وبخصوص إحصائيات هذه الدورة، أفادت السملالي، بأن «المعرض ضم هذا العام 19 رواقا مخصصا للكتبيين الذين يمثلون أبرز المكتبات التجارية على المستويين المحلي والوطني، إلى جانب مشاركة 13 جمعية وهيئة ثقافية، مع تركيز خاص على المكتبات المهتمة بالكتاب الثقافي، حيث تساهم هذه المكتبات بشكل فعال في تعزيز الوعي بأهمية القراءة، ما يثري النقاش الثقافي ويعزز دور الكتاب كأداة للتنمية الثقافية والاجتماعية، كما تشكل مشاركتها فرصة لتقريب الكتاب الثقافي من الجمهور، وتشجيع اقتنائه كوسيلة للتعلم والمعرفة».
وبالنسبة للإقبال الجماهيري على هذه الدورة، قالت المتحدثة إنه «منذ افتتاح المعرض، شهدنا إقبالاً ملحوظاً من الجمهور، حيث يقدر عدد الزوار حوالي ألف شخص توافدوا على أروقة المعرض وحضروا لقاءاته طيلة فترة المعرض»، وأبرزت أن «هذا يعكس نجاح الجهود المبذولة في تنظيم البرنامج وجذب مختلف شرائح المجتمع للمشاركة».