غزة – “القدس العربي”:
ارتفعت أعداد الإصابات بفيروس “كورونا” بشكل كبير خلال الساعات الـ 24 الماضية، فيما قال مسؤول حكومي في غزة إن الأسبوعين القادمين يمثلان “عنق الزجاجة”، في التعامل مع الجائحة.
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة إنه تم تسجيل 26 حالة وفاة و2525 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” و2240 حالة تعاف خلال الـ24 ساعة الأخيرة، حيث كان من بينها 10 وفيات و935 إصابة بفيروس “كورونا” في غزة، وهو عدد أكبر مما سجل خلال الأيام الماضية.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف: “إن الأسبوعين المقبلين يمثلان عنق الزجاجة في أزمة جائحة فيروس كورونا”، لافتا إلى أن المحافظة على الاستقرار في عدد الإصابات ومعها عدد الإصابات الخطيرة يمكن من تجاوز هذه المرحلة، وأضاف: “خلالهما سيتم تحديد نجاعة الإجراءات المتخذة”، وتابع منذرا: “إن وصلت المنظومة الطبية لمرحلة من الانهيار بحيث لا تستطيع تقديم الخدمات الطبية للمصابين وازدياد حالات الوفاة وأن تصل الأمور لسيناريوهات سوداوية سنضطر لخيار الإغلاق الشامل”.
وأكد معروف أن كل الجهات الحكومية قيمت تجربة منع التجول يومي الجمعة والسبت إيجابيا، عدا المظاهر السلبية في الاستعداد للإغلاق في الازدحام وسيتم اتخاذ إجراءات لمنع هذا الازدحام.
وفي هذه الأوقات، تواصل الطواقم الطبية تقديم الخدمات اللازمة لمصابي الفيروس، الذين ينقلون للمشافي بسبب وضعهم الصحي، وأوضح التقرير الصادر عن رئيس قسم خدمات المرضى بمستشفى غزة الأوروبي رائد عبد الرازق أن عدد الحالات المصابة بـ “كورونا” والتي تم استقبالها لتلقي العلاج اللازم في المستشفى بلغت 1085 حالة بزيادة مقدارها 75% عن عدد حالات شهر أكتوبر المنصرم.
26 حالة وفاة وأكثر من 2500 إصابة وأعراض الموجة الحالية أشد من الموجات السابقة
وقال إن الأطفال شكلوا ما نسبته 6% من عدد الحالات، وأشار التقرير إلى وجود ارتفاع في حالات الدخول للأقسام الداخلية بنسبة 126% وذلك بعد إدخال 705 مرضى للأقسام و281 للمدرسة الملحقة بالمستشفى، لافتا إلى أنه تم إدخال 149 حالة للعناية المركزة، وقال أيضا إنه خلال شهر نوفمبر جرى تسجيل 11 حالة ولادة، منها 7 ولادات طبيعية و4 قيصرية، وقام قسم الكلى بتنفيذ 228 جلسة غسيل لعدد 30 مريضا، وتم صرف 10900 وصفة طبية للمرضى المصابين بفيروس “كورونا”، فيما أجريت داخل المستشفى 10 عمليات جراحية تنوعت بين جراحات عامة وجراحة قلب وعظام وأوعية دموية.
وفي الضفة الغربية، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور كمال الشخرة، أن فلسطين مقبلة على “كارثة صحية”، في ظل الارتفاع الكبير بعدد إصابات ووفيات فيروس “كورونا”، مؤكدا خلال مقابلة مع تلفزيون فلسطين أن الوضع خطير، مشيرا الى أن الإصابات يمكن أن تزداد بشكل يومي، إلى 2000 أو 3000، والسبب الأساسي عدم الالتزام.
وأشار إلى أن هناك ارتفاعاً في نسبة الحالات ونسبة الوفيات، وتوقع أن يزداد عدد الوفيات من 40 – 50 حالة وفاة، مقارنة بعدد وفيات الدول المجاورة، وقال: “هناك 140 مريضاً في المستشفيات، تحت الأكسجين أو العناية المتوسطة، ومنذ شهر ترتفع الحالات بشكل كبير، وهناك 40 مريضاً تحت أجهزة التنفس الصناعي، وهذا لم يحدث منذ بداية الجائحة”.
من جهته قال مدير وزارة الصحة في سلفيت، هيثم منصور، إن المنحنى الوبائي في المحافظة في تصاعد مستمر، لافتا إلى وجود 550 حالة نشطة حاليا، موضحا أن الأعراض التي تظهر على المصابين بفيروس كورونا في الموجة الثالثة تختلف عن الأولى والثانية، من حيث حدتها.
وفي السياق، لا تزال الأجهزة المختصة تفرض حظرا شاملا للحركة في المحافظات الأربع التي سجل فيها مؤخرا معدلات إصابة عالية، وهي طولكرم ونابلس والخليل وبيت لحم، في عملية تستمر حتى نهاية الأسبوع، فيما يحظر حاليا الحركة الكاملة بين المحافظات الأخرى، مع منع التجول الليلي.
وقالت نائب محافظ نابلس، عنان الأتيرة، إن نسبة الإصابات في المحافظة ما زالت مرتفعة، حيث بلغت 32% من نسبة العينات المسحوبة، ووصفت الوضع الوبائي في نابلس بـ”المقلق” وقالت إن الطواقم الطبية تبذل جهودا كبيرة لحصر الحالة الوبائية وتتبعها والحد منها، مبينة أن تخصيص المستشفى الوطني لعلاج مصابي الفيروس ساعد في التخفيف على المرضى معاناتهم، ووفر العديد من أسِرة العناية المكثفة.
وبشأن الإغلاق المفروض على المحافظة حتى مساء الخميس المقبل، قالت الأتيرة إن لجنة الطوارئ في المحافظة ستجتمع نهاية الأسبوع، وتجري تقييما للوضع.
وقد أعلنت وزارة الخارجية عن تسجيل وفاة جديدة بفيروس “كورونا”، في صفوف أحد أفراد الجالية الفلسطينية في إيطاليا، ما يرفع عدد الوفيات في صفوف الجاليات حول العالم الى 328، بينما لم يتم تسجيل أي إصابة ولتستقر الإصابات عند 8441 إصابة.
وأشار فريق العمل المختص إلى مغادرة دفعة جديدة من الطلبة ورجال الأعمال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للالتحاق بأسرهم ودراستهم وأعمالهم.