بيروت – «القدس العربي»: من كل لبنان، ومن كافة مخيمات الشتات الفلسطيني، توافد الفنانون للتعبير بالريشة عن مشاعرهم حيال الإجرام الصهيوني، الذي تتعرّض له غزّة. واحتشد الفنانون مع أدواتهم على رصيف عين المريسة في بيروت، ومعهم العشرات من الكشافة والمنظمين. كان الرصيف ممتلئا بـ»الباليت» التي ترفع لوحات منجزة، وأخرى ينكبّ أصحابها على انجازها. ففعل الدعم بالقلم أو الريشة أو الموسيقى وسواها تحتاجه غزّة في مقاومتها الباسلة لآلة الحرب الصهيونية.
بدأ الاحتشاد على رصيف عين المريسة في العاشرة صباحاً واستمرّ حتى الرابعة بعد الظهر. وقد تخلله إلى جانب الفن التشكيلي رسم على وجوه الأطفال. فهم تسارعوا لرسم العلم الفلسطيني على وجناتهم. وبعضهم اختار أن تُرسم على وجناتهم خريطة فلسطين من النهر إلى البحر. فيما تمتع هؤلاء الأطفال بالقصص التي وزّعت عليهم، وبالحكواتي الذي اعادهم إلى تراب بلادهم المغتصبة ولو من بعيد.
نور العنداري، فنانة يجذبها كل نشاط فني من أجل غزّة وفلسطين. وفي حضورها على رصيف عين المريسة، اختارت صورة لاقت شهرة عالمية، وهي لطفلين شقيقين من غزّة يسند أحدهما الآخر، ويجلسان بحزن على ركام منزلهما. ورأت في المشهد الذي اختارت رسمه اختصاراً لمعاناة الأطفال الذين بقوا على قيد الحياة في غزة. وقالت نور للقدس العربي: كل نشاط يسلط الضوء على الجريمة التي تنفّذ بحق أهل غزّة من شأنه أن يزيد الوعي حول قضية فلسطين. ويعمل لبث الحمّاس في الناس للعبير عمما يحصل من إجرام منذ السابع من أكتوبر/تشرين الثاني. وللفن دوره في الكبير في تجسيد المعاناة وإبراز حجم الجريمة. كما ويشكّل تعبيراً نقياً جداً عن حالات القسوة والظلم الذي يتعرّض له الإنسان من مجموعة تمتلك القوة المدمرّة، وتفتقد شرعية العيش على أرض فلسطين.
عائشة علي دهشة أتت من مخيم عين الحلوة، تعلّمت الرسم بمفردها ثمّ نمّت موهبتها بالدراسة. لا تزال صبية صغيرة تتابع دراستها الثانوية وقررت المشاركة في هذا المعرض لتجسد معاناة الأطفال الذين يرون منازلهم تُهدم، وأهلهم حزانى لا حيلة لهم أمام أطفالهم. وبالطبع العدد الهائل من الشهداء الأطفال. بألوان داكنة عبّرت نور فوعاني في لوحتها المميزة. بررت اختيارها تلك الألوان كونها تُعبّر عن حالة الغضب. تقول: نحن لا نريد السلام مع هذا العدو، بل نريد رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، ووقف الانتهاكات على الحدود اللبنانية. أنا من بلدة حولا الحدودية والقصف يطالنا، واهلي في منزلهم صامدين.
رسمت فوعاني وسط ألوانها الداكنة مدينة القدس، وسورتها بخريطة فلسطين. وقالت: القدس لنا وهي قلب فلسطين وللأبد.
الزميلة منى سكّرية اختارت علامة النصر التي طالما لازمت المقاوم الفلسطيني منذ انطلاق العمل الفدائي في ستينيات القرن الماضي. لكن الرقم سبعة بات هذه المرّة تاريخاً مشهوداً، وشكّل فجراً جديداً سجّل بأحرف من نار ونور في سجل النضال الفلسطيني الطويل. إنه السابع من الشهر الماضي وطوفان الأقصى. رسمت سكرية علامة النصر، وقد سطعت على كامل تراب فلسطين انطلاقاً من غزّة.
للفنان وليد العنداري ثأر متجذر حيال وعد بلفور، فهو أصل البلاء وموطن الداء الذي يعيش ويلاته الشعب الفلسطيني، كما يقول. في لوحته لجأ للمكس ميديا. طبع وعد بلفور بالإنكليزية على لوحته واغرقها بلون الـ»أوكر»، ووضع مفتاح العودة الفلسطيني في الوسط، وكأنه يجسد ساعة وزمناً، ونشر من حولها مفاتيح العودة المتطايرة على كافة أرجاء لوحته.
يُذكر أن اللجنة الشبابية الطلابية لدعم القضية الفلسطينية والتي تتشكّل من قوى لبنانية وفلسطينية نظمت هذا النشاط الفني الداعم لغزة، وكان برعاية وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاّس الذي تمثّل بحيدر قليط. بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، ودقيقة صمت اجلالاً لأرواح الشهداء كانت كلمات لنقيب الفنانين نعمة بدوي. وعلي يونس ممثل قطاع الشباب في حركة حماس في لبنان. ومنسق اللجنة الشبابية ايهاب المقداد. وممثل وزير الشباب والرياضة حيدر قليط. ورئيس جمعية ابداع الشاعر علي عبّاس.
وخُتم اللقاء بتكريم الفنانين المشاركين في تلك الفعالية الداعمة لغزة، ووزعت عليهم شهادات التقدير.
ممتاز جدا 🇵🇸😃✌️🔥🕸️🔥🔥🔥