لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالا لداليا داسا كاي، الباحثة بمركز بيركل للعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا- لوس أنجليس/ قالت فيه إن اغتيال إسرائيل لزعيم “حزب الله” حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، كان بمثابة “لحظة تحولية” للشرق الأوسط. فتحت قيادة نصر الله، أصبح “حزب الله” أقرب حليف لإيران وقوة ردع حاسمة، والركيزة الأساسية لمحور المقاومة في طهران. وكان موته ضربة شديدة ومروعة ليس فقط لـ”حزب الله” ولكن أيضا لمحور القوات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة.
وبالنسبة لإسرائيل، كان القتل خطوة منطقية، وإن كانت جريئة، على سلم التصعيد. ثم، اتخذت الخطوة التالية: غزو بري للبنان أطلق العنان لهجوم واسع النطاق على “حزب الله”. كل ذلك في حين واجهت انتقاما مباشرا جديدا من إيران، مع إطلاق ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل هذا الأسبوع.
ومنذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر قبل عام تقريبا، أظهرت إسرائيل باستمرار استعدادها لتحمل مخاطر أكبر في حربها ضد الداعمين الإقليميين للحركة، بما في ذلك إيران و”حزب الله”.
واستهدفت إسرائيل، على مدى العام الماضي، قادة في “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني، فقتلت بشكل منهجي مئات من كبار أعضائهما.
ويشعر عدد من الإسرائيليين بأن العودة إلى وضع ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أمر غير مقبول. وكان أحد الدروس الرئيسية المستفادة من الهجمات هو أن إسرائيل لا يمكنها أن تكتفي بإدارة واحتواء التهديدات على حدودها، بل إنها بحاجة إلى انتصارات عسكرية حاسمة – بغض النظر عن التكاليف.
وبالتالي أصبح القادة الإسرائيليون متحمسين للغاية لاستعادة الردع المحطم للبلاد والهالة التي لا تقهر التي تمزقت بسبب هجوم حماس.
أحد الدروس الرئيسية المستفادة من هجمات 7 أكتوبر هو أن إسرائيل لا يمكنها أن تكتفي بإدارة واحتواء التهديدات على حدودها، بل إنها بحاجة إلى انتصارات عسكرية حاسمة بغض النظر عن التكاليف
وفي ظل عجزها عن هزيمة حماس بشكل نهائي في غزة، فقد ترى إسرائيل المزيد من الفرص في القتال ضد “حزب الله” وإيران. فقد أمضى جيشها سنوات في الاستعداد للقتال على الجبهة الشمالية، وكما أظهرت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في إيران ولبنان، فقد اخترقت أجهزة استخباراتها على نطاق واسع كل من الشبكات الإيرانية و”حزب الله”.
وتعلق الكاتبة أنه في البيئة التصعيدية الحالية، من غير المرجح أن تنجح الجهود الأمريكية والدولية لتشجيع التوصل إلى تسوية دبلوماسية للحرب في لبنان أو غزة، حتى مع تزايد إلحاح الدعوات إلى وقف إطلاق النار في وجه المواجهة المباشرة الجديدة بين إسرائيل وإيران. ولكن إسرائيل في الوقت الحالي لا تسعى إلى إيجاد مخرج دبلوماسي؛ بل إنها تبحث عن “النصر الكامل”.
وتضاف إلى الحسابات الاستراتيجية الاعتبارات السياسية التي تربط بين بقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي واستمرار الحروب التي يبدو أنها لا تؤدي إلا إلى تعزيز شعبيته واستقرار ائتلافه الحاكم.
إسرائيل في الوقت الحالي لا تسعى إلى إيجاد مخرج دبلوماسي؛ بل إنها تبحث عن “النصر الكامل”
كان نصر الله عدوا مميتا، وفرح الإسرائيليون بوفاته. ويؤيد العديد من الإسرائيليين مواجهة “حزب الله” الضعيف في لبنان، وحتى زعماء المعارضة يفضلون العمليات البرية الإسرائيلية الجارية حاليا. ولكن بمجرد أن يتلاشى هذا الحماس، وهو ما قد يحدث بسرعة أكبر مما كان متوقعا، حيث أجبرت الهجمات الإيرانية وحزب الله ردا على اغتيال نصر الله الإسرائيليين في مختلف أنحاء البلاد على اللجوء إلى الملاجئ. وقد يبدأوا في سؤال قادتهم عن المعنى الحقيقي للنصر.
فبعد عام من الحرب، هناك احتمال حقيقي لعدم وجود “يوم بعد” أفضل في غزة أو بقية المنطقة. والواقع أن الحديث في واشنطن عن الاستفادة من وفاة نصر الله وضعف إيران “لإعادة تشكيل” الشرق الأوسط يعود إلى المعتقدات المضللة التي دفعت الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 إلى نتائج كارثية.
لقد كانت المخاطر التي قد تنجم عن حرب غزة من إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقا، بما في ذلك المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، واضحة منذ البداية. وسرعان ما دخل “حزب الله” المعركة، ولو ربما ليس بالقدر الذي كانت حماس ترغب فيه. وردت إسرائيل بهجمات مضادة متزايدة التوسع. وأدى تصاعد العنف إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين على جانبي الحدود.
وتقول الكاتبة إن كثيرين تشبثوا بالوهم القائل بأن الصراع على الجبهة الشمالية يمكن احتواؤه لأن أي طرف لم يرغب في حرب شاملة. وقصر “حزب الله” هجماته على بلدات الشمال القريبة من الحدود والتزم بقواعد الاشتباك المقبولة التي شكلتها المجموعة مع إسرائيل بعد حربها الأخيرة في عام 2006. ولكن مع استمرار القتال في غزة، تجاوزت كل من إسرائيل و”حزب الله” الخطوط الحمراء بهجمات وصلت إلى عمق الأراضي الإسرائيلية واللبنانية وعرضت المدنيين للخطر. وظل عدد الضحايا يزداد، وإن بمستوى يشير إلى أن الصراع لا يزال قابلا للاحتواء.
ومع ذلك، كان هناك دائما خطر اندلاع حرب شاملة بإحدى طريقتين. أولا، كان هناك احتمال سوء التقدير – أن يؤدي هجوم من جانب أحد الطرفين إلى خسائر غير متوقعة ويجبر الجانب الآخر على حرب غير مرغوب فيها. وكان هذا الخطر واضحا مع الهجوم الذي شنته إسرائيل في أوائل نيسان/ أبريل على منشأة دبلوماسية إيرانية بدمشق. فردّت إيران بأول هجوم صاروخي مباشر لها على الإطلاق على إسرائيل.
وكان المسار المحتمل الآخر نحو الحرب الشاملة هو تغيير الحسابات الاستراتيجية – حيث ترى إحدى القوى المعنية قيمة أكبر في شن حرب من تجنبها. إن هذه العقلية هي التي دفعت إسرائيل إلى تصعيد هجومها على “حزب الله” في لبنان. ورغم أن إيران وحزب الله بدا وكأنهما يعتقدان أن الصراع المنخفض الدرجة مع إسرائيل يمكن إدارته طالما أن إسرائيل منشغلة بغزة، فإن حسابات إسرائيل قد تحولت بالفعل مع تحول انتباهها بشكل متزايد إلى الشمال خلال الصيف.
ظلت طهران ملتزمة بالحذر، ولكن الهجمات الإسرائيلية البارزة على مدى الشهرين الماضيين، من اغتيال هنية إلى هجمات أجهزة بيجر واغتيال نصر الله، زادت من الضغوط داخل إيران للرد بقوة أكبر لإصلاح صورتها بين شركائها في المحور وإنهاء سلسلة الانتصارات الإسرائيلية
والسؤال الآن هو إلى أي مدى تخطط إسرائيل للذهاب. وإذا كان ما حدث في غزة مؤشرا على أي شيء، فإن لبنان وشعبه قد يواجهان أسابيع عصيبة في المستقبل؛ فقد نزح مليون لبناني بالفعل في بلد يزيد عدد سكانه قليلا عن خمسة ملايين نسمة. وأشارت الباحثة إلى المعضلة التي واجهت إيران في الرد على مقتل نصر الله وقبله رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، أواخر تموز/ يوليو. وظلت طهران ملتزمة بالحذر، ولكن الهجمات الإسرائيلية البارزة على مدى الشهرين الماضيين، من اغتيال هنية إلى هجمات أجهزة بيجر واغتيال نصر الله، زادت من الضغوط داخل إيران للرد بقوة أكبر لإصلاح صورتها بين شركائها في المحور وإنهاء سلسلة الانتصارات الإسرائيلية على مدى الأسابيع القليلة الماضية، والتي شملت الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن. وخاصة بعد تصريح نتنياهو: “ليس هناك مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه”. ولهذا تصرفت إيران بالطريقة التي تعهدت بها ومتجاوزة المخاطر، وأطلقت الصواريخ للمرة الثانية ضد إسرائيل، حيث تعهدت الأخيرة بالرد، في وقت أكدت فيه واشنطن على تدفيع إيران الثمن. ولكن ما هو أقل يقينا هو ما إذا كانت هذه الجولة الجديدة من المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المباشرة ستنتهي بنفس السرعة التي انتهت بها معركة نيسان/ أبريل.
ومع تدهور محور إيران بالوكالة، قد تقرر إسرائيل اغتنام الفرصة لضرب المنشآت النووية الإيرانية أو زيادة استهداف قادة الحرس الثوري الإسلامي، أو حتى الزعماء السياسيين الإيرانيين. وهناك أيضا أسباب منطقية قد تجعل إسرائيل تقتصر استجابتها على ضربة أخرى محسوبة ومستهدفة على إيران، كما فعلت في نيسان/ أبريل، مما سمح لكلا الجانبين بإعلان النصر والتراجع عن حافة الهاوية.
وكان صناع السياسات والمحللون يخططون لما بعد الحرب منذ بدأت. وعبروا عن أمل من أن تنبثق الفرصة من المأساة.. لكن وللأسف، فرؤية يوم سلمي مزدهر بعد غزة تبتعد أكثر فأكثر، وإن لم يكن من المتوقع. فالصورة بدلا من ذلك هي صورة استمرار القتال، وارتفاع أعداد القتلى، والدمار المادي الكارثي، والنزوح الجماعي، والظروف الإنسانية المزرية.
إذا استمرت هذه العمليات، فقد تنتهي إسرائيل، عن قصد أو عن غير قصد، إلى إعادة احتلال أجزاء أو كل غزة والضفة الغربية، بل وحتى جنوب لبنان. وغني عن القول إن اليوم التالي أكثر قتامة مما تصوره كثيرون. ولكن هذا احتمال حقيقي ينطوي على عواقب وخيمة. ذلك أن إعادة الاحتلال من شأنها أن تهدد أمن إسرائيل في الأمد البعيد، وأن تقضي على التطلعات الفلسطينية إلى الاستقلال والكرامة، وأن تزعزع استقرار المنطقة بأسرها.
هه بل إنها والله عصابة البيت الأسود الصهيوني اليهودي يا دودي الذي تشن حربا صليبية صهيونية مسعورة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الصامد المقهور منذ 1948 من عصابة الشر الصهيو أمريكية البريطانية الألمانية الغربية الحاقدة الغادرة الجبانة التي عاثت سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸🇮🇷🇱🇧☹️☝️🚀🐒🔥
إسرائيل التي كنا نعرفها و نقيم لها ألف.حساب انتهت في السابع من أكتوبر بفضل الطوفان المبارك.
إسرائيل اليوم كيان مسخ ميت سريريا و ما يبقيه متحركا هو الذخيرة التي توفرها أمريكا بسخاء.
إسرائيل لن تدوم طويلا على هذا الحال فإن استمرت الحرب ستنهار من الخارج و إن توقفت ستنهار من الداخل.
السؤال المطروح هو من سيعوض الفراغ الجيوسياسي الذي ستتركه إسرائيل بعد انهيارها. الجواب على هذا السؤال كاشف لمدى الإنحدار الذي بلغه العرب و هزيمتهم الحضارية في مواجهة تغول الأمريكان عليهم و استعبادهم لهم.