لندن- “القدس العربي”: قال أليكس سميث المحلل في شؤون الزراعة والطعام بمعهد بريكثرو إن هزات الحرب الروسية- الأوكرانية قد تتردد وتصل إلى أفريقيا وآسيا. وحذر من زيادة أسعار الطعام التي قد تقود لثورات لو توقفت شحنات القمح الأوكراني.
وتعتبر التربة الأوكرانية الأكثر خصوبة في العالم وعرفت لقرون بأنها سلة غذاء أوروبا. وحدث أن الجزء الأكبر من الأراضي الزراعية الخصبة في أوكرانيا واقعة في الجزء الشرقي من البلاد. وبالتأكيد تلك الأراضي التي ستكون عرضة للهجمات الروسية المحتملة.
تعتبر التربة الأوكرانية الأكثر خصوبة في العالم وعرفت لقرون بأنها سلة غذاء أوروبا
ومع تجمع غيوم الحرب على طول الحدود الأوكرانية فإن قلقا واحدا لم يلاحظه أحد وهو ما سيحدث للمناطق والدول حول العالم التي تعتمد على الغذاء الأوكراني، لو مضت روسيا في خططها وضربت كييف.
وتعتبر أوكرانيا أكبر مصدر للذرة والشعير وحبوب الجاودار ولكن قمح البلاد سيترك أكبر الأثر على الأمن الغذائي حول العالم.
وفي عام 2020 صدرت أوكرانيا حوالي 18 مليون طن متري قمح من مجمل محصول 24 مليون طن متري، بشكل يجعل أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح في العالم.
ويشمل زبائن أوكرانيا الصين والاتحاد الأوروبي. وأصبح القمح الأوكراني يمثل للعالم النامي أهم الصادرات القادمة من ذلك البلد. فمثلا شكل القمح الأوكراني نصف القمح المُستهلك في لبنان عام 2020، حسب بيانات منظمة الغذاء والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة.
الفاو: شكل القمح الأوكراني نصف القمح المُستهلك في لبنان عام 2020. ويستورد اليمن وليبيا 22% و43% على التوالي من مجمل ما يُستهلك محليا من أوكرانيا، فيما تعتبر مصر من أكبر المستهلكين للقمح الأوكراني
ويعتبر القمح الأوكراني الذي يستخدم في الخبز ومنتجات الحبوب الأخرى مصدر السعرات الحرارية لـ 35% من سكان لبنان. ومن بين 14 دولة تعتمد على الاستيراد من أوكرانيا بنسبة أكبر من 10% من استهلاك القمح، فإن عددا منها يواجه مشاكل في الأمن الغذائي الناجم عن عدم الاستقرار السياسي والعنف. ويستورد اليمن وليبيا 22% و43% على التوالي من مجمل ما يُستهلك محليا من أوكرانيا. وتعتبر مصر من أكبر المستهلكين للقمح الأوكراني حيث استوردت أكثر من 3 ملايين طن عام 2020.
وزودت أوكرانيا 28% من الاستهلاك الماليزي للقمح و28% من استهلاك أندونيسيا و21% من استهلاك بنغلاديش حسب إحصائيات فاو لعام 2020. ولسوء الحظ فمعظم مصادر القمح تأتي من سلة الغذاء التاريخية في شرق أوكرانيا – خاركيف ودنيبروبتروفسك وزابوزجيا وخيرسون – الواقعة شرق دونستك ولوهانسك التي تحتلها بشكل جزئي روسيا وقوات تدعمها موسكو.
ويقول الكاتب إن تدخل روسيا في الزراعة الأوكرانية ليس شيئا جديدا. فالمجاعة الرهيبة التي نجمت عن السياسات المروعة للاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الماضي وعرفت بهولدومور واعتبرها بعض المؤرخين إبادة، قتلت ما بين 4- 7 ملايين شخص.
تدخل روسيا في الزراعة الأوكرانية ليس شيئا جديدا. فالمجاعة الرهيبة التي نجمت عن السياسات المروعة للاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الماضي، قتلت ما بين 4- 7 ملايين شخص
وهناك عدة أسباب لعبت دورا في المجاعة إلا أنه لا يمكن تجنب الرابط بين الحصص القاسية لتوزيع الحبوب التي فرضت على المزارعين الأوكرانيين وترحيلهم وقتلهم وتحويل المزارع إلى ملكية جماعية وتجويع الأوكرانيين. وهناك عدة أسباب تدعو لوقف الغزو الروسي لأوكرانيا وقبل حدوثه. فالتأثير على سلسلة تزويد الطعام من سلة مهمة من سلال العالم يجب أن يكون على قائمة الاهتمام الأولى.
وفي حال لم يمكن تجنب الغزو فعلى دول العالم التحضير للرد وبسرعة من أجل منع حدوث أزمة أمن غذائي وربما مجاعة، بما في ذلك إرسال المساعدات الغذائية للدول المحتاجة وإعادة توجيه سلاسل التوريد مما يعني تزويد زبائن أوكرانيا الحاليين.
وأخيرا، يجب أن تؤدي أزمة الغذاء التي قد تتسبب في حرب أوروبية لتذكيرنا بأولوياتنا.
وعلى الدول العمل من أجل تخفيف عدم المساواة وتخفيض الفساد وتحسين التمثيل السياسي، وكلها تزيد من تصميم المجتمع بشكل أوسع وليس بالنسبة للطعام. وكما أجبرتنا التغيرات المناخية على توسيع تفكيرنا لكي يشمل كل المعمورة، فعلينا أن نوسع تفكيرنا بشأن النزاعات الجيوسياسية. فأزمة كوكبنا ليست بعيدة عنا ولكنها نتيجة الأزمات القديمة قدم الإنسان: الحرب والمجاعة والمرض.
هههههههه نعم القمح المشع الملوث بمفاعل تشرونبيل الذي تصدرونه للعرب حتى يأكلونه ويتسرطنوا، عليكم اللعنة يا منافقين
أوكرانيا مصدر مهم للقمح وغزوها سيؤدي إلى مجاعات وثورات حول العالم. ويرفع مستوى الأرباح القمح الأمريكي