فوز ترامب يُهيمن على شبكات التواصل في العالم العربي… لماذا يسميه المصريون «أبو حنان»؟

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: هيمن فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة دونالد ترامب على شبكات التواصل في العالم العربي، وسرعان ما تصدر اسم «ترامب» قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً في مختلف الدول العربية، فيما سارع النشطاء والمعلقون إلى تحليل التأثيرات المحتملة لوصول ترامب إلى الحكم في واشنطن على القضايا العربية ولا سيما الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.

وانفرد المصريون بإطلاق اسم «أبو حنان» أو «الحج أبو حنان» على الرئيس الأمريكي ترامب، وسرعان ما تصدر الهاشتاغ «أبو حنان» قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً في مصر، وسط جدل متصاعد عما تحمله الأيام القادمة من تطورات وما إذا كان ترامب قد يتسبب بإشعال حرب عالمية ثالثة.
وحقق ترامب فوزاً ساحقاً على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، في الانتخابات التي توجه إلى صناديق اقتراعها الملايين من الأمريكيين يوم الثلاثاء الماضي، حيث اجتاز ترامب الحد الأدنى الحاسم من الأصوات والمتمثل في 270 صوتاً من أصل 538 صوتاً في المجمع الانتخابي، كما حصد الجمهوريون الأغلبية في مجلس الشيوخ أيضاً.
وضمن دونالد ترامب فوزه برئاسة البيت الأبيض بفارق تجاوز أربعة ملايين صوت عن منافسته هاريس، واستطاع كسب أصوات عدة ولايات متأرجحة منها بنسلفانيا وويسكونسن وكارولاينا الشمالية وجورجيا.

بلطجة ترامب واستفزازه

وكتب الأكاديمي الموريتاني والأستاذ الجامعي الدكتور محمد المختار الشنقيطي معلقاً على فوز ترامب: «ربما يكون أهل منطقتنا بحاجة اليوم إلى بلطجة ترامب واستفزازه وابتزازه، أكثر من حاجتهم إلى نفاق هاريس وعصابتها التي تنافق أهل المنطقة وهي تذبحهم من الوريد إلى الوريد. فمستوى الغفلة والخذلان وبلادة الإحساس التي كشفها طوفان الأقصى في صفوفنا لا يعالجه إلا لهيب السياط الحارقة».
أما الكاتب الصحافي الفلسطيني ياسر الزعاترة فكتب على شبكة «إكس» يقول إن «العالم سيعيش مع كائن تتلخّص شخصيته في أنه متقلّب، ولا يمكن لأحد أن يتوقّع مواقفه وردود أفعاله، لا في الداخل ولا في الخارج.. والأهمية هنا تكمن أنه يأتي في لحظة بالغة الحساسية لأمريكا وللعالم أجمع. أمريكا المنقسمة داخليا، والتي تواجه تحدّيات الصعود الصيني الروسي، والعالم الذي يعيش لحظة انتقال تاريخية في موازين القوى، وأضف صراعاً مُحتدما هنا في الشرق الأوسط، مع كيان يريد الهيمنة عليه».
وأضاف الزعاترة: «ما نحن متأكّدون منه هو أن ترامب لن يعيد أمريكا عظيمة كما كانت، حسب شعاره المُعلن، فالزمن لن يعود إلى الوراء، والتعددية القطبية باتت حقيقة واقعة، والأرجح أنه سيعزّز من تراجع نفوذ بلاده عبر خلخلة التحالف الغربي. وبالنسبة للصراع هنا في المنطقة، فسيكون من الصعب توقّع ردود أفعاله وطبيعة مواقفه، لكن النقطة الأكثر وضوحا هنا هي أن كل عقلاء الصهاينة كانوا ضد فوزه، ما يؤكّد قناعتهم بأن سياساته لن تخدم مستقبل الكيان، حتى لو دفعت نحو مزيد من الغطرسة».
وكتب الصحافي الأردني غيث العضايلة: «المرحلة المقبلة صعبة ومواجهتها يتطلب الحزم. مثلاً قرارات ترامب المرتقبة التي ستضر المصالح الأردنية».
وعلق المدير العام السابق لقناة «الجزيرة» ياسر أبوهلالة يقول: «أظهر فوز ترامب للمرة الأولى أن القضية الفلسطينية والصوت العربي والمسلم أصبحوا عاملاً مرجحاً للفوز. فعلى الرغم من مواقف ترامب السابقة وغير المسبوقة في دعم إسرائيل والإسلاموفوبيا، فقد حصل على أصوات من العرب والمسلمين عقابا لهاريس التي لم تقدّم لهم أي تنازل (ولا استضافة متحدث) مقابل تنازلات ترامب في تعهده بوقف الحرب، ومواجهة الإسلاموفوبيا كما ظهر في إعلانه أمام أئمة متشيغان. وبرز العرب والمسلمون قوة انتخابية مؤثرة، وليست مسجلة باسم الديمقراطيين بلا مقابل».
وأضاف أبوهلالة: «ترامب قفزة في المجهول، قد تكون لصالحنا، لكنها محفوفة بمخاطر كبرى في ظل فريق صهيوني متزمت محيط به.. يظل هو ترامب ولا يعلم غير الله، ماذا في رأسه.. وتاريخه لا يساعد على التفاؤل. بقدر ما إن الديمقراطيين لم يتعففوا عن جريمة بحقنا، ودماء غزة في رقابهم».

ترامب رجل صفقات

وعلق الإعلامي وضاح خنفر على فوز ترامب بالقول: «هو فوز لليمين عالمياً، وضربة قوية لليبراليين، ولذلك قد نرى تصاعد حظوظ اليمين في أية انتخابات قادمة في أوروبا» وأضاف: «بالنسبة لمنطقتنا فمن المبكر الحكم على سياساته تجاهها، غير أن ترامب هو رجل صفقات، ولا يسير في مسارات متماسكة، وقد يتخذ خطوات غير متوقعة في أي من الاتجاهات، غير أن المؤكد أن هزيمة هاريس ليست خبرا حزينا على الإطلاق، فإدارة بايدن الديمقراطية والغة في دماء أهل غزة، ولو أن هاريس فازت لسارت في نفس الطريق».
وكتب حمزة الكمالي: «هاريس وبايدن منذ البداية لم يكونا مرشحين جاديين، الاثنين قدمهم الحزب الديمقراطي كخيار بديل لترامب، لم يمتلكا أي مشروع أو ميزة، ميزتهم الوحيدة فقط انهم ليسوا ترامب لذلك خسر الحزب وخسرا بطريقة مذلة».
ونشر الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد على شبكة «إكس» يقول: «انتصار ترامب خبر سعيد في الرياض.. علاقة قوية مع الرئيس العائد وفريقه وسيأخذ الجميع هذه الحقيقة في الاعتبار».
وعلق الكاتب محمود سالم الجندي: «لا تخافوا على المقاومة.. فلو كان في يد نتنياهو أكثر مما قام به لما تأخر حتى رجوع ترامب للبيت الأبيض».
وكتب الناشط الأردني علي الطراونة: «صحيح أن ترامب ليس رجل حروب، إلا أنه بالتأكيد ليس رجل سلام. لم يبدأ ترامب حروباً جديدة خلال فترة رئاسته السابقة ولم يطلق عمليات عسكرية واسعة، لكنه انتهج أسلوباً تصعيدياً مثيراً للتوترات في التعامل مع القضايا الأمريكية الخارجية.. أستغرب كيف يتناسى البعض سياسته التصعيدية في الشرق الأوسط التي تسببت في إثارة التوترات من بعده. ترامب هو من وقع قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية. ترامب هو من أنهى عملياً حل الدولتين بما أسماه «صفقة القرن» ما تسبب لاحقاً في انفجار الأوضاع في الشرق الأوسط، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران وزاد من توتر الأوضاع مرة أخرى».
وأضاف الطراونة: «باختصار، ترامب يتحول إلى رجل سلام حينما يجد أمامه رجل حرب يخشاه مثل بوتين أو كيم جونغ أون. أما أمام «النمل العربي» فهو رجل تجبر واستعلاء، ولذلك أمامه يروجون لأتباعهم أنهم أمام ترامب رجل الاستقرار والسلام».
وعلق الإعلامي شريف منصور: «ترامب يؤمن بأن إسرائيل مساحتها صغيرة، وتحتاج مساحة أكبر من مساحتها الحالية. وهذا يطرح سؤالاً: هل ستقبل الدول المطبعة بهذه الرؤية الترامبية؟ لأنها إذا قبلت فمعنى ذلك أنها ستتنازل طواعية لإسرائيل عن أجزاء من أراضيها، وستبذل كل مافي وسعها لجعل فلسطين كلها تحت السيطرة الإسرائيلية، وأجزاء من لبنان وسوريا وربما العراق».
ونشر ناشط يُدعى «بوغانم» تغريدة قال فيها: «أول ملف وأهم ملف وأكثر ملف سيركز عليه ترامب هو إعادة تفعيل اتفاقية ابراهام، أو البيت الابراهيمي. إعادة تفعيل الاتفاقية سيكون طوق نجاة للبعض وبعض الدول ستستخدم ملف ابراهام للقفز على حرب غزة القائمة، وسيستخدمون من حرب غزة عذراً للانضمام إلى اتفاق ابراهام».

المصريون: عودة أبو حنان

وتصدر اسم «أبو حنان» المواضيع الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، فور الإعلان عن فوز ترامب، حيث أطلق المصريون على الرئيس الأمريكي الجديد اسم «الحاج أبو حنان».
ويعود إطلاق لقب «أبو حنان» على ترامب إلى الإعلامي المصري الشهير عمرو أديب، خلال ولاية ترامب الأولى بين عامي 2016 و2020 حيث لعبت نجلة الرئيس إيفانكا ترامب، دورا في ذلك، بسبب وجودها بالقرب من والدها بالبيت الأبيض.
ونشر أديب، تغريدة على موقع «إكس» قائلا إنه له حقوق أدبية في استخدام هذا الإسم، وقال مازحاً: «قررت فتح حساب بنكي لكل من يستخدم اسم أبو حنان يدفع 5 دولارات حق أداء للعبد الفقير لله، وهي رسوم تدفع لمرة واحدة أي إنك تستخدم الاسم للأبد في كل المنصات». واستدرك قائلا: «طبعاً دي مجرد دعابة لأصحاب الفهم المتحجر».
واستخدم العديد من المدونين والنشطاء في مصر هذا اللقب في تعليقاتهم على فوز الرئيس السابق والمرشح الجمهوري ترامب، وقال أحد المعلقين: «الحاج أبو حنان رجع يا رجالة.. دا إحنا هنشوف أيام عنب».
وكان ترامب قد أعلن في بداية ولايته الأولى لحكم البيت الأبيض مشروعاً للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما اشتهر لاحقاً باسم «صفقة القرن».
وتضمن الخطة استمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية. أما فيما يتعلق بالحرم القدسي الشريف في القدس فسيبقى الوضع كما هو على أن «تحمي إسرائيل الأماكن المقدسة في القدس وتضمن حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والديانات الأخرى». كما يحتفظ الأردن بموجب الخطة بمسؤولياته على المسجد الأقصى في القدس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية