ما حدث ليلة الاثنين الماضي في باريس ربما أذهل العالم الكروي بأحداثه وتطوراته، والامر لا يتعلق بعدم فوز فينيسيوس جونيور بجائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول»، بل من مقاطعة الريال الحفلة.
ورغم عدم قناعتي بتضخيم أحداث الحفلات والجوائز الفردية، على اعتبار انها تقديرية وتكريمية أكثر من أنها انجاز مكتسب ولا غبار عليه، خصوصا أن المعاير تبقى غامضة وهوائية وغير محددة، فمثلا بطل الدوري يحدد بعدد النقاط الذي يجمعه في النهاية، وبطل الكأس يحدد بنتيجة المباراة النهائية، لكن هوية «أفضل» لاعب أو مدرب أو حارس، فهي خاضعة لمعايير فضفاضة، بالامكان تطبيقها على كل المرشحين من دون ايجاد الفارق الحاسم، وأيضا في حالة فشل فينيسيوس في مسعاه الاخير في الفوز، فان الامر لم يتوقف فقط على حقيقة ان عددا من زملائه في الريال كانوا مرشحين معه بنفس الجائزة، ومن شبه المؤكد ان الاصوات توزعت بينهم بدل جمعها في سلة النجم البرازيلي، لكن هناك عاملاً مهما آخر وهو «اللعب النظيف»، وهو معيار لا شك أنه أخذ في الاعتبار عند المقارنة مع الفائز في النهاية رودري.
خيبة خسارة فينيسيوس لم تكن كافية، لأن الريال قرر اظهار الوجه القبيح والغاضب بصورة طفولية لكل الأحداث، عندما قرر مقاطعة الحفلة برمتها، رغم انه ممثل اسبانيا التي حظيت بنصيب الأسد من الجوائز، بل تغاضى حتى عن التمثيل بالاحتفال بفوز مدربه كارلو أنشيلوتي بـ«أفضل» مدرب وفوز الريال ككيان بجائزة «أفضل» ناد. والجائزة الأخيرة باتت مضحكة ومثيرة للسخرية وتعكس مدى سخافة كل هذه الجوائز، فاذا كان هذا هو تصرف «أفضل» ناد، فكيف الحال بالآخرين؟ في الواقع هذا التصرف أفقد الريال الكثير من الهيبة والاحترام وعزة النفس، وذكرني بنا كأطفال نلعب كرة القدم بالحواري عندما كان يأتي صاحب الكرة ويأمرنا بما يريد، فاذا أراد أن يكون مهاجما وهو سمين لا يقوى على الركض فعلينا الموافقة، واذا أراد أن يصبح حكما يدير اللقاء فعلينا الموافقة، والا يهددنا بأخذ الكرة والرحيل! فاذا اعتبر الريال أنه لن يحضر حفلا لا يتم فيه احترام لاعبيه، مثلما قال في بيانه الرسمي، فكيف سيحترمه العالم وخصوصا الاسبان وهو لا يحترم الجميع؟ وكأنه يقول للجميع اما ان يحدث ما نريد او نفسد الحفلة.
ويرى البعض أن عدم حضور ريال مدريد الحفلة كان رسالة اعتراض على التحيز المحتمل ضد بعض لاعبيه، خاصة في ظل الأداء البارز للاعبين مثل فينيسيوس وجود بيلينغهام وكارفاخال الذين كانوا يستحقون التقدير أيضا. رغم أن الريال كنادٍ كبير يُتوقع منه احترام هذه الفعاليات الرياضية التي تحتفل بالإنجازات الفردية والجماعية للاعبين، وكان عليه إرسال ممثلين للنادي كنوع من التقدير لمثل هذه الأحداث المهمة، وإظهار الدعم لمرشحيه وفائزيه.
لكن هذا هو المنطق الذي انطلق منه الريال لانشاء «الدوري السوبر»، بانه أهم ما هنالك في عالم كرة القدم، وأنه يجب ان يدير العالم عبر هذه المركولة، بدراسة عشوائية وبدائية لفكرة رفضت لاحقا من الجميع، وبقي وحده متمسكا بها، لسبب انها ستجعله أكثر ثراء وقوة وسيطرة، ومستندا على الشعبية الجارفة التي يتمتع بها، لكن الواقع دائما يقول أن لا أمان في كرة القدم، وخطأ واحد فادح قد يقودك الى سلسلة من الكوارث تقودك الى التخبط والمعاناة.
مثل هذا التصرف يقود الى التفكير بجوائز السنوات الماضية، والتي كانت أشبه بجوائز «الافضل» في الكرة الاسبانية، كون الفائزين وغالبية المرشحين هم في الواقع من ناديي ريال مدريد وبرشلونة حصرياً، حتى جوائز هذه السنة احتكرت من الاسبان ومن الناديين ما عدا جائزة «أفضل» لاعب، ما يكشف السر خلف هذا الغضب من خسارة الجائزة، لانها سبب في زيادة شعبية النادي، فعندما يتوج نجم النادي «أفضل» لاعب في العالم، فان اسم النادي سيردد على ألسن الجميع، عدا عن أن قيمة اللاعب سترتفع أضعافا عما كانت عليه، وهو يصب لمصلحة خزينة النادي.
نعم فينيسيوس قدم بعض المباريات الرائعة، لكنه أيضا عانى في الكثير منها، خصوصا في مبارياته مع المنتخب البرازيلي، بل في الحقيقة اذا كان الريال زعل على فقدان الجائزة الفردية، فمن الأفضل لو انها كانت خسارة كارفاخال لها وليس فينيسيوس، لأن الظهير الأيمن أحرز كل الألقاب الممكنة مع ناديه ومنتخب بلاده، واذا كان فينيسيوس يعتبر من أفضل المهاجمين في العالم، فانه لا يعرف كيف يدافع، وهو ما يستطيع كارفاخال قوله، وهو يبرز معضلة أخرى، وهي: لماذا يتم تفضيل المهاجم على أي لاعب آخر في الفريق؟
لكن كان على ناد عريق مثل ريال مدريد أن يتصرف من منطلق هذه العراقة، وليس انتظار المتربصين والناقدين لايضاح هذ الفكرة، ولهذا قد يكون فينيسيوس لم يفز بالجائزة، لكن الواقع ان الريال خسر مرتين في هذه الحفلة: جائزة «افضل» لاعب، وجائزة «أرقى» ناد.
الريال لم يفقد الهيبة ولا الاحترام ولا عزة النفس؛ بل مقالك هو الذي افتقر للتوازن في طرح الأفكار.
أما فيما يخص فينيسيوس، فلا شك أنه أحد أفضل المراوغين في العالم حاليًا. بفضل سرعته العالية وجرأته في المواجهات الثنائية “احد ضد واحد و أهدافه الحاسمة، استطاع أن يثبت نفسه كنجم بارز في كرة القدم العالمية.
في كرة القدم هناك ريال مدريد وباقي الفرق. الكيان الأبيض فوق كل مقارنة. فينيسيوس كان الأحق بالفوز بالكرة ولكن الاتحاد الأوربي ومعه دجال باريس كان لهم رأي آخر وهو مذلة أكبر فريق في التاريخ ماضيا وحاضرا. ولكن الريال اثبت انه اكبر من كل هذا ولم يأت لحفل كان بمثابة فخ لإذلال فريق صعب هزمه في الميدان.
على ذكر النجم فينيسوس.. هو من عشاق المغرب ويقضي وقتا طويلا في مدينته المفضلة مراكش..
.
انتفض زميله في ريال مدريد النجم المغربي ابراهيم دياز مساندا اياه في ما حصل … المهزلة…
.
لمن احب.. فيديو قصير وجميل جدا لفينيسوس يلعب مع اطفال في مراكش في احد
الفعاليات الخيرية .. في بداية السنة .. بكل امن واطمأنان…
.
https://youtu.be/OqbojafdN-A?si=XyoyQkVyMAOB_J3U
.
يبدو ان مراكش اصبحت مدينة لريال مدريد.. وعلى رأسم رونالدو منذ زمنه مع ريال.. و الدي يمتلك هناك فندقا فاخرا..