بعد توصل الهلال السعودي الى اتفاق يقضي بإنهاء عقد البرازيلي نيمار بالتراضي قبل ستة شهور عن نهايته، تصدر الحديث عن خليفته في الفريق صدر صفحات الصحف والمواقع الاخبارية المختصة التي تداولت اسمي الثنائي الأفضل في العالم حاليا، نجم ليفربول محمد صلاح ومهاجم الريال فينيسيوس جونيور، مرفقة بأرقام فلكية تفوق تلك التي أنفقت من أجل استقدام رونالدو ونيمار وبنزيمة، خاصة وأن الفريق مقبل على المشاركة في نهائيات النسخة الأولى من نهائيات كأس العالم للأندية المقررة الصيف المقبل، ومطالب بتعويض صفقة نيمار التي كانت فاشلة ومكلفة بسبب الاصابات المتكررة التي تعرض لها اللاعب على مدى سنة ونصف السنة اكتفى فيها بالمشاركة في سبع مباريات، سجل فيها هدفا واحدا فقط.
محمد صلاح صار منذ بداية الشهر الجاري أولوية الهلال بعد أن صار حرا وبامكانه التفاوض مع أندية من خارج انكلترا، ومن ثم الرحيل مجانا الى أي وجهة أخرى نهاية الموسم الجاري، ما يعفي الهلال السعودي من دفع ثمن الصفقة لفريقه ليفربول والاكتفاء بالاتفاق مع صلاح على مبلغ الانتقال والراتب السنوي الذي لن يقل عن 300 مليون دولار، خاصة بعد أن ازدادت فرصة رحيله عن ليفربول اثر تعثر مفاوضات التمديد بين الطرفين رغم رغبتهما في الاستمرار معا لموسمين إضافيين على الأقل، لكن يبقى القرار بيد محمد صلاح لوحده، وسط ضغوطات إعلامية وجماهيرية تتزايد في انكلترا والسعودية بالموازاة مع مرور الوقت واستمرار تألقه مع فريقه ليفربول منذ بداية الموسم حتى صار هداف الدوري.
تخوف الهلال من امكانية توصل صلاح الى اتفاق تمديد مع فريقه ليفربول وضياع الصفقة المرتقبة من الجميع، دفعه للبحث عن بديل آخر محتمل تصدر اسمه وسائل الإعلام السعودية والإسبانية والعالمية وهو مهاجم الريال البرازيلي فينيسيوس جونيور المرتبط بعقد مع الريال الى غاية صيف 2027، ما يقتضي التفاوض مع فريقه على مبلغ الصفقة الذي قد يصل الى مبلغ 400 مليون يورو، والتفاوض مع اللاعب على راتبه السنوي ومختلف المزايا التي تصل الى 300 مليون يورو حسب تقديرات بعض الخبراء، في حين تتوقع صحيفة “آس” الاسبانية أن يخصص السعوديون مبلغ مليار دولار لاتمام الصفقة الأكبر في تاريخ كرة القدم العالمية مع أفضل لاعب في العالم حاليا لمدة خمسة مواسم.
ليفربول الإنكليزي لم يعد طرفا في تفاوض صلاح مع الهلال، ولكن الريال يبقى عقبة كبيرة في وجه إتمام صفقة فينيسيوس جونيور مع الهلال خاصة وأن مبلغ الشرط الجزائي للرحيل يفوق المليار دولار، ولا يفكر في بيعه، بل مستعد لتمديد عقده وزيادة راتبه المقدر بـ20 مليون يورو سنويا، إلا اذا ألح الدولي البرازيلي على ضرورة جلوس ادارة الريال معه لمناقشة عرض الهلال الذي يسيل لعاب كل لاعب وناد، ويسمح للريال بتعويضه بأفضل لاعبي العالم مثلما حدث مع سابقيه رونالدو وبنزيمة، وحدث مع نجوم آخرين استقطبهم دوري روشن السعودي رغم تكاليفهم الباهظة وتمسك أنديتهم بهم، مثلما هو الحال مع صلاح وفينيسيوس جونيور، خاصة مع الأصداء والانطباعات الجيدة التي تركتها الصفقات التي تمت في الدوري السعودي خلال سنتين ماضيتين.
محمد صلاح أو فينيسيوس جونيور، المهم أن الهلال يريد تعويض صفقة نيمار ودخول كأس العالم للأندية بنجم كبير وحظوظ أوفر للمنافسة رغم توفر تشكيلته على مجموعة من أبرز لاعبي العالم على غرار ميتروفيتش وميلينكوفيتش سافيتش ومالكوم وجواو كانسيلو ورينان لودي والحارس الدولي المغربي ياسين بونو، كما أن الاستقطاب السعودي يسعى لجلب المزيد مهما كانت التكلفة ومهما كان اسم اللاعب والفريق الذي ينتمي اليه، لذلك ليس هناك ما يمنع انضمام صلاح وفينيسيوس جونيور وكيليان مبابي الى الهلال والنصر والاتحاد رغم كل الأصوات التي ترتفع هنا وهناك في السعودية وخارجها، تنتقد وتهاجم وتتهكم وتتخوف من سيناريوهات لا تخطر على بال أحد في عالم الكرة الجديد.
إعلامي جزائري
قد يكون جيدا من الناحية التسويقية الدخول إلى كأس العالم للأندية 2025 بلاعبين من الطراز الأول خاصة مع نظامها الجديد المكون من 32 فريقا، فدائما النسخة الأولى من أي مسابقة تبقى عالقة في الأذهان مهما طال الزمن، وأكبر دليل مشاركة الرجاء الرياضي المغربي في النسخة الأولى بالبرازيل في سنة 1999 والتي مازال يتذكر تفاصيلها الكثيرون أكثر من النسخ التالية التي عرفت مشاركة أندية مغربية.
في اعتقادي انه في حالة قدوم صلاح سيكون منافسا لمحرز، وربما يكون منافسا لرونالدو، وفي حالة انتقال سليماني المرتقب الى الدوري سيتنافس خصوصا مع عوار ، وأما المنافسة بين سعيود وبن زيمة فهي المنتظرة بقوة . القائمة طويلة والعنوان واحد: المنافسة؟ مين ينافس مين يا اخوان العروبة ، بدنا نتعاون ، بدنا مؤاخاة، بدنا نضع اليد في اليد حتى نواجه ما ينتظرنا في الغد.
أموال ضخمة تصرف على هذه اللعبة من قبل الحكومة ومن المال العام، اليس حريا ان توجه هذه الاموال الى استثمارات حقيقية تحد من البطالة وتوظف الشباب في صناعة مستقبل الامة.
ألن يكون شعور قاسيا و محبطا حين نكتشف أن الحياة كانت مجرد حديث في كرة القدم، مهما طغت الكرة على حياة الناس على العموم، لا يمكن قبول أن تكون هي الهدف و المبتغى و سبب الرزق و هي الحكايات و النقاشات و السمر و سبب الغضب و العداوة، بل أهم من الأمن و من العبادة…
هل يعقل أن يقضي الانسان ردحا من الزمن ، وهو يتابع باهتمام كبير ويشغل نفسه وغيره بأخبار لاعب هنا ومدرب هناك، فريق هنا وفريق هناك؟ اذا كان احدهم يتقاضى بسخاء مقابل تعليق هنا وخربشات هناك، الا يجدر أن يسلط الضوء ايضا على الانشغالات الحقيقية للشباب؟
اذا كان لا يعلم فتلك مصيبة ، وان كان يعلم فالمصيبة أكبر؟