في حركة كماشة.. الكنيست تشريعياً والمستوطنون ميدانياً: لم يبق من “الضم” سوى إعلانه رسمياً

حجم الخط
0

في الوقت الذي تبنى فيه اليمين الإسرائيلي “رؤيا ترامب” لترحيل مليوني غزي في صالح إقامة ريفييرا أمريكية في القطاع، والجيش الإسرائيلي يمهد التربة لبقاء طويل، وبات المستوطنون يضعون بنى تحتية لاستيطان متجدد في غزة. أما في الضفة الغربية فلم يعد الضم يزحف؛ بل قام على قدميه ويسير على ساقيه.

الضم بات هنا. عندما يعلنون عنه رسمياً يكون الأوان قد فات، والمسيرة اكتملت. هذه هي طريقة المستوطنين والحكومة: عمل كل شيء إلا الإعلان الرسمي، بعلم أن أحداً لن ينتبه أو لن يأبه.

 ما يحصل عملياً واضح لمن يتجول في الضفة الغربية، وواضح أكثر لمن يتابع نشاط سموتريتش وباقي أعضاء الائتلاف: ارتفاع شاسع في مدى إقرارات البناء في المستوطنات، ونقل الإدارة في الضفة من الجيش إلى المستوطنين ومؤيديهم، وإعلان عن أراضي دولة بوتيرة مدوية، وإنفاذ متسارع للقانون ضد البناء الفلسطيني.

الكثير من هذه الأمور يمر من تحت الرادار لأن الحديث يدور عن أمور بيروقراطية: إقامة مديرية استيطان، ونقل صلاحيات من الإدارة المدنية، والمضي بقانون يسهل على اليهود شراء الأراضي في الضفة وإجراءات تحسن المناعة الاقتصادية للمستوطنات – مثل مشروع القانون الذي يسمح للمستوطنات بتلقي مداخيل الأرنونا من مناطق صناعية وتجارية في الأراضي السيادية لإسرائيل، أو قانون يحتسب بلدات جنوب جبل الخليل جزءاً من النقب. وكل هذا بهدف واحد: إعطاء المشروع الاستيطاني مزيداً من الميزانيات.

حقيقة أن مشاريع القوانين هذه لم تجز بعد، لا تمنع الائتلاف من ضخ ملايين الشواكل بكل أنواع الطرق. أمور كهذه لم تعد تجرى خفية، بل بفخار وعلى رؤوس الأشهاد: في الآونة الأخيرة شارك سموتريتش وأوريت ستروك في احتفال تدشين في المَزارع في جنوب جبل الخليل. وليس صدفة أن للمَزارع في أرجاء الضفة دوراً مهماً في الضم الفعلي: فهي تعمل لإفراغ مناطق “ج” من الفلسطينيين وحشرهم في المدن.

المستوطنون الذين في الكنيست والمستوطنون الذين في الميدان، يعملون بشكل كماشة، من خلال السيطرة على مؤسسات الدولة ذات الصلة الأكبر بالضفة، ونقل ميزانيات وإعطاء شرعية متصاعدة لـ “فتيان التلال” [شبان المستوطنين) – الذين يقومون في الميدان بمهمة طرد أكبر عدد من الفلسطينيين، بانتظار الضم الرسمي.

محظور إشاحة النظر، ومحظور التفكير بأن الضم إعلان افتراضي فقط. يجب توجيه النظر مباشرة إلى الواقع القائم في الميدان. وما نراه هو أن الضم حاصل وكل الوسائل أعدت له.

أسرة التحرير

هآرتس 23/4/2025

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية