في رد على استهداف قواعدها العسكرية في سوريا: أمريكا تقصف المربع الأمني الذي يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني في دير الزور

منهل باريش
حجم الخط
1

تفاخرت الميليشيات الشيعية التابعة لإيران والتي تنشط في العراق وسوريا بالتبني العلني لـ35 هجوما ضد المواقع الأمريكية في سوريا والعراق، بينها ست هجمات في يوم واحد. وقالت معرفات «المقاومة الإسلامية» أن كل هجوم هو عبارة عن رشقة صاروخية أو هجوما بالطائرات الموجهة الانتحارية، ويأتي مجمل الهجمات خلال عشرين يوما فقط، حسب الإحصائية المذكورة. وبثت المعرفات شريطا مصورا لاشتعال النيران في قاعدة الحرير في أربيل بالعراق إثر قصفها قبل أيام. إلى ذلك، نشر أحد المراسلين الحربيين التابعين للميليشيات صورا للطائرة المسيرة التي استهدفت قاعدة الشدادي الأمريكية أقصى شرق سوريا، وهي على الأغلب طائرة إيرانية مطورة من مسيرة «معراج 532» الإيرانية والتي تُطلق سواء من قاعدة على ظهر آلية رباعية الدفع أو من قاعدة ثابتة. وهي نفس الطائرة المذخرة التي أطلقتها «المقاومة الإسلامية» في العراق ضد قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة خلال الشهر الماضي حسب ما رصدت «القدس العربي». الهجمات المتكررة دفعت الجيش الأمريكي للرد، حيث هاجمت طائرتان مقاتلتان من طراز F-15 تتبعان للقوات الجوية الأمريكية المربع الأمني للميليشيات الشيعية الذي يشرف عليه الحرس الثوري الإيراني في مدينة دير الزور، وقال مصدر محلي لـ«القدس العربي» إن الفصائل الشيعية منعت أي شخص من الاقتراب من المكان، لكنه رجح أن يكون الاستهداف طال «مطبخ الحرس الثوري أو جواره» وهو بالأساس مقر للمطبوعات المدرسية في وزارة التربية السورية استولى عليه النظام سابقا وتسلمته الميليشيات التابعة للحرس الثوري.

وعلقت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» على الأمر قائلة أنها استهدفت «منشأة لتخزين الأسلحة في شرق سوريا، الأربعاء» فيما وصف وزير الدفاع لويد أوستن الهجوم بأنه «ضربة دقيقة للدفاع عن النفس» ردًا على «سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل القوات الأمريكية». وقال أوستن إن المنشأة «كانت تستخدم من قبل الحرس الثوري الإيراني». موضحا للصحافيين: «نحن نرد على عدد من الهجمات ضد قواتنا وهذه ضربات دفاعية» وفرق بين الضربة المذكورة وما «تفعله إسرائيل في جهودها ضد حماس». مشددا على أن هدف واشنطن هو «التأكد من أن الصراع الدائر في غزة لا يتوسع ويتحول إلى صراع على مستوى المنطقة».
وحذر طهران في حال عدم انخفاض الهجمات ضد القوات الأمريكية أو توقفها فإنه سيتخذ «إجراءات إضافية… ونحن جادون تمامًا بشأن ذلك».
ونقل «البنتاغون» عن مسؤول دفاعي كبير قوله: «إن القيادة المركزية الأمريكية تحقق في طائرة استطلاع واستخبارات عسكرية بدون طيار من طراز MQ-9 تم إسقاطها في المجال الجوي الدولي يوم الأربعاء قبالة سواحل اليمن». ولا يفضل مسؤولو «البنتاغون» ربط الغارات الجوية ضد الميليشيات الإيرانية في دير الزور بقضية اسقاط الطائرة بدون طيار من قبل الحوثيين. وتعتبر الطائرة المذكورة واحدة من أهم الطائرات متعددة المهام في العالم، فهي طائرة كبيرة يصل وزنها لقرابة 2200 كيلو غرام وطول جناحها 20 مترا وتطير لمسافة تصل إلى 1100 ميل وارتفاع 15 ألف متر وتحمل ستة صواريخ موجهة بالليزر وهي الطائرة التي كانت أكثر اعتمادا في عمليات الرصد الأمريكي طوال الحرب الأمريكية في أفغانستان لأكثر من عشرين عاما. وكذلك استخدمت في عمليات اغتيال زعماء القاعدة في اليمن وغيرها.
وفي إطار سعي «البنتاغون» لحماية جنودها في سوريا والعراق، قال مسؤول دفاعي كبير إن ضربات 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، كانت «ردًا على التهديدات والهجمات المستمرة الموجهة إلى القواعد الأمريكية في كل من سوريا والعراق من قبل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة مع إيران».

تعزيزات أمريكية

هذا وعززت القواعد الأمريكية ببطاريات باتريوت إضافية ونشرت القيادة المركزية بطاريات الدفاع الجوي للارتفاعات العالية «ثاد» وهي المنظومة المتخصصصة بإسقاط الصواريخ بعيدة المدى والصواريخ البالستية والهدف من نشرها هو الردع في حال توسع دائرة الحرب في الشرق الأوسط لتشمل إيران وأذرعها. كما بدأت القوات الأمريكية بتكثيف الطلعات الجوية الدفاعية بما فيها الاعتماد أكثر على الرصد الجوي واستخدام الطائرات المسيرة. ونشر الجيش الأمريكي في المنطقة طائرات «A-10» ذات المدفع الرشاش عيار 30 ملم وتستخدم الطائرة المذكورة في الاشتباك المتوسط وتمتلك مقدرة عالية في الهجوم على الدبابات والآليات المصفحة. كما نشرت القيادة الأمريكية عددا إضافيا من المقاتلات البرية المدرعة في كل من العراق وسوريا، وعززت القواعد بنحو 900 جندي.
على الجانب الآخر، يُلاحظ زيادة وتيرة الهجمات الانتقامية للميليشيات. فقد تعرضت القواعد الأمريكية لهجمات مكثفة بعد استهدافها مقرين للميليشيات الشيعية التابعة لإيران في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وفي المتابعة، نشرت بعض المعرفات التابعة للحشد الشعبي الشيعي العراقي صورة لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني وقائد الحشد الشعبي في العراق، ابو مهدي المهندس ملصقة على جناح إحدى الطائرات المسيرة التي انطلقت لتهاجم قاعدة عين الأسد في العراق.
وهدد المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي، ابو علي العسكري أنه بعد تصعيد «المقاومة الإسلامية في العراق» سيقومون «بإغلاق المصالح الأمريكية وتعطيلها في المنطقة خلال الأسابيع المقبلة إذا استمر العدوان» الإسرائيلي على غزة. معتبرا أن إغلاق السفارة الأمريكية ومنع حاملي الجنسية الأمريكية من دخول العراق مسألة ستصل إليها الكتائب «بطريقتها الخاصة (غير السلمية)».

معبر طريبيل
وفي أجواء الشحن داخل العراق ومحاولة خلط الأوراق في المنطقة، دفع الحشد الشعبي في العراق أنصاره منذ 20 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي إلى معبر طريبيل الحدودي مع الأردن للتظاهر تحت شعار «فلسطين أقرب» ولا يمكن قراءة هذه التحشدات الشعبية المستمرة إلا في محاولة زعزعة الأمن في الداخل الأردني والضغط السياسي على العاصمة عمان. فالفصائل الشيعية الأفغانية والباكستانية وحزب الله اللبناني موجودة في محافظتي درعا والقنيطرة السوريتين منذ سنوات، كما أن وصول التجمعات الشعبية إلى فلسطين ومواجهة إسرائيل التي تبعد أمتارا عن الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل وليست بحاجة للعبور من الأراضي. ناهيك عن الحدود المفتوحة بين سوريا والعراق وسيطرة الميليشيات التابعة لطهران على معبر القائم في العراق ومعبر البوكمال المقابل له في سوريا.
في سياق منفصل، قتل 24 جنديا من قوات النظام السوري وميليشيا الدفاع الوطني وأربعة من لواء القدس الفلسطيني في سلسلة هجمات متتالية لمقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة السخنة شرق محافظة حمص الأربعاء، بالقرب من منطقة المثلث الذي يجمع محافظات دير الزور وحمص والرقة. ويعتبر الهجوم على نقطتين عسكريتين في منطقة الكوم على الطريق الواصل بين السخنة والرصافة وهي المنطقة الجبلية في عمق شمال البادية السورية من أعنف الهجمات خلال الأشهر العشرة الأخيرة. من جهته، رجّح المرصد السوري ارتفاع حصيلة القتلى بسبب «وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة» وقدر عدد القتلى بنحو 34 جنديا. وقالت «وكالة أعماق» الناطقة باسم تنظيم «الدولة الإسلامية» إن المقاتلين «هاجموا ثكنتين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة» ورجحت «زيادة عدد القتلى نظرا للإصابات القوية لبعض العناصر» وأوضحت المصادر أن المقاتلين استولوا على آليتين رباعيتي الدفع بالإضافة إلى أسلحة وذخائر متنوعة، وأحرقوا الثكنتين وآلية رباعية الدفع وخزانا للوقود قبل أن ينسحبوا من المنطقة بسلام حسب ما وصفت.
ان توتر الأجواء في البادية السورية وشرق سوريا سيوفر مناخا ملائما لخلايا ومقاتلي «الدولة الإسلامية» النشطة لتكرار الهجمات، كما ان القصف الإسرائيلي والأمريكي لعدة معسكرات ونقاط سيعطل عمليات الدعم وتعزيز النقاط المنتشرة قرب حقول الغاز والنفط في جوار تدمر، ما يعني ارتفاعا في وتيرة الهجمات خلال الأسابيع المقبلة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عربي سوري:

    في احدى شطحات المعتوه ترامب وهو يتحدث الى مؤيديه قبل ايام فضح من جديد احد الاسرار التي تخبئها المخابرات الصليبية بحرص شديد عندما تحدث عن الذي حصل بعد اغتيال المجرم سليماني والمجرم الاخر معه وكيف اتصل بهم ملالي طهران بان عليهم ولحفظ ماء الوجه ان يردوا على هذا الاغتيال ب١٨ صاروخ دقيق لا يخطيء الهدف والتي سيتم اطلاقها باتجاه قاعدة عين الاسد الامريكية في العراق وان ملالي ايران سيبذلون قصارى جهدهم بان تسقط الصواريخ حوالي القاعدة وعلى اطرافها يعني خلبية وكان رد المعتوه انه لامانع لديه وان كل المتواجدين حوله اثناء القصف كانوا متوترتين الا هو فكان يراقب بكل هدوء ورياحية لانه يعرف انها مسرحية تافهة تكررت الاف المرات بين الحلف الصهيوصليبيي والحلف الشيعي في العراق وسورية وافغانستان واليمن ولبنان فهل بعد كل ذالك لايزال السذج من العربان يصدقون مسرحيات العداء بين الصليبيين وعملاؤهم الصهاينة والحلف الشيعي

اشترك في قائمتنا البريدية