في ظل تزايد أهمية الخليج لترامب.. لا خيار أمام نتنياهو سوى الحرب فهي ما تبقيه خارج السجن

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تحليلا أعده بول نوكي، محرر شؤون الأمن الصحي العالمي، قال فيه إن الحرب هي الخيار الوحيد أمام نتنياهو ولن تتوقف المذبحة حتى رحيله. وقال إن استمرار الحرب يمكنه من البقاء سياسيا رغم إرادة غالبية الإسرائيليين.

 وأشار إلى الغارات الجوية التي بدأت في الساعة الثانية من صباح الثلاثاء ضد غزة وخلفت أكثر من 400 قتيل في القطاع. وقال إن هناك من قتل حالا فيما علقت أعداد من الضحايا، معظمهم من الأطفال والنساء تحت أنقاض بيوتهم التي كانوا ينامون فيها، كما وجرح أكثر من 500 آخرين، بعضهم بجراح ستغير حياتهم وللأبد.

 وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حماس مسؤولية عودة الحرب، لكن قلة من الدبلوماسيين، سواء داخل إسرائيل أو خارجها، يصدقون ذلك. ونقلت الصحيفة عن غيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي السابق في ملف الأسرى، يوم الثلاثاء: “نعلم جميعا أن نتنياهو لم يكن ينوي قط الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، لأنه لم يكن ينوي قط وقف الحرب في غزة”، مضيفا أن “استمرار الحرب يمكنه من البقاء سياسيا رغم إرادة غالبية الإسرائيليين”.

وتساءل الكاتب عن سبب اختيار نتنياهو الحرب على السلام؟ الجواب، هو أنه لا يوجد أمامه أي خيار، أو على الأقل الخيار الذي يضمن بقاءه في السلطة وخارج السجن.

تصر الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تعتمد عليها حكومة نتنياهو الائتلافية الهشة على ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، غزة والضفة الغربية

ففي الداخل، تصر الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تعتمد عليها حكومته الائتلافية الهشة على ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، غزة والضفة الغربية. ولا يرى قادتها جدوى في التفاوض على السلام والتنازل عن الأرض بينما ينتصرون في حرب بدأها عدوهم، بل يريدون انتهاز الفرصة لإقامة إسرائيل الكبرى، وهم مستعدون لإسقاط الحكومة ما لم يحصلوا عليها.

في البداية، استغل اليمين تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المبالغ فيه بطرد مليوني فلسطيني من غزة وبناء “ريفييرا الشرق الأوسط”. ولطالما كان حلم الاستيلاء على غزة فنتازيا اليمين المتطرف وكان كافيا لعبور نتنياهو المرحلة الأولى لوقف إطلاق وإن بالكاد. وفي الوقت الذي دفعت مناورات ترامب إسرائيل للموافقة في كانون الثاني/يناير على وقف إطلاق النار، إلا أن تهديده بإفراغ غزة وتملكها بنفسه، حفز الدول العربية للتحرك.

وقبل عشرة أيام فقط، جاءت مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن ودول أخرى بخطة خاصة بها لغزة، وهي صفقة جيدة بكل المقاييس. وتقول هذه الدول إنها ستمول إعادة إعمار القطاع بدون ترحيل سكانه. وستستبدل حماس بإدارة فلسطينية من التكنوقراط، بل وستسعى لنزع سلاح الحركة وتوفير قوات حفظ سلام.

وكمحاولة لترضية ترامب وطموحاته بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، أعلنت السعودية عن استعدادها لاستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة. ويجب على ترامب، مقابل هذا جلب إسرائيل إلى الطاولة والتوصل لسلام دائم مستدام وطريق لحل الدولتين. وهذا هو أسوأ كابوس لليمين الإسرائيلي. ولن تكون هناك إسرائيل أعظم إذا تم التوصل إلى مثل هذه الصفقة. وستستمر أسعار المنازل التي وصلت بالفعل إلى مستويات خيالية في جميع أنحاء إسرائيل في الارتفاع.

وبالنسبة لإسرائيل، فهناك بعد نفسي عميق. فقد حل محل خيال تهجير سكان غزة، خلال الشهر الماضي إدراك أن القوة في المنطقة أصبحت الآن في الخليج وبشكل متزايد. وليست الثروة الهائلة للمنطقة وحدها هي ما تغير الأمور. فقد عقد كبار مبعوثي ترامب قمة بعد القمة في قصور الرياض وقطر والإمارات العربية المتحدة الفخمة. وهذه الدول ليست هادئة وآمنة فحسب، بل استطاعت، من خلال دبلوماسيتها البارعة، أن تفتح أبوابا لترامب على روسيا والصين، والآن إيران. وحتى للراحة والاستجمام، يتجه السلك الدبلوماسي الأمريكي الآن، ليس إلى تل أبيب، بل إلى نوادي ومطاعم دبي والبحرين.

 فماذا تبقى من خيار أمام نتنياهو؟ دول الخليج في صعود، أما نتنياهو فهو أسير لليمين في إسرائيل. وبينما تتطلع الولايات المتحدة إلى صفقة كبرى مع إيران والخليج، يجد نتنياهو نفسه يكافح من أجل الحفاظ على أهميته. وفي صباح الثلاثاء، ضغط على الزر الحقيقي الوحيد المتبقي أمامه: القنابل واستئناف الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    تعسا لعرب التطبيع والتنسيق سود الله وجوههم جميعا بإذن المنتقم الجبار الذي سينتقم لدماء أطفال غزة العزة منهم جميعا شر انتقام والأيام بيننا وبين أمريكا اللعينة الخبيثة التي ترسل اسلحتها القذرة لإبادة أطفال غزة هذي سنة وزيادة بلا رحمة أو شفقة بالصواريخ القذرة الأمريكية والأوروبية التي تعربد سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️☝️🔥🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية