خلسة مثل عشب الزمن
أتاني
من مكان بأقصى الفؤاد
يأخذ بيدي..
يدلني على أمكنة الغياب في قلبي
على مرآتنا الشبيهة..
حطت صدفة هناك..
***
خلسة مثل عشب الزمن
عاجله اخضرار الغصون
وقد كان في غفلة من أمره
ما الطوفان إن لم يكن مطرا؟
ما المطر سوى قطرات
ونمت على ضفة الوقت
أغصان شوق
تغيِّر ألوان المكان
تضيء سبيل الغريب
وتزين وجه اللقاء
بين كل الشبيهين والعابرين هناك..
***
لا زهر يشبهنا في الضياء
لا شوك يشبهنا في الألم
مستحيل لقاؤنا يا غريب
دونما ضياء، دونما ألم
فلنبايع على الممكن..
ينبت الآن زهر وفي عوده
رائحة الألم..
***
ما الذي يجذبني نحو المرايا الشبيهة؟
أشرعة الحنين تحط جناح الورد على قلبي
شعاع لشمس البياض الطفولي
ينزف الآن ما بيننا..
***
شمسك تحرق يا غريب..
***
لم أضع شيئا، غير ما كان ينقصني هناك
سوى ما يبثه سرا على شرفة القمر الغائب
بين القمرين القريبين
بريق متعب كموج تائه
أضواؤه مؤلمة
***
اكفني التماع الندى
يا رحيل الوقت
اكفني التماع الضوء البعيد
واحفظ اخضرار العشب القشيب
من لحد الرحيل..
من أشعل شمع الوقت وضوء المكان؟
من أسكنني منازل الغياب؟
وأنبت عشبا بدمي؟
من تكون إذن يا قريب؟
من تكون إذن يا غريب؟
شاعر مغربي