أركان الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة
الجزائر- “القدس العربي”:
عبّرت الجزائر، على لسان رئيس أركان الجيش، عن استعدادها للمشاركة في عمليات إحلال سلم دولية تحت مظلة الأمم المتحدة. ويؤكد هذا الموقف رغبة البلاد في الاضطلاع بدور أكبر في محيطها المليء بالأزمات، بعد أن فتح الدستور الجديد هذه الإمكانية.
وكشف رئيس أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة، عن مضمون الرسائل التي أرادت الجزائر توجيهها من خلال الاستعراض العسكري الضخم الذي نظم بمناسبة ستينية الاستقلال، وحضره إلى جانب الرئيس عبد المجيد تبون عدة رؤساء دول ومسؤولين سامين في دول عربية وإفريقية وأوربية.
وقال رئيس الأركان في خطاب له بالمدرسة الوطنية لتقنيي الطيران بالبليدة بالناحية العسكرية الأولى، أن الاستعراض العسكري بمناسبة ستينية الاستقلال، أراد الجيش من خلاله إيصال رسالة بالغة المعاني، مفادها أن “سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائر، وحماية حدودها، والذود عن سيادتها الوطنية، إلى جانب المساهمة في إحلال السلم والاستقرار في العالم تحت وصاية الأمم المتحدة”.
أراد الجيش الجزائري إيصال رسالة مفادها أن “سلاحه موجه حصرا للدفاع عن الجزائر، وحماية حدودها، والذود عن سيادتها الوطنية، إلى جانب المساهمة في إحلال السلم والاستقرار في العالم تحت وصاية الأمم المتحدة”
وأضاف الفريق أول شنقريحة، أن الجزائر “تعبر بكل وضوح عن إرادتها وعزيمتها للاضطلاع بدور محوري على الساحة الإقليمية والدولية في إطار القانون الدولي”. ويحيل كلام رئيس الأركان إلى إمكانية تفعيل المادة الدستورية المتعلقة بإمكانية مشاركة الجيش الجزائري في إطار احترام مبادئ وأهداف الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية في جهود حفظ السلام بالخارج. وتمنح المادة 91 صراحة لرئيس الجمهورية صلاحية إرسال وحدات من الجيش إلى الخارج مع تقييد هذا القرار” بمصادقة البرلمان بأغلبية ثلثي أعضاء كل غرفة من غرفتي البرلمان”.
وأثار إدراج هذه المادة خلال عملية تعديل الدستور جدلا كبيرا في الجزائر، واعتبر رافضوها أنها تكرس تغييرا واضحا في العقيدة العسكرية للجزائر التي كانت دائما رافضة لمشاركة الجيش الجزائري خارج الحدود مع استثناءات قليلة أبرزها مشاركة القوات العربية في حربي 1967 و1973 ضد الكيان الصهيوني. وكان من مبررات التخوف، الاعتقاد بوجود محاولات لاستدراج الجيش الجزائري في حروب داخل دول جوار مثل مالي وليبيا خاصة في ظل الحديث الفرنسي المتكرر عن ضرورة لعب الجزائر دورا أكبر في حل أزمات المنطقة، لكن الرئيس الجزائري طمأن حينها بأن الجيش لم يتدخل أبدا في ليبيا.
وشكّل الاستعراض العسكري الأخير فرصة للجيش لإبراز قدراته الدفاعية والهجومية في أسلحة الطيران، والدبابات والصواريخ والغواصات. ولفت الانتباه امتلاك الجزائر لمنظومة الصواريخ الروسية المتطور أس 300 ذات القدرة التدميرية الكبيرة إضافة إلى امتلاك قدرات جوية في النقل والإمداد والهجوم عبر طائرات سوخوي، وضباط على مستوى عال من الكفاءة في إدارة العمليات القتالية والمناورات الجوية.
وأبرز الفريق أول شنقريحة أن قيادة الجيش “حرصت على أن يكون هذا الاستعراض العسكري المهيب، في مستوى أبعاد ورمزية هذه الذكرى الخالدة، وفي مستوى تضحيات صانعيها ووفاء من صانوا الوديعة، فضلا عن تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الرابطة بين الشعب وجيشه وأفراده، الذين هم أولا وقبل كل شيء أبناء هذا الشعب العظيم ومن صلبه”. وأضاف مخاطبا الجنود: “لقد أبدعتم بحق، في هذا الحدث الناجح بكل المقاييس، لاسيما من خلال تحليكم بالانضباط المثالي والاحترافية العالية وأدائكم المنسجم والمتناسق، والدقة في أداء العروض في البر والجو والبحر، ولم تبخلوا بأي جهد من أجل إنجاح هذا الاستعراض التاريخي الذي شرفتم به أنفسكم وجيشكم ووطنكم الجزائر”.
تبون: “هذا الحدث الاستثنائي كان له التأثير البالغ في الروح الـمعنوية العامة للجزائريين الذين افتقدوا لسنواتٍ طويلة رؤية الـمشاهد العظيمة التي تُجسِّدُ الصورة القوية والمبهرة للتلاحم بين جيشنا العتيد وشعبنا الأبي”.
من جهته، بعث الرئيس عبد المجيد تبون برسالة تهنئة لرئيس أركان الجيش الفريق بمناسبة “نجاح الاستعراض العسكري”، مبرزا فيها إن “هذا الحدث الاستثنائي كان له التأثير البالغ في الروح الـمعنوية العامة للجزائريات والجزائريين الذين افتقدوا لسنواتٍ طويلة رؤية تلك الـمشاهد العظيمة التي تُجسِّدُ الصورة القوية والمبهرة للتلاحم بين جيشنا العتيد وشعبنا الأبي”.
وأبرز تبون أن تلك المشاهد المعروضة في الاستعراض العسكري، تَنِمُّ عن تدبيرٍ احترافي، وتنفيذ عملياتي عالي الانضباط والالتزام، مضيفا أن “ذلك الإتقان الذي شَهِد به ضيوفُ الجزائر من رؤساء الدول والشخصيات التي شاركتنا الحدث، ليُؤكِّد بأَنَّ الـمؤسسة العسكرية في بلادنا قد وضعتْ أقدامَها باقتدارٍ وكفاءة على طريق امتلاك ناصية العلوم الحديثة والتكنولوجيا العسكرية العالية، وهو ما من شأنه أن يجعلَ منـها مؤسسةً مُواكبة ومُستوعبة لأحدث ما يَستجدُّ في الـمجال العسكري، ويزيدها حُظوةً وتقديرًا في ضمير الأمة”.
كل دولة لها جيش وسلاح وخبراء ورجال أشاوس وكل أنسان يحب وطنه ومستعد للموت من أجل بلده
لا يخفى على أي متتبع حصيف ما قدمته و تقدمه الجيوش في الدول العربية. المتأمل يرى أنه و عبر التاريخ لم تتدخل هذه الجيوش لنصرة القضايا العادلة اللهم إلا في حالات تعد على رؤوس الأصابع. و حتى تلك التدخلات تشوبها الخيانة و العمالة، و لنا في الموضوع تدخلا آخر. بالمقابل كانت أسلحة الجيش في كل بلد عربي موجهة بالأساس ضد الشعب أو ضد بلد عربي آخر. نتذكر على سبيل المثال تدخل الجيش المصري في اليمن. العراق ضد الكويت و غيرها من حماقات أضاعت على العرب فرص التقدم. أما استعمال الجيش ضدا الشعب فلا يكاد تاريخ بلد عربي من هكذا حالة: مصر، سوريا، ليبيا، اليمن، العراق، الجزائر و غيرها. بالتالي فكل الإستعراضات التي تزين احتفالات الجيوش بالدول العربية هي في الأساس استعراض قوة ضد الشعب حتى لا يفكر يوما بالمطالبة بحقوقه كما كان الحال مع حراك الجزائر حيث أودع مدبرو الأخير غياهب السجون و لفقت لهم التهم الجاهزة من قبيل التخابر مع دول معادية. نفس السيناريو بسوريا و مصر و تونس و السودان و غيرها. للأسف، بعدما تم تدجين الشباب العربي و تحويل اهتماماته عن القضايا الأساسية و المصيرية لم يعد للمؤسسات العسكرية من ترفيه سوى القيام باستعراضات للأسلحة التي استنزفت ميزانيات هذه الدول عوض توجيه هذه الأموال نحو التنمية.
أشاطرك الرأي
كاتب المقال ليست له دراية بالاسلحة ووظيفتها اس 300 هي منظومة دفاعية وليست هجومية عندما قلت ان لها قدرة تدميرية كبيرة هذه المعلومة خاطئة
تفاجئت كثيرا بقدرات الجيش ابجزائري الذين ظلوا يحكون عنه الأساطير: أسلحة عادية غير متطورة. مستوى تدريب أقل من المتوسط…
هل فعلا هذا الإستعراض أبرز مكامن القوة للجيش أم فضح المستور؟
المفاجأة في الشعب الجزائري الذي يحمي جيشه وبلاده.
هذا يتجاوز كل الأسلحة
ليس كل الشعب. على الأقل كل الجزائريين الذين أعرفهم هنا و هم كثر يريدون دولة مدنية. و جيش يقوم بمهامه فقط لاغير.
من قال لك ان الجيش الجزائري شارك في حروب 67و1973 .
اسأل الجنرال المصري الشادلي او اطلع على اقواله . شكرا على تفهمك
لن تقارن وطنية شعب الجزائر باي كان.
في الجزائر الوفاء بالعهد رغم الثمن الباهظ احيانا.