قائد في سلاح الجو الإسرائيلي سابقا يحذّر: رفح ليست كل شيء

حجم الخط
1

الناصرة- “القدس العربي”: حذر إيتان بن الياهو، جنرال إسرائيلي في الاحتياط، القائد الثالث عشر لسلاح الجو سابقا، من اعتبار اجتياح رفح الأولوية الفورية الأهم، داعيا للتركّز في استعادة المحتجزين وفي صفقة تشمل أفقا سياسيا.

وقال بن الياهو، في مقال نشره اليوم موقع القناة 12 العبرية، إن حوادث محددة وقعت في ثلاث – أربع ساحات في يوم واحد، كل حادثة منها يمكنها أن تعلّم إسرائيل شيئاً، ويمكن أن تستخلص منها خلاصة استراتيجية. ويمضي في تفصيل ذلك بالقول: تحطُّم مسيّرة في قاعدة تابعة لسلاح البحر في إيلات.

ظاهرياً، ليس هناك أي جديد في مثل هكذا حادثة، ومع ذلك، فإن التسلل من جهة الشرق، من العراق البعيد، يدل على إصرار الإيرانيين على مواصلة العمل من خلال أذرعهم في آن معاً، في كل ساحة من الساحات التي تحيط بإسرائيل. حتى الآن، كنا مشغولين بغزة، ولبنان، وسوريا، والحوثيين، لكننا الآن مشغولون بالعراق والطرق التي تعبر الأردن”. ويوضح بن الياهو أن المسيّرة كانت صغيرة وبطيئة، حلّقت على علو منخفض جداً، وكانت تغيّر مسار تحليقها بصورة مستمرة، وكل هذا جعل من الصعب الكشف عنها، وغيابها عن الرادارات أفشل عملية اعتراضها. كما يوضح أنه على الرغم من ذلك، فإن الكشف الجزئي عنها كان يكفي لتوجيه الإنذار ومنع وقوع خسائر في الأرواح، معتبرا أن مغزى الهجوم هو بصورة أساسية المحافظة على شبكة من العمليات لوكلاء إيران ضد إسرائيل، ومن كل اتجاه.

مستشفى الشفاء

علاوة على المسيّرة، يشير بن الياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي أنهى عمليته في مستشفى الشفاء وهي عملية عسكرية ناجحة لجمت عودة “حماس” للشمال تم خلالها القضاء على عدد كبير من “المخربين”، كما تم الحصول على مادة استخباراتية كبيرة ومهمة. متطابقا مع رؤية الناطق العسكري، يرى بن الياهو أن العملية جرت بصورة مفاجئة، وأدت إلى وقوع عدد قليل من الإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن المقصود عملية عسكرية مكثفة في منطقة المستشفى، فإنها لم تؤدّ إلى تفاقُم الانتقادات الدولية ضد إسرائيل. ويقول بن الياهو إن الناطق بلسان جيش الاحتلال كشف عن العملية بشكل أظهر بصورة إيجابية حذر الجيش في منطقة حساسة كهذه، كما برزت صورة الجندي المسلح وهو يحضّر سريراً نظيفاً ومرتباً لاستقبال طفل. وعن ذلك يضيف:”مستشفى الشفاء منطقة تم “احتلالها واستسلمت” قبل وقت طويل، واضطررنا إلى العودة إليها لتنفيذ عملية اغتيال “إرهابي” رفيع المستوى، لكن المكان كان يعجّ بالمئات، وربما الآلاف من “المخربين”، كأننا لم نكن هناك قط. والخلاصة أنه حتى المكان الذي احتللناه وقمنا بـ”تطهيره”، مرة أو مرتين، يمكن أن يصبح وكراً “للمخربين”، ولا يبقى أمامنا سوى الافتراض أن هذا الأمر قد يتكرر مرة أُخرى”.

في قلب دمشق

ويتطرق بن الياهو للحرب شبه السرية بين إسرائيل وإيران فيقول إنه في وسط منطقة فخمة في دمشق، أُطلقت قبل يومين قنبلة دمرت مبنى في حي مكتظ بالسكان، في هجوم نُسب إلى إسرائيل. ويقول أيضا إن المكان المستهدف قريب جداً من مبنَيين، الأول، حيث القنصلية الإيرانية، والثاني تشغله السفارة الكندية في دمشق وهذان المبنيان القريبان لم يتضررا، وكان الهدف قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي وهذا الهدف الإيراني ربما لا يوجد أهم منه في الساحة الشمالية باستثناء نصر الله”. ويرى بضرورة الإشارة إلى القدرة الاستخباراتية النادرة، والدقة التقنية للقنابل والطائرات، وأداء الطيارين وقدرة سلاح الجو على قصف هدف في وسط دمشق يتمتع بمظلة دفاعية جوية كثيفة. زاعما أنه على الرغم من محاولات الإيرانيين والسوريين الفاشلة، القول إن إسرائيل انتهكت القانون الدولي، وهاجمت “هدفاً دبلوماسياً”، فإن الصور التي نُشرت في إسرائيل تُظهر عدم وقوع إصابات، ولو خفيفة. وعن ذلك يضيف:” لقد كانت عملية “نظيفة، وسيكون لنتائجها أهمية كبيرة في المعركة ضد إيران، وإسرائيل تتمتع بتفوق بارز في هذا المجال، ومع نتائج ممتازة. لقد جرى تنفيذ مثل هذه العمليات في الماضي، وتنفّذ في أيامنا هذه، وستنفّذ في المستقبل، عندما تقتضي الحاجة، من دون أي علاقة لها بالحرب في غزة، إذا ما استمرت، أو توقفت”.

دلالة استراتيجية

ويقول بن الياهو إن فحص هذه النقاط الثلاث يدل على طبيعة الحرب، وعلى حسنات وسيئات الجيش الإسرائيلي، بحسب مكانها والاختلافات فيما بينها، لكن الربط بينها له دلالة استراتيجية بالنسبة إلى المعركة كلها: في هذه الأيام، تستمر عرقلة الدخول إلى رفح. لقد أخذت المسألة حجماً مضخماً، كأن العملية في رفح ستحسم مصير المعركة، إما النصر، وإما الهزيمة. في شمال القطاع، وعلى الرغم من احتلاله، فإن استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في مستشفى الشفاء هو نموذج بارز. هذا ما حدث خلال 18 عاماً في لبنان، وهذا النموذج مستمر منذ عشرات الأعوام في الضفة الغربية. وهذا ما حدث في غزة، عندما كنا نسيطر عليها وأنشأنا مستوطنات هناك، وهذا ما يُتوقع حدوثه بعد الانتهاء من العملية في رفح. نحن مستعدون للدفاع في مواجهة الصواريخ والمسيّرات، ونحن نعرف كيف نقوم بعمليات فرض الأمن و”تطهير” المنطقة بصورة يومية، وهذا ما سنفعله في غزة، مع رفح، أو من دونها.

في المقابل، يرى الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط أن هناك أمرا واحدا لا يمكن إعادته إلى الوراء، هو مصير الأسرى وأن الإصرار على عملية غير واضحة النتائج في رفح، سيحدد مصيرهم. ويمضي في تنبيهاته “رفح ليست كل شيء، ولذلك، يجب تعديل توقعاتنا. يتعين علينا تفعيل الجزء الأساسي من الضغط السياسي والعسكري، عبر الفتحة الناشئة عن إقامة مرفأ إنساني. إن تطوير هذا المرفأ وتوسيعه “سيجذب” الأمريكيين إلى داخل القطاع، ومعهم أطراف أُخرى. وسيزداد أكبر تهديد للسنوار إذا نشأت سلطة أُخرى بديلة من “حماس” في القطاع”. ويخلص بن الياهو للقول إن يتعّين علينا تقليل توقعاتنا بشأن رفح، وتوجيه الاهتمام إلى إعادة الأسرى، وحسم الحرب، من خلال طرد “حماس” من الحكم وإنشاء سلطة بديلة، حتى لو كان ذلك لفترة محدودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    رفح ستفقأ عين عصابة النتن ياهو يا الياهو، وإن غدا لناظره قريب وارتقب إنهم مرتقبون والقادم أسوأ بانتظار حثالة البشر حفدة القردة و الخنازير ✌️🇵🇸✌️🇵🇸✌️🇵🇸

اشترك في قائمتنا البريدية