قتلى مدنيون بهجمات لـ«الدعم السريع» في الجزيرة

حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: قتل 8 مدنيين جراء هجمات على قرى في ولاية الجزيرة السودانية نفذتها قوات «الدعم السريع» التي شنت كذلك هجوما بالمسيرات الانتحارية في مدينة مروي، أعلن الجيش تصديه له.
وقال ناشطون سودانيون، مساء الخميس، إن 8 مدنيين قتلوا وأصيب عدد آخر جراء تجدد هجمات قوات «الدعم السريع» على 8 قرى بمدينة المحيريبا في ولاية الجزيرة وسط البلاد.
وأفاد بيان صادر عن «نداء الوسط» وهو كيان مدني يضم ناشطين وسط السودان، بأن «قرى غرب المحيريبا تتعرض منذ الأربعاء لهجمات من قبل الدعم السريع، كان أولها على قرية الفوار ما تسبب في نزوح غالبية المواطنين من القرية وما جاورها».
وأضاف: «تجدد هجوم الدعم السريع، الخميس، على قرى الفوار وسليم وأبوكرنة وأبارا وأم كوراك وعجان ومعيجنة وأم وزين، والذي جاء مصحوبا بقصف مدفعي عشوائي وعنيف ما أدى لارتقاء 8 شهداء بين المواطنين حتى اللحظة، إضافة لإصابة آخرين (لم يذكر عددهم)».
وأشار البيان إلى وجود عدد لم يحدده من المفقودين في هذه القرى جراء الهجمات ذاتها، حيث لم يُعرف مصيرهم. ولفت إلى أن القرى الـ8 تشهد حاليا موجات نزوح مستمرة للمواطنين «خوفا مما يمكن أن ترتكبه الدعم السريع بحقهم.
وفي الأيام الأخيرة، تزايدت اتهامات محلية ودولية لقوات «الدعم السريع» بـ«ارتكاب جرائم قتل جماعية» بحق المدنيين في ولاية الجزيرة، دون تعقيب من هذه القوات شبه العسكرية.
وتجددت الاشتباكات بين «الدعم السريع» والجيش في ولاية الجزيرة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، سيطرت «الدعم السريع» بقيادة كيكل على مدن عدة في الجزيرة بينها ود مدني مركز الولاية.

الجيش السوداني يعلن صد هجوم بالمسيّرات في مروي

وتسيطر «الدعم السريع» حاليا على أجزاء واسعة من الولاية، عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
في الموازاة، أعلنت قيادة الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش في مدينة مروي شمال السودان، صد هجوم بالمسيرات الانتحارية نفذته قوات «الدعم السريع».
وأكدت أن المضادات الأرضية ومنظومات التشويش الإلكتروني تصدت للهجوم.
وقالت إن جميع المسيرات الذي بدأت هجومها على مطار المدينة الساعة الحادية عشرة من ليل الخميس واستمرت حتى الرابعة من فجر الخميس، تم إسقاطها بنجاح دون خسائر في الأرواح والمعدات.
وفي 12 أبريل/ نيسان 2023 شهد محيط مطار مروي شرارة الحرب الأولى بعد تقدم قوات الدعم نحو المطار بتوجيه من قائدها محمد حمدان دقلو «حميدتي» ورفضه تعليمات قيادة الجيش بالتراجع.
وتحدث «حميدتي» وقتها عن تحركات يقوم بها الطيران الحربي السوداني بالتعاون مع نظيره المصري للانقضاض على قواته، لتندلع بعدها الحرب السودانية في 15 أبريل/ نيسان 2023 في العاصمة الخرطوم ومدينة مروي حيث أعلنت قوات الدعم السيطرة على مطارها الحربي، لكن الجيش استطاع خلال أسبوع استعادته مرة أخرى.
ويأتي الهجوم على مطار مروي بعد 48 ساعة من هجوم بالمسيرات استهدف سلاح المدفعية التابع للجيش في مدينة عطبرة شمال السودان. حيث صدت المضادات الأرضية التابعة للجيش أربعا من أصل خمس مسيرات، بينما أصابت الأخيرة سكن الضباط القريب من مقر سلاح المدفعية، مما أسفر عن إصابة سيدة وأطفالها.
وتتهم الحكومة السودانية قوات «الدعم السريع» بتنفيذ هجمات المسيرات الانتحارية على المدن التي لم تستطع التقدم نحوها منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وتوالت خلال الأشهر الماضية هجمات الطائرات المسيرة على أهداف عسكرية في مناطق سيطرة الجيش التي كانت تعد آمنة إلى وقت قريب.
وفي 29 يوليو/ حزيران الماضي استهدفت مُسيرات مقاراً حكومية في مدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش والدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية