قدر منهوب

حجم الخط
3

في العاشر من عُمر القمر
لَفَظني رحمُ الحبّ، جنيناً في الحبّ
حياتي إن عشتُ وحيدة، هي ذاك اليوم
دائماً يكبُرُني القمرُ بعشرةِ أيام
عمره ثابت
وأنا دوماً ذلك الجنين.

٭ ٭ ٭

في وحدتي:
أُهندِّمُ الغرفة بالموسيقى
أُعطِرُ الجُدران بأنفاس الشِّعر
أستحضِرُ بالخيالِ أناشيد الحُبّ
أُزيِّنُ الرُّوح بالصمت
وأسكَّر لأحيّا

٭ ٭ ٭

مضَّت كُلِّ الحياة
داخلةً من ثقبٍ في الرُّوح
خارجةً من آخر
لم تعشني الأعياد
لم أعشها
هكذا:
سَهَتْ عني أفراحُها
وأنا ساهٍ عن كُلّ الحياة.

٭ ٭ ٭

كُلُّ الحياةِ تمرُّ على شارع العمر
أنا على رصيفِه
مُندهشاً
جاحِظُ العينين
أُحدِّقُ وأسأل:
يا هل ترى كيف تبدو الحياة؟

٭ ٭ ٭

لمُّ شملٍ في رُوح:
ضوءُ شمعةٍ مع عتمة حياة
ريحُ نسمةٍ مع آهة ورق
روحٌ متوجعة مع سكرةِ جنون
للجوءٍ كأنه وطن.

٭ ٭ ٭

كُلِّ اللاءَات التي لم أقُلّها
أخذتني من الحياة
أخذت الحياة مني
كلعنةٍ أرجُمني بحجارتها.

٭ ٭ ٭

كُلُّ الغصات:
التي حَصَرَّت فيَّ البول
التي قتلت فيَّ كُلَّ نَّفَس
التي وأدَّت كُلَّ قصيدة
أخذتني عتمة موتٍ تُظلِّل الحياة في رُوحي.

٭ ٭ ٭

لئلا أجوبَ في ضواحي الموتِ غريباً
أخذتُ الموت حياةً
تجوبُ بي في الحياة.

٭ ٭ ٭

كُلُّ نعمٍ قلتُها:
لتهدئة وجعٍ
لإرضاء رُوحٍ
أخذتني:
دريئةً لسهام الوجع
أخذت مني رُوحي قُرباناً للحياة.

٭ ٭ ٭

إن خُيِّرتُ في موتي
باختيار لحظةِ حياة
لأخذتُني:
حينَ في حُضن الحُبّ
رُميتُ جنيناً للحُبّ
لم أكبُر
ولم أعش بعدها.

٭ ٭ ٭

في كُلِّ ما يُحرِّكُني
أفقدُ الباقيَّ القليل كأنا
تُغذيها سرطانُ الحياة.

٭ ٭ ٭

على مُفترقِ طُرق المصير مُذ وقفتُ:
لَجَمَني الصمتُ
عاشت الحياةُ لساناً للموت
في كُلِّ نَّفَسٍ عائش.

٭ ٭ ٭

لا تُغادِرُني أبداً
الكلمةُ التي اعتصرت القلب
حتى تتقيأ الرُّوحُ آهات وجعيهما.

٭ ٭ ٭

بعد كُلّ الأحاديث الجارحةِ بنسيانٍ ما
قلبي يشتغِلُ ذاكرةً للآهة
في ضخِ مواجعها في رُوحي.

٭ ٭ ٭

أبداً:
أحترقُ من الكلمةِ التي نَزَفَت من ورائها رُوحي.

٭ ٭ ٭

ما دام لي قلب
دامت رُوحي تُرجمان آهة نبضه.

٭ ٭ ٭

ما أتقنتُه من الحياة
هو كيف أغزلُ للآهةِ فُستان وجعها.

٭ ٭ ٭

مُسالماً جداً جرَّرتُ عُمري في الحياة
كذنبٍ الآن:
بعد مُضيِّ كُلِّ الحياة
أُداوي جروح كُلِّ الطعنات بمنديل الندم.

٭ ٭ ٭

مع أدراج الرياح
رحلت:
كُلّ الأقوال
كُلّ الأفعال
في حملِ عبء الوجع
من قلوبٍ طالما أذَّت قلبي.

٭ ٭ ٭

سليلُ كُلُّ وجع الحياةِ
ربيبُ الضدِّ من كُلّ الأذى
قلبي.

شاعر من سوريا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتور جمال البدري:

    إيقاع جميل يحمل أنفاسًا مع أنين…لديّ ملاحظة أخويّة لحضرتك؛ المقطع الذي ينتهي بقولك: { وأسكَّر لأحيّا }.وبعده
    المقطع الذي يبتدأ بقولك: { مضَّت كُلِّ الحياة؛ داخلةً من ثقبٍ في الرُّوح؛ خارجةً من آخر؛ لم تعشني الأعياد؛ لم أعشها؛ هكذا: سَهَتْ عني أفراحُها؛وأنا ساهٍ عن كُلّ الحياة }.فيه شيء من التناقض بين أنْ تسكّر لتحيا؛ وبين{ ساه عن كلّ الحياة}.لذا أرى أنْ تكون نهايّـة المقطع: { وأسكّر لأحيّا في الخيال }.ليستقيم الترابط بين الصورتين؛ والأمر لحضرتك.

    1. يقول غمكين مراد:

      ممتن لحضرتك ورأيك
      هكذا خرجت في لحظة معايشتها الرُّوح
      والتناقض خلطة روح لا نتحكم بها شعرياً
      كل الاحترام والتقدير

  2. يقول احمد:

    اخ نمكين توضيحك حضاري ويستحق التقدير. فانت شاعر وصاحب خلق جميل ومتواضع.

اشترك في قائمتنا البريدية