في العاشر من عُمر القمر
لَفَظني رحمُ الحبّ، جنيناً في الحبّ
حياتي إن عشتُ وحيدة، هي ذاك اليوم
دائماً يكبُرُني القمرُ بعشرةِ أيام
عمره ثابت
وأنا دوماً ذلك الجنين.
٭ ٭ ٭
في وحدتي:
أُهندِّمُ الغرفة بالموسيقى
أُعطِرُ الجُدران بأنفاس الشِّعر
أستحضِرُ بالخيالِ أناشيد الحُبّ
أُزيِّنُ الرُّوح بالصمت
وأسكَّر لأحيّا
٭ ٭ ٭
مضَّت كُلِّ الحياة
داخلةً من ثقبٍ في الرُّوح
خارجةً من آخر
لم تعشني الأعياد
لم أعشها
هكذا:
سَهَتْ عني أفراحُها
وأنا ساهٍ عن كُلّ الحياة.
٭ ٭ ٭
كُلُّ الحياةِ تمرُّ على شارع العمر
أنا على رصيفِه
مُندهشاً
جاحِظُ العينين
أُحدِّقُ وأسأل:
يا هل ترى كيف تبدو الحياة؟
٭ ٭ ٭
لمُّ شملٍ في رُوح:
ضوءُ شمعةٍ مع عتمة حياة
ريحُ نسمةٍ مع آهة ورق
روحٌ متوجعة مع سكرةِ جنون
للجوءٍ كأنه وطن.
٭ ٭ ٭
كُلِّ اللاءَات التي لم أقُلّها
أخذتني من الحياة
أخذت الحياة مني
كلعنةٍ أرجُمني بحجارتها.
٭ ٭ ٭
كُلُّ الغصات:
التي حَصَرَّت فيَّ البول
التي قتلت فيَّ كُلَّ نَّفَس
التي وأدَّت كُلَّ قصيدة
أخذتني عتمة موتٍ تُظلِّل الحياة في رُوحي.
٭ ٭ ٭
لئلا أجوبَ في ضواحي الموتِ غريباً
أخذتُ الموت حياةً
تجوبُ بي في الحياة.
٭ ٭ ٭
كُلُّ نعمٍ قلتُها:
لتهدئة وجعٍ
لإرضاء رُوحٍ
أخذتني:
دريئةً لسهام الوجع
أخذت مني رُوحي قُرباناً للحياة.
٭ ٭ ٭
إن خُيِّرتُ في موتي
باختيار لحظةِ حياة
لأخذتُني:
حينَ في حُضن الحُبّ
رُميتُ جنيناً للحُبّ
لم أكبُر
ولم أعش بعدها.
٭ ٭ ٭
في كُلِّ ما يُحرِّكُني
أفقدُ الباقيَّ القليل كأنا
تُغذيها سرطانُ الحياة.
٭ ٭ ٭
على مُفترقِ طُرق المصير مُذ وقفتُ:
لَجَمَني الصمتُ
عاشت الحياةُ لساناً للموت
في كُلِّ نَّفَسٍ عائش.
٭ ٭ ٭
لا تُغادِرُني أبداً
الكلمةُ التي اعتصرت القلب
حتى تتقيأ الرُّوحُ آهات وجعيهما.
٭ ٭ ٭
بعد كُلّ الأحاديث الجارحةِ بنسيانٍ ما
قلبي يشتغِلُ ذاكرةً للآهة
في ضخِ مواجعها في رُوحي.
٭ ٭ ٭
أبداً:
أحترقُ من الكلمةِ التي نَزَفَت من ورائها رُوحي.
٭ ٭ ٭
ما دام لي قلب
دامت رُوحي تُرجمان آهة نبضه.
٭ ٭ ٭
ما أتقنتُه من الحياة
هو كيف أغزلُ للآهةِ فُستان وجعها.
٭ ٭ ٭
مُسالماً جداً جرَّرتُ عُمري في الحياة
كذنبٍ الآن:
بعد مُضيِّ كُلِّ الحياة
أُداوي جروح كُلِّ الطعنات بمنديل الندم.
٭ ٭ ٭
مع أدراج الرياح
رحلت:
كُلّ الأقوال
كُلّ الأفعال
في حملِ عبء الوجع
من قلوبٍ طالما أذَّت قلبي.
٭ ٭ ٭
سليلُ كُلُّ وجع الحياةِ
ربيبُ الضدِّ من كُلّ الأذى
قلبي.
شاعر من سوريا
إيقاع جميل يحمل أنفاسًا مع أنين…لديّ ملاحظة أخويّة لحضرتك؛ المقطع الذي ينتهي بقولك: { وأسكَّر لأحيّا }.وبعده
المقطع الذي يبتدأ بقولك: { مضَّت كُلِّ الحياة؛ داخلةً من ثقبٍ في الرُّوح؛ خارجةً من آخر؛ لم تعشني الأعياد؛ لم أعشها؛ هكذا: سَهَتْ عني أفراحُها؛وأنا ساهٍ عن كُلّ الحياة }.فيه شيء من التناقض بين أنْ تسكّر لتحيا؛ وبين{ ساه عن كلّ الحياة}.لذا أرى أنْ تكون نهايّـة المقطع: { وأسكّر لأحيّا في الخيال }.ليستقيم الترابط بين الصورتين؛ والأمر لحضرتك.
ممتن لحضرتك ورأيك
هكذا خرجت في لحظة معايشتها الرُّوح
والتناقض خلطة روح لا نتحكم بها شعرياً
كل الاحترام والتقدير
اخ نمكين توضيحك حضاري ويستحق التقدير. فانت شاعر وصاحب خلق جميل ومتواضع.