قراءات شعرية وباقة من أغاني الأخوين في مئوية منصور الرحباني

ناديا الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: أحيا «الصالون الأدبي» في جمعية ومعهد «فيلوكاليا» سيرة الفنان الكبير منصور الرحباني وأبرز أعماله الغنائية والشعرية والمسرحية في حفل حاشد أقيم في دير الزيارة في عينطورة لمناسبة مئوية منصور الرحباني (1925-2025) بحضور النائب ملحم الرياشي وغدي وأسامة الرحباني والفنانة هدى حداد شقيقة فيروز والفنانين مارسيل خليفة وغسان صليبا وعدد من الوجوه الإعلامية والاجتماعية.
وأدّى أعضاء من «فرقة عشتار» بقيادة رئيسة معهد «فيلوكاليا» الأخت مارانا سعد، مجموعة من أغنيات الأخوين رحباني وأخرى لمنصور، وتابع الحضور فيلماً وثائقياً عن نشأة منصور وانتقاله من كونه شرطياً بلدياً إلى كتابة الشعر والقصائد والعمل في المجال المسرحي.
وقد افتتح مدير «الصالون الأدبي» الشاعر هنري زغيب الذي قرأ قصائد لمنصور من كتبه الخمسة: «بحار الشتي»، «أسافر وحدي ملكا»، «أنا الغريب الآخر»، «القصور المائية» و»الأولى القصائد».
ثم كانت كلمة الأخت مارانا سعد، وجاء فيها: «يجمعنا الليلة لقاء لا يشبه إلا صاحبه… يشبه الحرية والفكر، يشبه اللحن والكلمة، يشبه الحب والجمال، يشبه الحلم الذي لم يتوقف يوماً عن التحليق. نلتقي اليوم في مئوية منصور الرحباني لا لنستذكره فقط، بل لنحتفل بحضوره الدائم بيننا، بفكره الذي لا يقيّد، بروحه التي تحمل قضية، وبصوته الذي يشبه الريح ولا يمكن إيقافه. فهو في عالم الفن لم يكن مجرد اسم بل أصبح مع شقيقه عاصي مدرسة لبنانية نفتخر بها وبأعمالها الخالدة لأنها خاطبت الطفل والعجوز، المتعلم والأمي، البيت والوطن، وتحدثت بلغات كل الناس بالشعر واللحن والكلمة».
ثم روى الصحافي رفيق خوري «كيف تعرّف على عاصي ومنصور الرحباني في مطلع الخمسينات بعد صدور مقال له عن فيروز قرأه الشاعر سعيد عقل وامتدحه وجمعه بالأخوين رحباني، وأخذت لقاءاته بهم تتكرر في المكتب في بدارو أو في بيتيهما. ومن يومها لم يفترقوا أبداً»… كما روى «كيف كتب للأخوين مسلسلاً يلحنانه عن أشهر المغنين العرب، ضمن إحدى حلقاته قصيدة «أرجعي يا ألف ليلة» فسحبها عاصي من المسلسل وجعلها في لوحة الموشحات، وما زالت حتى اليوم من أبرز الأغاني بصوت فيروز التي قال عنها رفيق خوري إنها تغني أصعب الألحان والقصائد بأداء فريد يعادل صوتها الفريد».
وأبرز الأديب سهيل مطر بعض قصائد منصور وما فيها من جمالات شعرية، وروى «كيف أوعز إلى «المركز التربوي للبحوث والإنماء» بنشر قصيدة «لملمت ذكرى لقاء الأمس» في كتاب «المركز» للغة العربية، بتوقيع منصور، فثار عليه الأخير ورفع دعوى على وزارة التربية فارضاً عليها إتلاف الطبعة وإعادة نشر القصيدة بتوقيع الأخوين رحباني.
واعتبر الأب يوحنا جحا «أن منصور كان في ذاته «مجموعة إبداعية»، فهو المؤلف والشاعر والملحن وقائد الأوركسترا والمخرج في آن، وهو ما لم يعرفه الوسط الفني في العالم أن ينجح مؤلف موسيقي أو شاعر أو مخرج في أن يكون مجموعة مواهب في رجل واحد».
اما الفنان غسان صليبا الذي شارك في أكثر من عمل مسرحي وغنائي للرحابنة، فتحدث عن نعرّفه إلى الأخوين الرحباني في مطلع شبابه، حيث سمعا صوته فأسندا إليه دور «رئيس القوافل» في مسرحيتهما «بترا». وبعدها أسند إليه منصور في مسرحياته أدواراً رئيسة في «الوصية» و»المتنبي» و»قام في اليوم الثالث» و»سقراط» و»جبران والنبي» و»زنوبيا» و»ملوك الطوائف» و»عودة الفينيق» وسواها»، مشيراً إلى «أن عمله مع منصور أعطاه كنزاً من المعرفة والثقافة، وزاد على شخصيته الفنية بعداً ما كان ليناله لولا عبقرية منصور».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية