قراءة في خطاب نصر الله: الحرب الإقليمية تقترب مع استمرار الحرب في غزة

حجم الخط
2

حاول حافظ الأسد، الرئيس السوري الراحل، أن يحقق “توازناً استراتيجياً” مع إسرائيل. السلاح الكيميائي الذي أنتجته سوريا وقدرات صواريخ أرض أرض السورية شكلت عناصر استراتيجية في هذه الإرادة. يفهم من خطاب حسن نصر الله، أن “محور المقاومة” يعتقد أنه وصل إلى مثل هذا التوازن، في ضوء فهم ألا يمكن لإسرائيل أن تدافع عن نفسها بقواها الذاتية، بل ونشأت أيضاً معادلة متوازنة بين الثمن الذي يدفعه المحور والثمن الذي تدفعه إسرائيل.

يخيل أن هذا التفكير يؤدي بنصر الله إلى الفهم بأن من الصواب استخدام هذا التوازن الاستراتيجي للتأكد من ألا تتمكن إسرائيل من هزيمة “المقاومة الفلسطينية”. على نحو يشبه تفكير الولايات المتحدة إزاء فيتنام في عهد الحرب الباردة، ينظر نصر الله بأنه إذا ما هزمت حماس في القطاع، فليست سوى مسألة وقت حتى يكون كل العالم العربي كله في خطر من إسرائيل بسبب سياستها المتطرفة، بل وحتى المواقع الإسلامية المقدسة.

في ضوء ذلك، ليس بوسع المحور وبالتأكيد نصر الله، إيقاف المعركة في الشمال في الوقت الحالي، ومن الصواب استخدام قوة المحور لفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل.

هذا الفهم خطير للغاية، وله معنى واحد: لا يمكن ضعضعة الارتباط المصيري الذي خلقه حزب الله في 8 أكتوبر بين حماس قطاع غزة وحزب الله في لبنان، وستكون المنظمة مستعدة لاستمرار المواجهة مع إسرائيل إلى أن توافق هذه على اتفاق وقف النار في القطاع، ينقذ حماس عملياً. وحتى لو غيرت إسرائيل نمط عملها، فستستمر النار في الشمال.

في ضوء هذا، يضع نصر الله أمام إسرائيل خيارين: وقف نار في غزة ينجي حماس عسكرياً وسياسياً، أو استمرار المعركة في الشمال وعدم السماح للمواطنين الإسرائيليين بالعودة إلى بيوتهم. وهي خطوات ستؤدي إلى معركة واسعة في الشمال في ضوء ارتفاع درجة ردود فعل حزب الله في الأشهر الأخيرة، الذي يتضمن توزيع مدى نار المنظمة في شمال إسرائيل.

هذا، بالطبع، إذا لم تصل الأطراف إلى معركة فيما بينها عقب رد المنظمة على تصفية فؤاد شكر، الذي من الواضح أنه سيكون مختلفاً جوهرياً عن كل الأعمال التي قام بها حزب الله حيال إسرائيل حتى الآن، سواء بالحجم أم المدى، وربما حتى في نوع السلاح. عاد نصر الله وتعهد برد من هذا النوع.

باتت الأطراف على شفا تصعيد واسع، لكن حتى لو منع هذا، فإنه بدون وقف نار في القطاع لا نية لحزب الله لوقف النار في الشمال، دون صلة بما تفعله إسرائيل. هذه الحقيقة تضمن تصعيداً تقريباً في كل سيناريو مهما كان. من خطاب أمس، واضح أن نصر الله واثق بأن إسرائيل غير معنية بالحرب، بل وإن قدرات المنظمة في مستوى يجعل إسرائيل تفكر مرتين في سياقات توسيع المعركة، وإذا ما فرضت هذه عليهم، فسيتمكن المحور من إسرائيل.

 داني سترينوبتس

 معاريف 7/8/2024

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ألا إن حزب الله هم الغالبون بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد قاهر البعبع الصهيو صليبي الأمريكي البريطاني الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي عاث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸☹️💪🚀🐒🚀

  2. يقول فصل الخطاب:

    اللهم انصر المقاومة الإسلامية في لبنان واليمن والعراق وفلسطين يا عزيز يا قهار عليك بالظالمين الفجار خذهم أخذ عزيز مقتدر وشرد بهم في اصقاع العالم الظالم بقيادة شيطانة الحروب والخطوب أمريكا وبنتاغونها العفن النتن الذي يرسل أسلحته القذرة لقتل أطفال ونساء غزة العزة هذي شهور وشهور وهم يقصفون الغزاوييين بالصواريخ الأمريكية القذرة التي تحول أجسادهم الطرية إلى أشلاء ورب السماء إن انتقام الله لشديد إنه قادم يا عصابة الشر الصهيو أمريكية الغربية الحاقدة الغادرة الجبانة وتعسا لعرب التطبيع والتنسيق سود الله وجوههم جميعا بإذن المنتقم الجبار الذي يمهل ولا يهمل ✌️🇵🇸☹️💪🚀🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية