ألم
الألم بقايا وردة على المنضدة،
عيون شبْه مطفأة،
الحقيقة التي لا تقبل الجدل،
سهر الحرّاس تحت أعمدة النور،
أثر المحاربين على الحدود،
غناء الغرباء.
الألم ظلّ ظليل
تقطعه حماسة الريح
في ذراعيه تتخبّط طواويس الكتابة
لولا النعاس الذي يضرب الروح
ما كان له أن يعود إلى البيت
يداهمني دفعة واحدة
يترصّدني
في نشوة ماكرة
يتآخى معي، غير مبالٍ
بملابسه المتّسخة،
بقبّعته المقلوبة،
بتفاصيله الوحشية
التي عبرتْ النافذة
دون إنذار بالحريق.
الولد
الولد الذي خرج ذاهلا
دون أن يعلم أبواه عنه شيئا،
الولد الشبيه ب ‘جان’ في رواية شعائر الجنازة.
‘ هل سأعشقُ باستقامةٍ ، بنُبلٍ ؟ كلما سَكَنَتني روحُ جان سكنني جانُ ذاته مُغرَماً بالجبناءِ سأغدو ، وبالخَوَنةِ ، وبالسيئين الحقيرين ‘*
الولد استوى شجرا في حقول التوجّس،
هم يعرفونه كهواجسهم الليلية،
يدلّ العابرين إلى صراط غير مستقيم
يمنحهم كساء النصيحة
دون أن يغسل أوساخها،
النصيحة التي كانت كغلام وسيم ،
وغرّر بها دون سبب وجيه
الولد الذي خرج..
كان محتشداً بآثامه،
ولم يعد يعرف طريقا
إلى أهله.
‘من رواية شعائر الجنازة لجان جينيه، ترجمة أسامة منزلجي.
الآن
الآن ..
يتخفّف الليل من عتمته
في تباطؤ، تجرحه الذكريات المكفهرّة
لم أره، وهو يصحب
الأناشيد على الشرفة،
الأناشيد التي تنبض في حصى الكلام،
الأناشيد الساطعة بالضجر،
الأناشيد التي ترفع قبضتها ولا تبالي،
الأناشيد الخارجة بمفردها
مخفورة بالجوارح واللعنات
الآن فقط..
ترتعش روحه ، وتلتقط وصيّتها،
وصيّة كانت رهينة الفحشاء،
وآهلة بالذنوب
كحقائب السفر.
‘ شاعر سعودي