أثارت مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تُمثل صحافة شعبية قوية التأثير عدة قضايا في الأيام الأخيرة الماضية شغلت الرأي العام. حيث تصدرت قضية المخرج عمر زهران المُتهم فيها بالاستيلاء على مجوهرات ثمينة من شاليمار شربتلي زوجة المخرج خالد يوسف، وقد زاد مُعدل التعليقات على القضية بشكل ملحوظ بعد صدور حكم بالسجن لمدة عامين على المخرج الذي يؤكد محاميه أن هناك مرحلة أخرى للاستئناف سيتبين خلالها أدلة جديدة من شأنها تغيير مسار القضية.
في الوقت نفسه أعربت شاليمار عن ثقتها في القضاء المصري العادل، بينما توعد زوجها المخرج خالد يوسف من لاكوا سيرته وأساءوا إليه بالملاحقة القانونية. تلك كانت القضية الرئيسية التي اهتم بمتابعتها جمهور وسائل التواصل الاجتماعي على صفحات فيسبوك وتويتر والتليغرام والانستغرام وغيرها.
واللافت أن من بين العناوين التي كُتبت في بعض المواقع وتم نقلها إلى صفحات فيسبوك، ذلك العنوان الاستفهامي الذي يطرح سؤالاً مهماً حول ما إذا كانت قضية المخرج عمران زهران ستؤثر على مسار السينما المصرية أم لا؟
وفي الواقع أن السينما المصرية بتاريخها الذي يزيد على المئة عام لا يمكن أن تتأثر أو يتغير مسارها لمجرد قضية عادية لا تزال قيد النظر في المحاكم ولم يصدر فيها حُكم بات، وحتى لو صدر الحكم النهائي البات فهذا لا يعني إطلاقاً أن تتوقف الحركة السينمائية المصرية عند هذا الحادث العارض مهما كانت أهميته أو حيثية أطرافه من صُناع الأفلام.
غير أنه ليس الحادث الوحيد الذي وقع طوال عمر السينما المصرية حتى تتأثر به إلى حد تغيير المسار، فهناك حوادث قتل غامضة راح ضحيتها نجوم كبار كانوا يوماً ما من صُناع السينما المُهمين ومضت الحوادث والأحداث ولم تتوقف مسيرة السينما أو الأغنية أو المسرح أو غيرها من روافد الإبداع والثقافة وعادت الحياة الفنية بمرور الوقت لسيرتها الأولى ولم يتغير أي شيء في مزاج الجمهور المصري أو طبيعة الأفلام.
مرض المُطرب محمد منير
يأتي مرض المطرب الكبير محمد منير أيضاً ضمن أولويات جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، فمنذ فترة انشغل المُهتمون والمُتابعون للنشاط الغنائي والموسيقي وبالأخص الجمهور العريض للفنان محمد منير بتفاصيل مرضه، في محاولة للاطمئنان على النجم الغنائي الكبير صاحب اللون المُتميز في الأداء والألحان والأغاني ذات الخصوصية.
ولم يأت هذا الاهتمام الشعبي من فراغ وإنما استناداً إلى نجومية المطرب الكبير والمكانة التي يتمتع بها عند قاعدته الجماهيرية العريضة، فهو بالإضافة لكونه مُغنيا ومُطربا مهما، له أيضاً رصيد نوعي من الأفلام السينمائية التي شارك فيها وقام ببطولتها كفيلم “حدوتة مصرية” وفيلم “المصير” و”توت عنخ أمون” و”حكايات الغريب” و”يوم مر ويوم حلو” و”اليوم السادس” و”اشتباه” و”ليه يا هرم” و”دنيا” و”شباب على كف عفريت”.
ومما لا شك فيه أن منير يعتبر واحداً من رموز مرحلة غنائية وفنية لها سمات وطابع خاص شأنه في ذلك شأن زملائه وأبناء جيله، علي الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وسوزان عطية وغيرهم ممن ظهروا معه في نفس الفترة وشكلوا وجدان الجمهور المصري والعربي لسنوات طويلة وما زالوا، ومن ثم تكونت شعبيتهم واتسعت دائرة تأثيرهم فصاروا محل اهتمام الملايين من عشاق فنهم وأصواتهم.
نبيل الحلفاوي
وفي أثناء مرضه وقبل وفاته بعدة أيام تناثرت أخبار عن الحالة الصحية للفنان نبيل الحلفاوي والذي ظهرت له صور في الكثير من النوافذ الإعلامية، وبصفة خاصة صفحات فيسبوك تعكس حالة من الإجهاد والإرهاق الشديدين وتُنذر برحيله، ما أدى إلى تحرك نقيب المُمثلين أشرف زكي على الفور وقيامه بالاتصال هاتفياً بوليد الحلفاوي، نجل الفنان الكبير للاطمئنان على صحة والده وطمأنة جمهوره المُتابع لحالته عن كثب.
ولنبيل الحلفاوي تاريخ طويل في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية، فهو أحد نجوم المسرح القومي ورموزه في السبعينيات، كما له أدوار متميزة للغاية في السينما كفيلم “الطريق إلى إيلات” وفيلم “الهروب إلى القمة” وفيلم “سيدة القاهرة” و”العصابة” و”اغتيال مُدرسة” و”تمن الغربة” و”العميل رقم 13″ و”المُحاكمة”.
وتعد المُسلسلات الدرامية هي ساحة الحلفاوي الواسعة التي لعب فيها كل الأدوار، بدءًا من مسلسل “غوايش” مع صفاء أبو السعود ومحمد توفيق وعبد البديع العربي وزوزو نبيل وفاروق الفيشاوي، وانتهاءً بمسلسل “سري للغاية” مروراً “بالكهف” و”الوهم والحُب” و”الزيني بركات” و”المصراوية” و”رأفت الهجان” و”الملك فاروق” ومسلسل “ونوس” مع يحي الفخراني وهالة صدقي.
ولهذه الأهمية الفنية اكتسب الفنان الراحل حيزاً وفيراً في قلوب مُحبيه فباتوا مُتابعين لأخباره طوال فترة تواجده وإبداعه، ومُقتفين أثر أعمالة المُتداولة على الفضائيات والمنصات الإلكترونية، وعقب إعلان وفاته انشغلوا بتأبينه وذكر محاسنه واستدعاء سيرته، وذلك من فرط حرصهم عليه بوصفه نجمهم المُفضل.
هكذا ينشغل مُستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من نجوم الفن والشخصيات العامة ويمارسون دوراً نقدياً على صفحاتهم الخاصة لبعض الظواهر بما يُشكل تياراً موازياً لتيار الصحافة الرسمية يُمكن أن يُطلق علية تيار الصحافة الشعبية المُتفاعل تلقائياً مع القضايا العامة لعموم الجماهير.