قطر تؤكد رفض مخططات تهجير سكان غزة عن أرضهم وتعتبر أن سلطات الاحتلال تستهدف وجودهم

سليمان حاج إبراهيم 
حجم الخط
0

الدوحة- “القدس العربي”:

اعتبرت قطر أن الجرائم المرتكبة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف بقاء سكان القطاع على أراضيهم، وشددت أنه لن يتم السكوت عن التصعيد الخطير الذي تمارسه سلطات الاحتلال، وجددت الدوحة رفض خطط تهجير سكان القطاع عن أرضهم.

وجاء التأكيد ضمن الإحاطة الأسبوعية لوزارة الخارجية القطرية، وتحدث فيها الدكتور ماجد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية عن أبرز مستجدات الملف الفلسطيني وجهود قطر لوقف العدوان الإسرائيلي، وحشد المجتمع الدولي للضغط على سلطات الاحتلال.

واعتبرت الدوحة، أن استهداف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، يأتي امتداداً لعمليات الاحتلال واستهدافه المدنيين في القطاع.

وشدد الأنصاري أن اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة كانت تسعى لدعم ولو قليلا سكان القطاع، وكانت تمنحهم بصيص أمل، لما نفذته من مشاريع دعماً للشعب الفلسطيني. وأضاف المسؤول القطري أن قصف اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، كان محاولة من سلطات الاحتلال نقل رسالة للشعب الفلسطيني. وشدد أن الأمر كان واضحاً أن هناك من يستهدف بقاءه في المكان. واستطرد الأنصاري أنه لا يمكن استمرار السكوت عن الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وكشف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن لجنة الإعمار تقوم بإدارة المنحة المقدمة من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق، وتقدر بنحو نصف مليار دولار، وهي تجسد التزام الدوحة بمد يد العون لسكان القطاع المحاصرين.

وأضاف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية أن الاحتلال يستهدف حتى الأهداف المدنية، مشدداً أن مبررات الاحتلال بشأن مبررات قصف المنشآت المدنية والمستشفيات واهية. وكشف أن قطر أرسلت مساعدات إضافية لسكان القطاع ضمن رحلات جوية أقلعت من الدوحة نحو مدينة العريش المصرية، وتحمل أيضا مستشفيات ميدانية والمستلزمات الضرورية.

وقال الأنصاري إن “تقديم المساعدات هو التزام أخلاقي من قطر ولن تثنينا محاولات الاحتلال عن تقديمها للسكان المحاصرين”.

ورداً على سؤال “القدس العربي” حول الموقف القطري من محاولات تهجير سكان غزة والمقترحات المتواترة عن غطاء من قبل بعض العواصم العربية لتسهيل مخطط الاحتلال، أكد ماجد الأنصاري أن قطر موقفها ثابت وهو رفض محاولات تهجير سكان غزة عن أرضهم. وأضاف أن سكان غزة نسبة كبيرة منهم هُجروا قبل عقود عن أرضهم المحتلة، ولن تدعم قطر أي مخطط لتهجيرهم مرة أخرى. وأضاف أن محاولات سلطات الاحتلال تحويل شمال غزة لمنطقة مهجورة لن يتم السكوت عنها.

وحول رد الدوحة على استهداف سلطات الاحتلال مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، أكد المسؤول القطري أن السلطات تدرس كافة الخطوات حتى لا يمر الأمر دون رد وعقاب.

وأدانت قطر بأشد العبارات القصف الإسرائيلي لمقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، واعتبرته تعدياً سافراً على القانون الدولي، وامتداداً لنهج الاحتلال في استهداف المدنيين والأعيان المدنية، التي شملت أيضا المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان و ملاجئ إيواء النازحين. وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أن قصف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة “هو امتداد لسياسة استهداف الإنسان، خاصة أن هذه اللجنة عملت من خلال مشاريعها على رفع معاناة السكان في قطاع غزة المأزوم بفعل الحصار الطويل والعدوان المستمر”.

وشددت الوزارة “على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة بحق المدنيين والأعيان المدنية، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية”.

وشرعت قطر أواخر عام 2018 بتقديم منحة مالية قدرت بـ30 مليون دولار، وتصرف منها عشرة ملايين دولار لنحو 100 ألف أسرة فقيرة في قطاع غزة، بواقع 100 دولار لكل أسرة، وعشرة ملايين دولار لشراء وقود لمحطة توليد الكهرباء عبر منظمات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مساهمات مالية تتعلق برواتب موظفي غزة وعدد من المشاريع الأخرى.

والمعروف أن دولة قطر تصرف منحة إنسانية شهرية، دعما للأسر الفلسطينية في قطاع غزة، التي تعاني من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تسبب بها الحصار الإسرائيلي.

وتهدف دولة قطر من وراء هذه المساعدات التي توزع على عشرات آلاف الأسر بشكل شهري، ومنذ أربع سنوات، إلى تخفيف الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي يمر بها سكان غزة المحاصرون.

وكانت قطر أعلنت عن التبرع بمبلغ مالي كبير قدره 500 مليون دولار، لصالح إعمار قطاع غزة، بعد الحرب التي شنتها إسرائيل، وقامت سابقا بتمويل إقامة مشاريع بنى تحتية كبرى في القطاع، منها شارع صلاح الدين الرئيس، وكذلك قامت ببناء مدينة سكنية ومشفى متخصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية