الدوحة ـ «القدس العربي» دعا رئيس الوزراء القطري وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني المجتمع الدولية وخاصة مجلس الأمن التحرك العاجل والحاسم لإصدار قرار بوقف إطلاق النار في سوريا للحفاظ على أمن وحماية الشعب ولدعم استقرار المنطقة بأسرها، وأكد على ضرورة بذل الولايات المتحدة الامريكية جهدها في هذا الإطار.
وتصدرت الأحداث في كل من مصر، وفلسطين، وأفغانستان، إلى جانب الملف السوري، اهتمامات المشاركين في أعمال منتدى امريكا والعالم الإسلامي الذي افتتحت في الدوحة، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومشاركة كل من الرئيسين الألباني بوجار نيشاني والمالي إبراهيم ببكر كيتا. وفي كلمته الافتتاحية لأعمال المنتدى الذي يشهد حضور صناع القرار والمفكرين والسياسيين من امريكا ودول العالم الإسلامي، أكد رئيس الوزراء القطري أن تحقيق السلام العربي الإسرائيلي يمثل إحدى ركائز العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، والتي شدد على ضرورة تحركها لدعم جهود السلام وتحقيق تسوية عادلة تستند على المرجعيات التي سبق الاتفاق عليها وفق حل الدولتين الذي تبناه المجتمع الدولي بأسره عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967, وعاصمتها القدس.
ونوه الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني بصحة الروئ والأفكار التي نادى بها المنتدى منذ بداية انعقاده والذي لم يقتصر على النقاش فحسب بل شكل قواعد مهمة وحلول ناجعة للعديد من القضايا الإقليمية والعالمية والهامة.
وشدد المسؤول القطري على أن الحوار لا يتعين أن يكون موجها فقط إلى نبذ الخلافات وتقريب وجهات النظر، بل يتعين أن يكون صورة سامية للتعاون البناء في مواجهة مشكلات عضال تواجه العالم، من أخطار تهديد الأمن والسلم، وعدم تحقيق أهداف الألفية، ومشاكل التلوث.
ويهدف المنتدى الذي يشارك فيه سنويا مئات القادة والمسؤولين من العالمين العربي والإسلامي ومن امريكا، إلى دعم الحوار السنوي، وتعزيز فرص التعاون بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، وإبراز الوجه المشرق للإسلام والمسلمين وتحسين الصورة المشوهة في الغرب، وتأسيس علاقة إيجابية بين العالم الإسلامي وبين الحكومات والشعوب.
وتم حتى الآن تنظيم 10 منتديات منها واحد عقد في واشنطن عام 2011م. ولاقى نجاحاً كبيراً. ويشارك في المنتدى نخبة مُتميّزة من الخبرات والمفكرين في العالم من السياسيين والمسؤولين والأكاديميين وقادة الرأي ورجال الدين ورجال الأعمال والثقافة والإعلام البارزين من الولايات المُتحدة ومن كافة بقاع العالم الإسلامي (من السنغال إلى إندونيسيا) حيث يتضمّن المنتدى أربع جلسات عامة، بجانب مجموعة من ورش العمل ومجموعات العمل المُتخصّصة والموائد المُستديرة.
ويخصص المنتدى جلسة حول الصراع في سوريا، وجلسات تتناول القضايا الإستراتيجية التي تخص علاقة العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، ومُستقبل الولايات المُتحدة الأمريكيّة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وسبل تحقيق العدالة بعد الصراعات ودور القانون في نجاح عمليات التحول الديمقراطي والمجتمعات المسلمة في أوروبا، وفي محور تحديد المستقبل يستمع المنتدى لأصوات فلسطينية كما يناقش التعايش مع التنوّع الديني هذا بالإضافة إلى عدد من ورش العمل المُوازية للجلسات العامة.
وفي مداخلة لها في الجلسة الأولى لأعمال المنتدى أعربت السفيرة آن باترسون مساعد الامين العام بمكتب شؤون الشرق الأدنى ووزارة الخارجية الأمريكية عن شكر بلادها لقطر على الجهود الدبلوماسية التي بذلتها من أجل إطلاق سراح الرقيب الامريكي الذي احتجز منذ سنوات في أفغانستان.
ولفتت باترسون إلى أن البعثات الدبلوماسية القطرية في أكثر من عاصمة، لعبت دورا كبيرا في عملية إطلاق سراح الجندي الامريكي و التواصل مع الجهات المعنية، لتأمين التفاوض مع الخاطفين.
وأكدت على أن التحديات الدولية تدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز العمل مع مصر، و العمل مع عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى ضرورة قيام الجانب المصري بالالتزام بالتعهدات المقدمة بدعم الديمقراطية و السماح بحرية الرأي و التعبير.
وقالت المسؤولة الامريكية أن الانتخابات المصرية الأخيرة سجلت تراجع إقبال الشباب على العملية الانتخابية وأرجعت ذلك إلى العديد من المشاكل الاقتصادية.
وحول الوضع في سوريا أكدت أن بلادها ملتزمة بدعم الشعب السوري وتوفير الدعم للدول المجاورة و التي وفد اليها العديد من اللاجئين السوريين بسبب الوضع في بلادها ولفتت إلى أنه على الأسد أن يعلم أن المذابح لن توقف الثورة السورية. وكشفت المسؤولة الأمريكية إلى أن واشنطن تجري حاليا العديد من المفاوضات مع طهران ومع دول 5+1 لمناقشة سبل حل العديد من المشاكل القائمة مع إيران، وأكدت انه يتم إطلاع دول الخليج أولا بأول بتلك المفاوضات، ودعت دول المنطقة إلى عقد مؤتمر لمناقشة الدفاع الامني للتعرف علي التحديات وسبل مواجهتها.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية الرئيس الألباني، بوجار نيشاني، الذي أكد على أن بلاده تشكل نموذجا يحتذى للتعايش بين الأديان المختلفة وأكبرها الدين الإسلامي.
وأوضح أن التعايش والتسامح الديني والانسجام ركائز مهمة لبنية الدولة الألبانية «التي يضطلع قادة المؤسسات فيها بدور هام في التوازن والانسجام دون تحيز ديني».
كما لفت إلى أن الألبان نجحوا في تجاوز مختلف التحديات والظروف التي مرت بها منطقة البلقان خلال القرن العشرين، وأسسوا نموذجا للتعايش والسلام، ويضطلعون بدور هام لتعزيز الانسجام والديمقراطية، وبناء الصورة الجديدة لمنطقة البلقان «وأعينهم في الوقت ذاته ترقب الأخطار التي تهددهم».
وركز الرئيس الألباني في جانب من خطابه، على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية التي وصفها بـ «الإنسانية والاستراتيجية والعميقة».
سليمان حاج إبراهيم